الفصل السابع عشر

2.4K 87 2
                                    

الفصل السابع عشر



صوت لطالما احبته وانتظرته في هذه الليلة الطويلة الغريبة التي تابى ان تنتهي هذه الليلة التي لا تعلم ما الذي ينتظرها بعدها صوت تناهى لسمعها كاشارة ليوقظها من استغراقها وغرقها في افكارها التي تخرجها من دوامة لتدخلها باخرى اكبر منها (( الله اكبر الله اكبر)) رفعت نفسها بقوة من جلستها المرهقة خلف الباب المغلق والتي استمرت عليها لساعات لتتحرك بارهاق يحاكي ارهاقها وتعبها الداخليين تطلعت لصورتها في المراة لقد اختفت العروس وانتهت قصتها بعد ان افسدت شعرها بفرارها المخزي من احمد لتظهر نفسها كطفلة صغيرة خائفة .....خطوط الكحل التي كانت بالامس تزين عينيها اصبحت تشوه وجهها تاركة عليه اثار بكاء مرير وانهيار .......الفستان الذي كان بالامس لامعا زاهيا براقا اصبح باهتا كلون حياتها التي لا تعلم ما الذي ينتظرها فيها (( الله اكبر الله اكبر )) عاد الصوت كانه يوجهها لدربها يخبرها بانه ان ضاقت بها السبل فان السبيل الى الله واضح اتجهت بخطوات حازمة الى الحمام الملحق بغرفتها الملوكية التي تليق بعروس حقيقية بعد ان تأكدت من اقفال باب الحمام خلعت فستان زفافها بلمسات ناعمة لا تؤذيه فهو ذكرى من اعز الناس عليها ستحفظه بقلبها يذكرها بامراة احبتها وتمنت من كل قلبها سعادتها تحركت لتدخل تحت الماء الدافئ الذي يغريها لتغسل عنها هموم هذه الليلة الطويلة شعرت ببعض الراحة والاسترخاء ما اغراها لان تتنعم بهذا الحمام لدقائق اضافية لفت نفسها بمنشفة طويلة تبدو جديدة كانت معلقة خلف الباب لتخرج الى الغرفة وهي متوجسة خائفة على الرغم من كونها اغلقت باب الغرفة الا انها لا تملك الا ان تشعر بالخوف والتحفز لانها في بيت غريب ومع رجل غريب حكمت على نفسها ان تبقى معه لمدة سنتين !!!! بعد ان تأكدت من خلو الغرفة تنهدت براحة وهي تتأكد من قفل الباب مرة اخرى لتتجه نحو خزانة كبيرة تغطي الحائط المقابل لها بالكامل لتتذكر بانها لم تجلب معها اي شيء لا ملابس ولا اغراض عدا عن تلك الحقيبة الصغيرة التي تحمل ذكرياتها بل حياتها السابقة كلها لم تكن عروس اعتيادية بمراسيم وتحضيرات ككل العرائس تحركت نحو تلك الخزانة بخطوات مترددة لتفتحها وحالما فتحتها شهقت بصدمة وهي تنظر لمحتوى تلك الخزانة مدت يدها تتلمس تلك الاقمشة الرائعة لقد كانت تحوي ملابس رائعة بموديلات راقية للغاية وبتفصيلات غاية في الرقة والجمال ما بين اثواب طويلة محتشمة ولكنها في ذات الوقت انثوية بالوان ربيعية واطقم جميلة للغاية مما كانت ستشتريه لنفسها لو انها عادت تلك الرفل التي كانتها التي تخرج برحلات تسوق مع امير عند هذه النقطة دمعت عينيها ولكنها سيطرت على مشاعرها بقوة يكفي يكفي انها اظهرت نفسها مظهر المثيرة للشفقة لن تعود لذاك الضعف والانكسار فرغم كل الذي حدث لا تستطيع ان تحمل احمد احمالا اخرى فهي ربطته بزواج لن يحصل منه على شيء ولا تدري لحد الان المقابل الذي يريده منها ولكنه على الاقل حافظ على وعوده معها لحد الان عليها ان تتصرف بعقلانية كعادتها وان تكون على قدر المسؤولية فهي لم تعد تلك الرفل التي كانتها والتي يسير الجميع حياتها ولكنها اصبحت اخرى تتحمل مسؤولية نفسها وقراراتها ومهما كانت خاطئة فهي المسؤولة الوحيدة عن كل ما حصل عادت بنظرها الى تلك الخزانة لم تعلم ما الذي تفعله ولمن هذه الملابس كلها هل من الممكن انها لمنال ؟؟ ما الذي ستقوله عنها ان علمت بانها فتشت باغراضها ولكن ما الذي تفعله فهي لا تملك الا فستان الزفاف فتحت احد الادراج لترى ملابس داخلية متنوعة بعضها خجلت حتى من النظر اليها فاحمر وجهها بشدة وشعرت بانها متطفلة وان ما تفعله خاطئا للغاية اخذت منها بعض الملابس واختارت ثوبا رماديا قاتما لم تستطع ان تختار لونا اكثر فرحا فهي للان تشعر بانها قد خذلت امير كيف استطاعت ان تشعر ولو للحظة بالفرح بالراحة من دونه من دون وجوده وجود انفاسه التي تشعرها بالامان بالراحة والاطمئنان ارتدت الثوب والذي كان ملائما لها بصورة عجيبة وبتفصيلة تظهر جسمها بصورة رائعة لتبحث عن ازار للصلاة فوجدت واحدا وافترشت سجادتها وابتدأت بالصلاة والمناجاة بين يدي خالقها حالما انهت صلاتها تذكرت والدها حكاياه الجميلة التي كانت تستمع اليها بكل شغف لطالما كانت تجلس معه في مثل هذا الوقت تجلس الى جانبه في مكانه الذي لا يفارقه اخبرها ذات مرة بانه قد سمع من جدها رحمه الله بان من ضاقت به الامور فليقرأ سورة يوسف فانها تفرج الهم وتزيل الاثقال هبت من مكانها وهي تبحث في تلك الغرفة الغرفة الغريبة عن مصحف لتجد واحدا كبيرا يشبه ذاك الذي يملكه والدها عادت لمكانها لتتصفح المصحف الشريف الى ان وصلت لسورة يوسف فابتدأت بالقراءة ومع كل فصل من فصول تلك السورة المباركة التي لطالما اشعرتها بالفضول لتسمع عنها اكثر واكثر كانت تشعر بالراحة والسكينة تتخلل الى اعماقها لتهدا من تلك النيران المشتعلة في داخلها سرقها الوقت ولم تعلم كم بقيت على جلستها تلك ليتناهى الى سمعها بعض الاصوات اغلقت المصحف وقبلته لتضعه مكانه خلعت ازار الصلاة وبحثت عن حجاب مناسب داخل تلك الخزنة لتفاجئ بوجود عدد لا متناهي من الاغطية والحجابات بالوان رائعة استلت واحدا منها وهي تشعر بالغرابة لان منال ليست محجبة فلمن هذه الاغراض ثبتته بسرعة وبحركات متقنة لتنزل احد اطرافه تغطي بها صدرها الظاهر من فتحة الثوب الكبيرة وتحركت بتوجس وتردد وهي تقترب من الباب هل تفتحه نعم عليها ان تواجه ان بقيت بحالها هذا فان احمد سيستضعفها عليها ان تريه انها قوية تستطيع ان تدافع عن نفسها ان توقفه عند حده ان فكر ولو مجرد تفكير بالتمادي نعم لا مزيد من الخضوع والخنوع فهي الان سيدة نفسها رفعت راسها عند هذه الفكرة المنعشة وهي تشعر بنشاط غير اعتيادي وفتحت قفل الباب وهي تسير على اطراف اصابعها وتتلفت يمينا ويسارا تستكشف ما فاتتها رؤيته بالامس الذي يبدو بعيدا عنها وهي بحالتها هذه عبرت الرواق الطويل الذي يبدو انه لا ينتهي لقد كان كل ما في هذا البيت فخما يشبه المتحف يشعرك بالرهبة تتساءل كيف يستطيع من يسكنه استعماله بمنتهى العفوية والسهولة لاح لها السلم الذي صعدته بالأمس البعيد راكضة فلم تر ما حولها اليوم يبدو في ضوء النهار بمنتهى الروعة نزلته مستمتعة بملمس الزجاج البارد الذي يبعث في جسدها رعشة لذيذة وهي تنظر الى اللوحات التي تغطي الجدران لوحات لمناظر طبيعية تبعث السلام في النفس والروح لينتهي السلم في صالة كبيرة مصممة على شكل دائرة بتصميم محير تزيتها ثريا كبيرة للغاية تشعر الداخل الى تلك الصالة بانه صغير من فرط ضخامتها تحيط بها شبابيك تصل للسقف تطل على تلك الحديقة التي جذبت انظارها حتى وهي في عز انهيارها لقد كانت كانها جنة اقتربت من الزجاج النظيف الذي يبدو من شدة لمعانه كانه غير موجود لتتطلع الى تلك الروضة الرائعة لقد خيل اليها انها راتها في احدى احلامها البعيدة بورودها الملونة بالوان متناسقة لتبدو كلوحة فنية تجلب الفرح والانتعاش للنفس واشجارها التي تبدو كانها حرس يحرس هذا القصر المنيف باصطفافها المنتظم على جانبي الممر المؤدي الى الباب والاراضي الخضراء التي تمتد لمساحة لا متناهية لتكتمل اللوحة بتلك النافورة التي تتوسط هذا الجمال لتزيده روعة بمنظر المياه المتساقطة من دلو فتاة تقف بكبرياء انثى واثقة ,,,,ابتسامة صافية تسللت لشفتيها دون ان تعلم هي بذلك .... صوت عال جذبها من استغراقها اللذيذ ذاك لتنتفض من شدة ذلك الصوت وتتحرك بتوجس باتجاهه لترى بابا جانبيا مواربا فتحته ببطء ففغرت فاهها وهي ترى احمد في داخل ما يشبه المطبخ يرتدي بنطالا اسود وقميص لم يكلف نفسه عناء تزريره وهو يقف امام بحيرة من البيض المكسر احمرت خجلا من منظره المشعث البدائي ذاك فهي لم تر احدا بهذا المنظر ابدا حتى اخوتها لطالما كانو ملتزمين بمظهرهم داخل البيت بحكم وجودها وسلمى ادارت راسها للجهة الاخرى وهي تصدر اصواتا لتنبهه لوجودها :- احم احم ال .. السلام عليكم
رفع راسه بحدة حتى انه شعر بتشنج في رقبته من شدة التفاتته لينظر الى سبب ارقه وتعبه وهي تدير راسها للجانب الاخر لقد رسم عدة سيناريوهات ماساوية لهذا الصباح الا انه لم يتصور ابدا بان الواقع سيكون رائعا هكذا بان تظهر امامه هكذا وقد تخلصت من بقايا انهيارها الذي لم يلق بها ابدا وهي تقف وخجل الانثى يسيطر عليها لمرآه هكذا نظر الى نفسه لتتلاعب ابتسامة شقية على شفتيه وهو يتكا على الخزانة خلفه حسنا لتذق بعضا مما اذاقته :- صباح الخير يا ............ عروسي
وهكذا تبخرت نوايا السلام التفتت اليه بنفس حدة التفاتته ليرى وجهها الذي لم يفارقه لثانية في تلك الليلة المعذبة وهو يتخيلها تنام على فراشه تستخدم اغراضها التي اشتراها بنفسه مع منال بعد ان اصر عليها ان يشارك في في كل صغيرة وكبيرة من عمليات الشراء المستمرة نظر باستمتاع لهذا الثوب الذي ترتديه لقد اصر على منال ان تشتري هذا اللون الغامق رغم اعتراضها لانها عروس الا انه يعرفها حق المعرفة يعرف طريقة تفكيرها نبهه صوتها الغاضب من استغراقه في النظر نحوها وهي تقول من بين اسنانها :- لا تقل هذه الكلمة مرة اخرى
فقال وابتسامته تتسع لانها نسيت خجلها وتتطلع لوجهه بوجه غاضب وعينان تقدحان شررا كاول مرة التقاها بينما لا يزال على وقفته المسترخية :- ولم لا اقولها اليست تلك هي الحقيقة يا .... عروسي
رمته بنظرات نارية ليهبط نظرها الى صدره لتستدير بحدة وهي تقول من بين اسنانها :- هلا اغلقت قميصك
يا الهي انها تطلق كل ما بداخله من مشاعر نائمة تجعله ثائرا لا يهدا حتى يدخلها معه في موجات غضبه التي يحب الحمد لله انها تجاوزت ليلة الامس بقوة نمرة نعم هي نمرته ...له... فبدا بتزرير قميصه بسرعة وهو يتحرك حتى اصبح امامها تطلعت اليه لتتنفس الصعداء وهي تشاهده استعاد بعضا من تمدنه بعد ان اغلق قميصه ورتب شعره فقالت وهي تتلفت حولها :- وما هذا الذي كنت تفعله ؟؟؟
احمد :- لا شيء سوى محاولة لتحضير افطار لي وربما ان نجحت المحاولة ساعطي بعضا منه لزوجتي العتيدة
لم تستطع مقاومة الابتسامة التي تحارب لتظهر على وجهها وهي ترى اثار محاولته تلك ......... البيض المكسر يملا الارضية ويلطخ الخزائن المجاورة لها قطع من الطماطم تعرضت لمحاولة تعذيب ليخرج شكلها غير معرف الاواني التي يبدو من شكلها بانه لا يعرف ايها يستخدم لقلي البيض بينما هو كان مخطوف الانفاس يلاحظ سكناتها تلك الابتسامة التي تمنع ظهورها بالقوة شفتيها اللتان تزمهما كطفلة صغيرة وجهها المتورد خجلا من تواجدها معه في هذا المكان وعينيها اه من عينيها مستعد نعم انا اكثر من مستعد ان اقضي ما تبقى من حياتي في التبحر ببحورهما التي تحكي قصصا لما واجهته معذبته التفتت نحوه فاسترد نظراته اللامبالية بسرعة
فقالت :- حسنا ربما بامكاني المساعدة في هذا الامر مقابل ان تتوقف عن مناداتي بعروسي او زوجتي
فقال :- عرض مغري ولكن بماذا اناديك ؟؟؟
رفل :- رفل وفقط رفل
احمد :- حسنا عرو.... اه اقصد رفل
هذه المرة لم تعاند الابتسامة بل تركتها لتظهر بينما احمد يشعر بالغبطة والفرح والفخر ومشاعر جمة لانه تمكن ومن اليوم الاول من جعلها تبتسم بينما هي تتحرك بنعومة وردة لترتب الفوضى التي احدثها كانها تعزف لحنا ما ترسم لوحة لا يدري حقا هل هو فقط من يراها هكذا بعينيه ام الجميع تحركت لتنظف الارضية من بقايا البيض الا انه اوقفها بسرعة وهو يقول :- لا تفعلي بعد قليل ستاتي الخادمة وتنظفه
فقالت :- لا لا عليك لن نتمكن ان نتحرك بحرية بينما البيض المسكين الذي عانى من محاولتك الفاشلة يقبع هنا
فقال : حسنا اذا انا سانظفه وانت اعدي لنا الافطار عرض منصف الا تعتقدين
فاومات براسها وهي متفاجئة من تصرفه الصغير المليء بحس المساواة وهذا ما لم تشعره يوما على الرغم من محبة والدها واخوتها لها الا ان مكانها كبنت كان محجما بمقدار ما تفعله من واجبات بينما هم كانو لا يهتمون حتى بابسط الامور الخاصة بهم بل يلقونها وبلا مبالاة على عاتقها تحركت من مكانها لتخرج ما تبقى من البيض وتباشر باعداد الافطار بينما هو لا يطيق صبرا لياكل من يديها معها وهي امامه يا الهي انها وجبة لن يستطيع نسيانها ما حيا
اعدت المائدة الصغيرة الموجودة في المطبخ ووجهها يكاد يخترق خجلا من وجوده معها في هذه المكان الصغير ولكن عليها ان تعتاد وجوده حولها فهو رغم اعتراضها على التسمية وبشدة الا انه اصبح زوجها حقا وستبقى معه لفترة ليست بالقصيرة ثم انها لا تريد لاي احد ان يكتشف اتفاقية زواجهم لان الامر مخجل حقا ولن يستطيع ايا كان تفهمه لذلك عليها ان تتخلص من ذلك التشنج والتوتر في وجوده وتتعامل معه كما تتعامل مع سمير برسمية واحترام امام الناس بينما بينهما لن تتعامل معه مطلقا نعم ستتفق معه على خطوط حياتهما معا في هذه السنتين ابتسمت وهي تشعر بانها اصبحت بالفعل سيدة نفسها تضع شروطا وينفذها الاخرين بعدما كانت تساق من هنا لهناك
:- ما هذا هل هي ابتسامة من سيدة النكد العالمي وبدون محاولات خارجة عن المالوف لاضحاكها حقا اليوم هو يوم استثنائي
رفعت راسها للسماء وهي تكلم نفسها :- يا الهي لن يفلح الامر
لتنظر نحوه ببرود مستفز وهي تقول :- لقد انتهيت من اعداد الافطار وساجلس معك قليلا لانني اريد ان اكلمك بموضوع مهم للغاية تحرك من وقفته بالقرب من الباب بعد ان اغتسل وغير ملابسه باخرى مريحة وسحب كرسيا ليجلس عليه وهو يقول :- بل ستجلسين وتشاركيني الافطار ونتحدث بعدها سحبت كرسيها القريب لتجلس عليه وهي تحدث نفسها بوجوب الهدوء والتروي فرغم كل شيء ورغم ماضيه الغير مشرف معها الا ان احمد قد تغير كثيرا وهذا ما دفعها للموافقة على عرضه في المقام الاول تنهدت وهي تنظر الى الطعام بلا اشتهاء لتتذكر والدها فورا هل استيقظ هل تناول افطاره ودوائه يا الهي لا احد غيري يعرف مواعيد ادويته ونظامها اغرورقت عيناها بالدموع بينما احمد الذي كان مستغرقا في تذوق الطعام الذي اعدته له زوجته كم هي منعشة هذه التسمية التي تستكثرها عليه رفع عينيه ليتطلع اليها لتنسحب منه الراحة اللحظية وهو يرى شحوبها ودموعها التي توشك ان تتساقط فتوقف عن الاكل وخاطبها قائلا
:- يبدو ان لي عين حاسدة فها هي دموعك توشك على اغراقنا بعد تلك الابتسامة المحيرة
ضحكت من بين دموعها على تعبيره لتختنق بشهقات بكائها وتسعل بقوة نهض احمد من مكانه فورا واقترب منها بسرعة وناولها كاس الماء القريب منها وهو يقول
:- يبدو ان تاثيري سيء عليك فها انت بعد ان بدات ضاحكة توشكين على الموت اختناقا ستكون تلك سابقة اذ ان تاثيري على الجنس اللطيف دائما ما يكون عكس ما حصل
نظرت نحوه وعيونها تبرق من الغضب والغيض يا الهي انه غاية في الوقاحة وانا من ظننته تغير فقالت من بين اسنانها وهي تنظر اليه بتلك النظرة التي كانت السبب في كل حنقه وغضبه منها نظرة مليئة بالاشمئزاز :- حسنا لقد حان وقت كلامنا الجدي انا في الحقيقة اريد ان احدثك بشان حياتنا في الايام القادمة انا لا احبذ التعامل معك ابدا ما لم اكن مضطرة او ما لم يكن هناك احد بيننا وبما انك لم تحدد مقابلا لارتباطك بي فانا ساعرض عليك عرضا انت ستحتاج للكثير من الاشياء اثناء بقائنا معا وكما يبدو انت لم تعتد العناية بنفسك لذا فانا اعرض عليك مساعدتي في اعداد الطعام وكل الاعمال المنزلية الاخرى اثناء تلك الفترة حتى الدراسة انا مستعدة ان اساعدك فيها ولا تقلق لانني لن احملك مسؤوليتي وتستطيع اعتبار نفسك حرا لن اقيدك بشيء ولن اطلب منك شيء انا اعدك بهذا ها ما رايك ؟؟؟
فاجاب وهو يشعر بانه يكاد ينفجر من تفكيرها للمرة الاولى في حياته يشعر بانه كريه يثير النفور والاشمئزاز حتى والدته لم تشعره هكذا تفضل ان تعمل خادمة عنده على ان تكون زوجته
:- عرضك لا يغريني ابدا وانا متنازل على هذا المقابل الذي تكادين تطيرين من الفرح والغرور وانت ترمينه في وجهي لانني استطيع توفيره ببضعة دولارات فهذا هو عمل الخادمات ان كنت لا تعلمين وانا اعتدت وجودهن حولي طيلة حياتي .
وتحرك ليغادر الا انها سبقته لتقف امامه وهي ترفع نحوه عينين غاضبتين الا انها لم تثره هذه المرة فقد كان غضبه منها كبيرا للغاية بعد عرضها المهين ذاك ماذا تعتقد انه سيكون مسرورا للغاية بينما تفخر بانها لن تتعامل معه الا ان اضطرت لذلك وفي المقابل ستصنع له طعاما فتوقف مكانه وهو ينظر اليها والغضب يملؤه ليقول اخيرا
:- انا موافق على الشق الاول من عرضك وهو ان لا نتعامل مع بعضنا الا عند الضرورة وانا لا اجد اي ضرورة الان فابتعدي عن طريقي من فضلك
بهتت رفل من كلامه القاسي وتحركت فورا دون ان تنطق بكلمة واحدة لقد توقعت منه ترحيبا بعرضها لانها ... لانها ماذا انه محق فما المغري في عرضها لكي يوافقها عليه كيف اصبحت بمثل هذا الغباء انه لا يحتاجها ابدا ربما كان صادقا في كونه يفعل ما يفعل لانه يشعر بالذنب نحوها ولكنها ستفعل كل ما تستطيعه لتجعل حياته مريحة خلال هذه السنتين حتى وان كان وقحا بدون اخلاق الا انه يتحلى بالكثير معها وهذا يكفيها فهي لا تريد منه سوى احترامه لها لن تكلفه شيئا لن تطالبه باي شيء بل هي ستكون ممتنة للغاية ان حافظ على وعوده معها تحركت باتجاه الهاتف وهي تفكر بوالدها علي الاتصال به حالا وتذكيره بالدواء .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...............................................
استيقضت من نومها وحيدة كعادتها بعد ان غادرها امانها واستقرارها نظرت الى الساعة لتجدها الخامسة فجرا لحسن الحظ لم يفتها وقت الصلاة توضات وجلست في مكانها المعتاد لتصلي وحالما اكملت اجهشت بالبكاء وهي تستغفر ربها تطلب عفوه وقبوله لها بعد ان رفضها الجميع (( الهي غلقت الملوك ابوبها وطاف عليها حجابها وبابك مفتوح للسائلين وجودك مباح للآملين))
دعاء علمها اياه عمها عندما كانت صغيرة ترفل بين احضانه الدافئة بقيت تردده بدموع وبكاء الى ان شعرت بالراحة بانها سلمت امرها الى من يملك قلائد الامور نهضت من مكانها وهي ترى اشعة النهار الاولى قد بدأت بالظهور عقدت عزمها على الخروج من حبسها الذي فرضته على نفسها طيلة تلك الايام الطويلة لذلك تحركت بخطى ثابتة وهي تحدث نفسها بانه لا شيء اسوا من الذي حصل قد يحصل لانها الان وبكل بساطة تقبع في القاع فتحت الباب وهي تدعو بسرها ان لا تلتقي بسمير فهي ليست مستعدة لمواجهته الان تحركت باتجاه غرفة عمها فهي تعلم بأنه مستيقظ كعادته الان طرقت الباب ودخلت عليه وهي ترسم ابتسامة على شفتيها بصعوبة شديدة وحالما دخلت عليه حتى مهض من جلسته واتجه اليها بينما نظراته الحنونة تحيطها من كل جانب وابتسامته الدافئة الصادقة تشعرها بصحة قرارها فطالما هو معها كل شيء سيصبح سهلا ويستحق العناء
:- صباح الخير بنيتي كيف حالك وكيف حال حفيدي ؟؟
لقد ذكرها بالطفل الذي تحمله لقد نسيته في خضم ماسيها السابقة فهو طفل لا يرغب به احد فابتسمت بصدق هذه المرة وهي تجيبه
: صباح النور يا عمي الحمد لله انا بخير وكذلك حفيدك
فاجاب بحنانه المعهود :- فقط لو تعلمين كم اتحرق شوقا لرؤيته اتمنى من الله ان يطيل عمري لاحمله بين ذراعي وبعدها ساموت وانا مرتاح بعد ان اطماننت عليكم .
وضعت يدها على فمه وهي تجيبه :- لا تقل هكذا عمي ان شاء الله ستراه وتربيه بنفسك تعلمه ان يصبح رجلا رائعا مثلك تماما
فاجابها :- كله بامر الله واذنه اذا الا تفكرين بتحضير بعض الطعام لعمك ام علي ان احضره لنفسي ولك كعادتي في الايام السابقة ؟؟
فاجابته ودموعها توشك على التساقط مرة اخرى :- بالطبع سوف احضر افطارك حالا انا اسفة عمي حقا اسفة لكل ما حصل
فاجابها وهو يربت على راسها :- يكفي يا ابنتي يكفي لن نعود لذكر ما حصل مرة اخرى هيا فانا اشعر بالجوع حقا ومضى وقت طويل للغاية لم اكل من صنع يديك
سلمى :- دقائق وسف اجعلك تاكل اطيب طعام في حياتك ولكن اين الدواء لا اعلم علي ان اقرا الوصفات لاعرف مواعيد الادوية لانني لا اعرفها جيدا ربما كان هناك ما يؤخذ قبل الطعام
صوت الهاتف قاطع تخبطها وهي تحاول قراءة وصفات الطبيب لتتحرك اليه وتجيب وهي مستغربة من هذا الاتصال المبكر وحالما رفعت سماعة الهاتف حتى انطلقت رفل بالبكاء وهي تهتف :- ابي كيف حالك لقد هل تناولت دواءك اجبني ابي ........
ناولت سلمى سماعة الهاتف لعمها دون ان تنطق بحرف واحد وحالما وصله صوت رفل حتى تهدجت انفاسه وبالكاد استطاع الكلام وهو يحاول تهدئتها بكلماته المطمئنة ويقول :- حبيبتي كيف حالك ؟؟ .... انا بخير لا تقلقي ماذا عنك وانا ايضا اشتقت اليك صغيرتي .. الدواء حسنا لم لا تخبرين سلمى فانا كما تعلمين لا استطيع تذكر الاوقات بدقة ....نعم انه الى جانبي ليرفع سماعة الهاتف ويناولها لسلمى التي امسكتها بيد مرتجفة وهي تشعر بالخجل والخزي من رفل التي لم تحضر زفافها حتى لم تودعها فقالت وهي تتمالك اعصابها بصعوبة شديدة
:- نعم رفل كيف حالك ؟؟؟؟
بينما كانت رفل تشعر بالقهر لاضطرارها ان تطلب من سلمى المساعدة سلمى سبب كل مصائبها فقالت باكبر قدر من الهدوء والسيطرة على الاعصاب :- انا بخير سلمى وانت كيف حالك وكيف حال الطفل ؟؟؟
حسنا لقد سجلت مواعيد الادوية بورقة صغيرة ستجدينها على مكتب والدي من فضلك اجعليه يتناول الدواء في موعده لانه غالبا ما ينسى سلمى اعتني به جيدا لاجلك انت لانه سيدافع عنك وسيقف في وجه الجميع حتى سمير وحتى انا لاجل هذا اعتني به جيدا
فاجابت سلمى ودموع القهر والذل تجري على خديها :- لا تقلقي رفل ساعتني به لانه عمي اولا واخيرا ان كنت نسيتي هذا فانا لم انسه واغلقت السماعة وهي تشعر بان الصفعات ترد اليها من كل الجهات
تحركت لتجد الورقة الصغيرة التي كتبتها رفل رغم كل شيء لا تستطيع ان تلومها فبيدها هي دمرت كل اسباب التواصل بينها وبين الجميع ولكن هذا الامر سيتغير لانها تحظى بدعم عمها اللا محدود وكذلك ذاك الكائن الصغير الذي يقبع بداخلها ذاك الذي سيكون انتمائه اليها رغما عن الجميع وعند هذه الفكرة ارتسم الامل على محياها وهي تحتضن بطنها لتشعر بشعور لا يوصف كل هذا تحت انظار عمها المراقبة ليلهج بالحمد لله وهو يدعو ان يصلح الله شان ابنائه الذي فرقتهم الدروب وجمعتهم الهموم .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ........
شعرت بالحزن يعتصر قلبها وهي تتخيل والدها وحيدا مع سلمى ولكنها استذكرت كلماتها فهي رغم كل شيء لا تنكر ذنبها لا تستطيع ان تتخيل كيف لانسان مجروح من الحب ان يتصرف لانها لم تعرف هذا الاحساس يوما ولن تعرفه لانه يضعف الانثى اكثر واكثر يجعلها تخرج عن طورها تتخلى عن عقلها في سبيل من تحب كحال سلمى التي فقدت كل شيء لانها لم تحصل على حب من تحب دمرت نفسها اخويها وحتى هي طالها الاذى ولكن رغم كل شيء فهي تعلم بان سلمى ستعتني بوالدها لانها لطالما احبته واعتبرته كوالد لها وهو الوحيد الذي كانت تقف عنده دون ان تستطيع حتى ان تجادله .... جرس الباب الذي دوى بصخب اخرجها من سيل افكارها وهي لا تعلم ما الذي عليها فعله بقيت واقفة مكانها تنتظر احمد ليظهر ويفتح الباب للزائر الصباحي وهكذا حصل فقد ظهر احمد من غرفة جانبية ليتحرك باتجاه الباب دون ان ينظر الى جهتها وحالما فتح الباب حتى اندفعت منال لتدخل وهي تبارك لاحمد وتغمزه وتناكفه حتى جعلته يبتسم رغم غضبه وتجاوزته بسرعة وهي تنادي بصوتها الرائع :- اين العروس يا احمد ارجوك اخبرني بانك ابقيت لنا بعضا من رفل
احمرت رفل بشدة وهي تشعر بانها تكاد تذوب خجلا من مزاح سلمى الجريء بينما احمد شعر بالغبطة وهو يستمتع باحراجها ويغمز لمنال بان تستمر فقالت منال :- اذهب لعمك انه ينتظر في الخارج هيا تحرك بني تحرك فعروسك لن تطير اقترب احمد من منال وهمس ببعض الكلمات في اذنها لتومئ براسها متفهمة فقبلها على راسها وهو يقول :- حسنا امي ساذهب الان واتركك مع كنتك ال............. لا داعي لكي لا تغضب الاميرة
شعرت رفل بالغيض منه ومن طريقة معاملته التي تتسم بالبرود والوقاحة واقتربت من منال التي احتضنتها حالا وهي تبارك لها لتاخذها لاقرب اريكة وهي تضمها بطريقة جعلت رفل تشعر بانها تحبها حقا رغم معرفتها السطحية بها نظرت اليها وهي تقول :- اسمعيني رفل لم يبق شيء لموعد الطائرة لذلك انا اجد نفسي مضطرة لان اكلمك بهذا الكلام بدون مقدمات انا حقا اعتبر احمد كابن روحي لي رغم تطرف الفكرة الا ان هذه هي حقيقة مشاعري اتجاهه من فضلك رفل حاولي احتواءه اجعليه ينتمي اليك كوني له بيتا قبل ان تكوني زوجة وحبيبة وانا متاكدة من انه سيكون لك ما تريدين انا اعلم بانك تعتقدينه رجل رغبات ولكنه ليس هكذا فهو يخفي اكثر مما يظهر بكثير من فضلك امنحيه فرصة انه شبيه بعمه لدرجة تثير الحيرة وانا لم احظ بالسعادة الصرفة الا بعد ان فعلت ما نصحتك به والان اخبريني ما رايك بجهازك لقد امضيت الاسبوع الفائت كله في انتقاءه لك وحزر مقاسك وذوقك اخبريني هل جاء تعبي بنتيجة انها هديتي لك
فاجابت رفل وهي تحاول استيعاب ما تخبرها به سلمى لتقول اخيرا :- هذا كثير جدا لن استطيع ان اقبله
فاجابت منال وهي تدعي الحزم :- اسمعي يا كنتي الم يعلمك احد ان تحترمي حماتك ولا تناقشيها هكذا قولي شكرا واصمتي
فقالت رفل وهي تشعر وقد اصابتها العدوى من مرح سلمى المحبب :- شكرا حماتي لتنطلق ضحكاتهما معا
بينما احمد وعلي يطالعانهما من الباب وهما يقفان بنفس الوقفة وكل منهما ينظر لمعشوقته التي تضحك بسعادة ولكن بينما كان احدهما يكاد يطير من الفرح وهو ينظر الى حبيبته التي سيعاقبها حالما يصبح البيت خاليا الا منهما كان الاخر ينظر الى سبب عذابه والحزن يملا قلبه لانها لن تبادله شعوره يوما ليربت علي على كتف احمد وابتسامته ملء وجهه وهو يقول :- هيا يا بني فالحب بانتظارنا .................................................. .................................................. .................................................. .........

يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن