الفصل الثاني والأربعون
فتحت عينيها وهي تشعر بثقل في رأسها كان احدهم قد قام بضربها بمطرقة كبيرة تطلعت حولها وهي تشعر بالغرابة فلا تذكر متى دخلت لغرفتها ولا كيف .....استغرقها وقتا لتسترجع بعضا من احداث الليلة الماضية ويتلاشى كل شيء ولا يبقى سوى تلك الذكرى التي جعلت وجهها يشتعل احمرارا وهي تتذكر احتواءه لها بين ذراعية في موطنها ذاك الذي اشتاقته بقوة بصورة مثيرة للشفقة هو هو وحده وطنها هو من جعلها تعرف معنى الانتماء معنى ان تكون ولكنها ما ان سلمت له ما ان وثقت به حتى دمر الماضي والحاضر قتل رفل التي كانت والتي اصبحت لتبقى روحا تائهة روحا بلا وطن بلا انتماء روحا بلا هوية
نهضت من سريرها وهي تشعر بان هناك شيئا مختلفا فيها شيء تغير تشعر بانها على قيد الحياة مرة اخرى تشعر بانها قد تخلصت من حمل ثقيل يجثم فوق صدرها
وقفت امام المرأة وهي تنظر لنفسها للمرة الاولى منذ سنين تشعر بانها جميلة لا بل غاية في الجمال
اطلقت سراح شعرها الذي تحتبسه منذ سنوات بمشابك ليتساقط بدلال فرحا باطلاقه ليصل لنهاية ظهرها احاط وجهها بغلالة حريرية ساحرة
ادخلت اصابعها لتتخلل خصلاته الناعمة وهي ترى تالق عينيها رغم الظلال السوداء التي تحيط بهما رفعت اصابع مرتجفة لتلامس كدمة صغيرة فوق شفتيها ليعود ذاك الاحمرار ليغزو وجهها كأنها فتاة صغيرة تتذكر اول قبلة لها
ولكنها كذلك هي لم تعرف معنى كونها امرأة الا بين يديه وعلى يديه هو الاول في كل شيء ملك كل ما فيها من مشاعر واحاسيس ملك قلبها واستعمر روحها بكل تكبر وغرور ......ماذا ستفعل ؟؟ لا تعرف حقا
طرقات على الباب تبعها دخول منال التي اتسعت عيناها فورا حالما راتها لتحمر رفل مرة اخرى وهي تلملم خصلات شعرها الطويلة لتهرب بها من نظرات منال التي قالت فورا :- يا الهي رفل ما الذي تظنينه انني ساصورك مثلا لاعطي الصور لاحمد ... صمتت وهي ترفع اصبعها علامة التفكير واكملت قائلة :- رغم انها فكرة رائعة استطيع ابتزازه بهذه الصورة وهو سيفعل كل ما اطلبه ليحصل عليها
تجهمت ملامح رفل وهي تتخيل ان تفعل منال ذلك ثم عادت لتنفض رأسها تبعد هذه الافكار عنه
وتقول :- توقفي منال
فقالت منال وهي تقترب منها :- صباح الخير والجمال حبيبتي
فاجابتها رفل والاحمرار ما زال يلون وجهها :- صباح النور منال
امسكت منال بيدها وجرتها معها الى ان وصلتها لسريرها لتجلس وتسحبها لتجلس بقربها وهي تقول :- اسمعي رفل انا لم انم ليلة امس لقد كنت افكر بك انت واحمد
اخفضت رفل رأسها تخفي اضطرابها ما الذي حصل لها رفل هل نسيت الغضب الاتهامات الباطلة العذاب هل نسيت
لتكمل قائلة :- رفل انا ساحدثك بصراحة واريد منك الصراحة ايضا فهل تستطيعين ؟؟؟
فاجابت رفل وهي ترفع رأسها لتواجه منال وهي ترى فيها انقاذا لكل حيرتها ومخرجا من تخبطها الذي فاجأها وقالت :- نعم استطيع
فقالت منال وهي تمعن في النظر اليها :- رفل انت لا زلت تحبين احمد وهذا ليس سؤالا بقدر ما هو تقرير التفسير الوحيد الذي توصلت اليه لغضبك لانهيارك لبقاءك الى الان على ذمته لرسمك تلك الصورة المميزة له لامير وحتى حبك لامير كلها تقودني لهذه النتيجة .... اوقفيني ان كنت مخطئة
فقالت رفل وهي تشعر بان قلبها سيخرج بين لحظة واخرى قافزا امامها ليعلن حبها له :- استمري
اشرقت ملامح منال وتحمست لتكمل :- المشكلة تكمن في ما فعله احمد وهو امر صعب ومؤلم ومهين انا افهم كل هذا ومعك فيه ولكن هناك وجه اخر للعملة حبيبتي وجها اخر للحقيقة حبيبتي هل لك ان تتخيلي وضعه في تلك الايام لقد كان رفل احمد احبك منذ الازل من قبل ان تعرفي انت حتى لقد رأيته بام عيني رايت حبه لك حبا متطرفا لم ار مثله في حياتي حبيبتي لقد كان لديه تطلعات واحلام لكما لا تستطيعين تخيل مدى سعادته لقد كنت اسمعها في صوته في نبرته التي تتغير ما ان ينطق اسمك او يتحدث عنك وفجأة انهار العالم من حوله يصحو ليجد نفسه عاجزا ولا احد الى جانبه سواك انت انت من كان يخطط لشهر عسل معك انت من كان يرغب بان يريك العالم كله انت من كان يرغب بان يدللك لتصبحي فجأة المعينة له بكل شيء تصرفين عليه تساعدينه في اكثر المهام خصوصية وهو بكبرياءه وغروره لم يتخيل هذا ابدا هذا بعض ما عرفته فانا بالتاكيد لم اتطرق لاكثر من هذا وهو لم يخبرني باي شيء
نظرت اليها لترى وجهها قد اغرق بالدموع وهي تعيش ذكريات تلك الايام الماضية وكأنها قد حدثت الان الوجع الخوف القلق لم تنسى رغم كل ما حدث وتلك السنين فلم تنسى ابدا المه صراعه المرير مع كل ما حوله وهي اولهم
اكملت منال وهي تضع يدها على كتفها مواسية :- وبعد كل تلك الضغوط المه عجزه غياب علي غير المبرر تظهر والدته وانت قد عرفت حقيقتها الان وهي تخبره بكل صراحة تتقمص دور امرأة ناصحة لتخبره بانها قد رأتك صدفة في البنك وعندما سألت اخبروها بانها كسرت وديعة بقيمة مليون دولار وبعدها شاهدتك في الفندق الذي تمكث فيه انت وشخص يدعى رائد تخيلي رفل فقط تخيلي كل هذا هو اخطأ ولكن خطأه كان مع نفسه اولا لم يصدق بانك ستبقين معه رغم عجزه رغم عدم امتلاكه لاي مال لم يصدق هذا هو خطأه الاول وانت انت لم توضحي شيئا بل اختفيت فورا
انا لا اريد منك اي شيء من اخباري لك بكل هذا ولكن كل ما اريده ان تفكري بكلامي ان تنظري للصورة كاملة حبيبتي احمد يعشقك وكل الذي حصل ورغم المه ورغم غيرته العمياء رغم كل شيء فحبه لك لم يخبو ابدا
فكري جيدا عزيزتي واتخذي قرارا متأنيا فالامر لم يعد يتعلق بكما فقط فهناك ذاك الامير الذي يستحق منكما كل تضحية ممكنة بامكانك ان تعاقبيه كما تريدين عذبيه كما تريدين وامنحيه وامنحي نفسك فرصة اخرى اما اذا قررت انك غير قادرة على المسامحة وان جرحك اكبر من حبك له واكبر من ان تمنحي ابنك عائلة طبيعية يستحقها بقدر اي طفل اخر فانا معك سادعمك وساكون معك فقط فكري جيدا وبتاني وانا معك مهما كان قرارك
أنت تقرأ
لأجل حبك(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة Serendipity Green لاجل حبك فقط لاجل حبك كبرت .... لاجل حبك سهرت ...... لاجل حبك تغيرت ........ والان الان كرهتك بقدر حبك فاصبحت اعيش لكي اكرهك فكما حبك كان دافعي للعيش فكرهك دافع للعيش ............ فانت في كل حالاتك حبك غدرك خيانت...