الفصل الرابع والأربعون

2.6K 69 3
                                    

الفصل الرابع و الاربعون



تنظر اليه بعيون متسعة يلتمع الزمرد بداخلها ببقايا الدموع انفاسها متسرعة وشعرها المشعث الذي لم يسلم من ثورة الغضب والثورة التي انتابتها على تسيير الجميع لحياتها دون ادنى تفكير بما تريده هي بما ترغبه هي كدمية كشوال بطاطا كما وصفها هو قبل قليل ولكن......
تلك الثورة غلبتها الصدمة ذاك الغضب غلبته المفاجاة سكنت بعينيها القاتلتين المتسعتين وهي تستمع لاعترافته التي تتسلل لقلبها الذي كان كارض جدباء حرمت الغيث لوقت طويل
عشقت طفلة بعيون زمردية هائجة غاضبة تجلس قرب الاطفال فلا استطيع تفريقها منهم
اقترب اكثر وهو يشعر بانه يكاد ينفجر من عمق مشاعره المتضاربة التي تحارب اتزانه وتعقله بشراسة
عشقت شعرها الليلي بعبق الربيع الذي يشبهها ربيع حل على خريف حياتي لتصبح ملونة بسواد بعادها وتلون قربها القاتل
اصبح لا يبعد عنها الا انفاسا قليلا وهو يقول مقابلا عينيها اللتان تكادان ترديانه قتيلا بتلك النظرة المليئة بالمشاعر
عشقتها وحفظت عشقها بروحي بقلبي عشق حرام لان ن احبها تخالني عجوزا مسنا لا تعلم بان هذا العجوز يشتعل اشتعالا بنيرانها كاد يحرق الاخضر واليابس لاجلها لا يمانع بان يصبح مجرما مبتزا من اجل ان تبقى هي ان تسعد هي حتى لو عنى ذلك ان تلفظني ان تبعدني ان تفعل ما تشاء فهي اهم وهي اغلى وهي اثمن

تزاحمت دموعها وتدافعت تشاركها انفعالاتها على وقع كلماته الصادمة تلك يحبها اسامة يحبها بل يعشقها ولكن......
نظرت اليه وهي تتقدم نحوه وتقول بانفة تليق بها بغضب مشتعل الهب اعصابه الملتهبة اصلا تنظر اليه بغضب وسرور يجتمع بامل اخفته عن عينيه يكفي يكفي خنوعا وخضوعا
اعتقد ان لا راي لي في كل ما قلته
حسنا لم يتوقع هذا الجواب ولم يفهم لم يعي شيء وهي بهذا القرب المهلك
لتكمل اذا فلتعلم يا حضرة الشهم بانني لا اريد شهامتك لا اريد عطفك فانا بكل بساطة لا احتاجك لطالما اكتفيت بنفسي هي الوحيدة التي لم تخذلني لم تتركني في وقت حاجة عليك ان تضع هذا ببالك يا حضرة ال......شهم
سهم مؤلم اغار في قلبه ليمعن في طعنه يمعن في ايذاءه وهو يحدث نفسه قائلا ما الذي تو قف عته ولكنه لا يعتقد بان بامكانه ان يحبها اكثر صغيرته المحاربة الابية عزيزة النفس
نظرت في عمق عينيه واعترافاته المدوية لا تزال تتردد في عقلها هالها ان ترى الالم وخيبة الامل تلك ولكنه يستحق يستحق ذلك جراء تجرؤه عليها صمتت لدقائق وبعدها قالت دوان تخفض عينيها عن ذاك البحر المتلاطم في عينيه
لا اريد العطف ولا الشهامة لا اريد الشفقة ولا الاحسان ارفض كل هذا ولكن......
حبك ساخبرك لانني لست جبانة لا اخاف رد الفعل انا انا
خانتها الكلمات وظهر خجلها الذي غلب كل مشاعرها الاخرى تلونت بشدة

ليمسك هو بكتفيها بقوة وهو يهزها وقد بلغ الصبر منتهاه وهو يصرخ انت ماذا اكملي
انا انا احبك
حسنا هل ظن بانه قد اختبر كل المشاعر في عمره هذا فها قد اتبتت تلك الصغيرة كذب الظن وسذاجة تفكيره فما يشعر به الان لم يشعر به يوما في حياته ذاك القصف العنيف في قلبه الذي يكاد يدوي في صمت الغرفة ذاك الطنين الذي سكن اذنيه مكررا كلمتها الهامسه بحبه ذاك الخد اللذيذ الذي جعله يتسمر في مكانه
لا يصدق يرغب باعادة تلك اللحظة فقط ليتاكد لكي لا يظهر كمثير للشفقة وهو يسالها ان لم تكن قد قالت
ولكنها رحمته من التخبط او زادت بعذابه لا يعلم بالضبط وهي تقول
نعم احبك ايها الشهم العجوز احبك
لم يستطع ان يسيطر على مشاعره المتدفقة جراء اعترافها فاعتصر ذراعيها بقوة وهو يقربها منه لدرجة خطيرة
ولكنها كانت تملك سيطرة تكفيهما معا اصرارا لان تصنع لنفسها مكانا يحفظ كرامتها لن تنجر خلف العواطف وتضع نفسها بموقع الضعيف فهي لا تق عن اية فتاة اخرى
لذا وقبل ان يتمادى اكثر وقبل ان تهتز سيطرتها على نفسها ابعدته بحزم وقوة فاجاته وهي تقول ولكن ليس هكذا احبك بدون تنازل بشروطي انا
كلماتها ايقظته من تلك الغفوة لينظر اليها متسائلا لا يعلم شروط تلك الصغيرة مما الذي تريده بعد
فهمت التساؤل واجابته ليس هكذا كانني خاطئة او مذنبة ليس بدون تحقيق احلامي بزفاف يحتفل فيه الجميع ليس قبل ان تخرجني من بيتي معززة مكرمة بزفة رنانة ليس بدون الثوب الابيض الذي اظنني استحقه حالي كحال جميع الفتيات ومن بينهن شقيقاتك ان كنت تحبني كما تقول فلن ترضى لي باقل من ذلك

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن