الفصل الثالث والعشرون

2.3K 82 2
                                    

الفصل الثالث والعشرون


قبل يومين ..........
الم الم قاس يمر على كل جزء من اجزاء جسده بالتناوب يجاهد ليستعيد وعيه وهو يشعر بالتعب بالانهاك حاول فتح عينيه ليشعر وكأن شيئا ثقيلا يجثم فوقهما بعد عناء طويل تمكن من فتح عينيه ليتطلع في المكان الذي هو فيه لوهلة لم يستطع تمييز المكان نظر حوله للفرش الناعم بالابيض والبني والصورة الكبيرة لذاك الشاب الوسيم المبتسم بأمل لم يعرف اين هو ولكن تلك الرائحة عطر الربيع الذي يعرفه ويحفظه عن ظهر قلب حرك رأسه للناحية الاخرى ليراها متكورة على كرسي صغير تضم ساقيها لجسدها وهي نائمة ........لتعود اليه احداث الليلة الماضية في لحظة واحدة تطلع نحوها بكل الحب بكل الشوق الذي لا ينتهي بكل الالم الذي يعتصر قلبه على معضلة حياتهما معا وهو يخاطبها بهمس مرير
(( الى اين سيودي بي حبك سيدتي ))
تململت في نومتها غير المريحة تلك لتفتح عينيها على وسعهما وتنتفض واقفة على قدميها بسرعة كادت ان تقع منها وهي تتلفت حولها لتراه مستيقظا وهو ينظر اليها وعلى شفتيه ابتسامة مريرة اقتربت منه وهي تقول :- كيف حالك ؟؟ اااقصد كيف تشعر ؟؟ هل انت بخير؟؟؟
اتسعت ابتسامته ليقول :- صباح الانوار
اشاحت ببصرها بعيدا عن نظراته القاتلة التي لم تحتملها في حالتها تلك وقالت :- انا اسفة ولكن اخبرني ارجوك كيف تشعر ؟؟؟ اقتربت منه اكثر لترفع يدا مرتجفة وتضعها على جبينه بلمسة ناعمة شعر معها باحتفال كل ذرة من ذرات جسده العاصية لتلك اللمسة الحانية لتتبعها بتنهيدة شعر بانها تنفذ لداخله وهي تقول :- الحمد لله لقد خفت الحمى ؟؟
نظر اليها مستغربا لتقول وهي تتحرك لتجلب له كأس ماء :- لقد كانت حرارتك مرتفعة للغاية على الرغم من كل الادوية التي اعطاك اياها الطبيب الا ان الامر لم يفلح وتهدج صوتها وشعرت بقرب سقوط دموعها فقاومت بكل قوتها لتكمل :- لقد كنت تنتفض وتهلوس حتى شعرت بانني بانني .....
احمد :- بانك ماذا ؟؟؟
نظرت اليه والدموع تخونها كعادتها وقالت :- بانني سافقدك
لم يصدق للوهلة الاولى لم يصدق ما سمعه ما الذي يعنيه هذا الامر ؟؟ يا الهي لن احتمل خيبة اخرى ليرى شحوبها الشديد وتلك الهالات السوداء التي تفصح بامانة عن ليلتها الماضية اقتربت منه وهي تخفض وجهها خجلا منه وتقول :- هل تستطيع النهوض ؟؟ الطبيب قال بان كدماتك سطحية
حاول ان ينهض من الفراش ليتأوه بقوة اقتربت منه بسرعة لتحاول اسناده فانتفض كله ابتعدت وقد فسرت رد فعله كرفض لها بقيت تراقبه وهو يتخبط لا يكاد يسند طوله لا ينظر باتجاهها حتى لم تعي بانه يكاد يحترق من قربها المهلك ذاك لم تعي بان صبره قد وصل حده لم تعي بانه لن يحتمل رفضا اخر ولا عرضا مهينا اخر وان كانت تظن بانه يحتاجها او انه يطلب شفقتها فسيرمي شفقتها في وجهها يكفي يكفي
دخل الى الحمام القريب بصعوبة شديدة بسبب الجرح الذي في ساقه وكذلك جرح بطنه الذي احاطه الطبيب بضمادة كبيرة اعاقت حركته جلس على حافة الحوض وهو يشعر بان طاقته نفذت منه تأوه بقوة بسبب حركة مفاجئة ليفاجأ بها تقتحم عليه الحمام الصغير ليشعر بانه سينفجر رفع راسه اليها ليجد عينيها قد امتلأت بالدموع والغضب يرتسم على ملامحها الجميلة وهي تقول :- هلا سمحت لي بمساعدتك من فضلك
فاجابها احمد بغضب :- لماذا ؟؟ لماذا تريدين مساعدتي هلا اخبرتني ؟؟
شهقت والدموع تجري على خدها وهي تقترب منه نزلت على ركبتيها واقتربت منه حتى بات يتنفس عبيرها رفعت يدا مرتجفة لازرار قميصه وبدأت تفتحها واحدا بعد الاخر ارتجفت يديها بشدة بينما هو يناظرها بصدمة ما الذي تفعله هل تريد دفعه لفقدان عقله لانها تسير في الطريق الصحيح لذلك تسمر مكانه لم يتحرك حتى انفاسه توقفت تسمرت حالها حاله ليشهق بقوة طلبا للهواء الذي جاء محملا بعبيرها الذي يعشق نهضت لتجلب منشفة صغيرة قامت باغراقها بالماء وعادت لجلستها تلك وهي تمررها على جسده صدره ذراعيه ظهره تخلصه من بقايا الدماء ومحلول التطهير الذي اغرقه به الطبيب بينما وجهها يتلون بالوان الطيف لتتكلم اخيرا لم تملك بدا من اجابته بجزء يسير يسير للغاية من الحقيقة التي اكتشفتها :- لماذا ؟؟ لانك لانك احمد ...سندي ...داعمي ...لانك اخذت بيدي تحملت مني كل شيء دون شكوى او اعتراض لانني لا اتخيل ولا اتحمل ان يصيبك اي مكروه لهذا فقط ..........توقفت وهي ترى اثرا مشوها في خاصرته نظرت اليه بتمعن بينما احمد كان ساهما مصدوما بما قالته شعر بانه سيفقد سيطرته على نفسه انها بقربه انفاسها تحيطه عطرها قريبة لدرجة الموت لدرجة الهلاك لاحظ نظراتها لجرحه القديم ابتسم بتوتر وحاول ان يكسر الجو المشحون الذي احاطهما ليقول :- حسنا يبدو بانك تفعلين عكس ما تريدين ....... نظرت اليه بتساؤل ليكمل قائلا :- في المرة الاولى تسببت بطعني او بالاحرى قمت بطعني والثانية حادث سيارة والثالثة لا ادري فكما يقولون الثالثة ثابتة لم تجب بشيء سوى دموعها التي كانت تجري بدون حساب ليشعر بمدى تفاهة ما قاله ساعدته لينهض ليمنعها قائلا :- رفل توقفي فلست بمعاق
ابتسمت من بين دموعها لتقول :- معاق لا ولكن عنيييييييييييييد
وتركته غارقا ........غارقا بحبها الذي اصبح مسيطرا عليه بصورة مذلة غارقا بنشوى ما قالته ايا كان معناه غارقا بعطرها الذي ظل ملتصقا بخلاياه ليوقن بانه هالك لا محاله بحبها هي هي القاسية
خرج ليجدها تحمل صينية الفطور وابتسامة تزين وجهها المرهق
:- حسنا عليك بان تاكل هذا الطعام باكمله ولن اقبل باي اعتراض
فقال وهو يمعن النظر فيها في كل تفاصيلها الجميلة :- لا اعتراض
جلست على السرير وقربت الطعام منه وهي تقول :- احمد انا اسفة لكل ما قلته وما فعلته فاوقفها بحركة من يده وقال :- بل انا الاسف اسف رفل لقد المتك واذيتك فاوقفته هي الاخرى لتقول :- لقد اصبح الامر سخيفا الا تعتقد فاوما برأسه موافقا وقال:- سننسى الامر وكأن ذاك اليوم لم يكن فهل انت موافقة
رفل :- نعم موافقة اذا اصدقاء؟؟؟
خفق قلبه بعنف رفضا لهذه الصفة التي تبعده عنها حد الالم وتقربها منه حد الالم ليبتسم اخيرا ويقول :- اصدقاء
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .......
بعد يومين ........
رفل :- لماذا فعلت هذا ؟؟ بل لماذا تفعل كل ما تفعله ؟ ولا تخبرني بانه الذنب
نظر احمد اليها بهيام وقال بصوت خرج من اعماقه :- لانني ... لانني احبك
طنين طنين عال احتكمها والكلمة التي قالها تتكرر مرارا وتكرارا خفق قلبها بجنون وهي تسمع اعترافه تلك الكلمة التي تصف ببساطة ,,,,,,باحرف قليلة ما يجيش بصدرها .....لم تعلم ماذا تقول ماذا تفعل شعرت بجسدها يتهاوى تراجعت لكرسي قريب منه بينما احمد كان يراقب ردة فعلها وقلبه ينزف شعر بغضبه يتصاعد لقد كان يتوقع ردة فعل منها .......ولكن التوقع شيء ومعايشة الالم واقعا...... شيئا اخر لتتمتم اخيرا والذهول يسيطر عليها
:- كيف ؟؟ م م متى ؟؟ فاقترب منها لدرجة خطيرة وهو يقول
:- كيف تلك لا اعلم جوابا لها لانني سالت نفسي مرارا وتكرارا دون جدوى اما متى فالامر سهل بدأ بحل ازرار قميصه تحت انظارها المستنكرة امسك بيدها بقوة ومررها على جرحه لتتوقف عن التنفس وهي تلمس جرحه ليكمل قائلا بصوته الذي حمل مرارة الدنيا كلها :- منذ تلك اللحظة ضحك بالم وهو يقول :- هل تصدقين بان هناك من يحب جرحا يحب طعنة اسالت دمه ذاك هو انا نعم انا الذي يهوى تعذيب نفسه احببتك لتلك الدرجة لدرجة ان اتحمل كرهك قرفك مني نظرة الاستصغار التي لا تنفكين ترمقينني بها نظرة الرعب التي كانت تطعنني بقسوة اكبر من قسوة تلك السكين تحملت تحملت الم قربك دون ان املك حقا بك تحملت الم وجودك حولي لاحتاج لكل طاقتي قوتي وانتباهي لكي لا اخطأ لا اتجاوز المحظور ولا افعل المحرم الذي ولسخرية القدر لم يكن محرم ولكنه علي انا كان كذلك ارادت الكلام ولكنه اوقفها بحركة من يده وهو يقول :- من فضلك احتفظي برصاصاتك القاتلة تلك لانني بكل بساطة لم اعد احتمل لقد حاولت يشهد الله اني حاولت ان افي بوعدي ولكن اعذري ضعفي تحرك من امامها وهو يغرق وجهه بكفيه ليكمل :- رفل تلك هي الحقيقة حقيقة مشاعري نحوك لا اريد ان اسمع منك احدى كلماتك المسمومة تلك التي تجرح بدون حساب بدون ندم ساخرج الان لا ادري متى ساعود ولكن علي تحذيرك بانه لا شيء سيعود مثلما كان عندما اعود لن اكون صديقا لن اكون زميلا لا اريد قلقك لا اريد شفقتك ولا تلك العاطفة الشحيحة التي تمنين علي بها لا اريد اي شيء منك لا شيء سوى ابتعادك عن طريقي حتى ننهي ما بقي من هذا الوقت اللعين على خير ساعديني هذا كل ما اريده منك
وخرج وكان الشياطين في اثره ليصفق الباب بقوة جعلتها تشهق وتفيق من تلك الصدمة التي جمدتها لتتهادى في اثره على الارض وهي تنشج وتبكي بقوة بقهر تبكي ذاك الرجل الرجل الفريد ذاك الرجل الذي كان همه لايام وايام ان يرى ضحكتها ان يرسم البسمة على شفاهها اقتحم احلامها حتى دعمها بكل ما للكلمة من معنى تسلل دون ان تدري ليسكن حواسها ليحتل خلاياها كلها في غفلة منها رجل احبها بتلك القوة بذاك العمق لدرجة ان يتحمل معها قسوتها جفاءها نفورها ماذا تفعل ؟؟ يا الهي صرخت بقوة وهي تشعر بالالم يشق قلبها تحتاج الى العون تحتاج الى المساعدة بكت بمرارة وهي تشعر بالحاجة لامها في تلك اللحظة لحظات ليتردد الاسم في بالها لانسانة تعلم علم اليقين بانها ستساعدها لن تحكم عليها لا بل ستساندها كما تحتاج في هذه اللحظة نهضت وهي تشعر بانها منهكة بالكاد استطاعت الوصول الى الهاتف لتضغط الازرار بيد مرتجفة وتستمع للرنين المزعج وقلبها يتخبط بقوة وهي تدعو الله ان تجيبها ان لا تخذلها في هذه اللحظة
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ...................
نظرت الى الساعة بقلق تشعر بالضيق بالالم يا الهي ما هذا الضعف الذي تلبسها هي لم تكن هكذا ابدا لطالما كانت مستقلة لا يستطيع ايا كان ان يغير رأيها قناعاتها مهما بلغت مكانته عندها حتى والدها الذي هددها بالمقاطعة ان لم توافق على احد العرسان لم يستطع اجبارها استطاعت بعنادها وقوة شخصيتها ان تجعله يقتنع بوجهة نظرها والان ها هي تتعرض للابتزاز ومن من ؟؟ من حبيبها لا والف لا لن تخضع لا يملك الحق بالرفض هكذا عليه ان يسمعها ان يمنحها الفرصة للدفاع عن قضيتها لا ان يصدر حكمه وينتظر منها القبول والخضوع ارتسم الاصرار على وجهها لتنتفض فورا ورنين الهاتف يخرجها من استغراقها ذاك تنهدت وهي تقرأ الاسم رفل ك اشتاقت اليها تلك الفتاة العنيدة تطورت علاقتهما في الفترة الماضية وهي من سعت لذلك فكانت تتصل بها بين فترة واخرى تطمئن على حالها وتسالها عن احمد وان كان يزعجها لتعبر المحيط خلال ساعات لتعاقبه ضغطت على زر الاجابة لتفاجأ بشهقات بكاءها ونشيجها الذي جعل قلبها يهوي وهي تتوقع الاسوأ لتصرخ بها قائلة :- رفل اهدأي واخبريني ما الذي حصل
لتقول رفل اخيرا وبعد ان اكملت وصلة بكاؤها الاولى :- انه يحبني
لترد منال ببلاهة :- من ؟؟
رفل :- احمد ومن غيره لتتفاجأ بضحكة منال الرائقة التي جلجلت حتى اصمت اذنها وهي تجيبها من بين ضحكاتها :- حقا ؟؟ وهل عرفتها لوحدك ؟؟ ام ان احدا ساعدك ؟؟
فردت رفل باستنكار وهي تشعر بانها الغبية الوحيدة في الموضوع وشعرت في تلك اللحظة انها حقا معاقة عاطفيا :- ما الذي تعنينه منال هل كنت تعلمين ؟؟
منال :- رفل من فضلك لا تتغابي وهل يوجد من لا يعلم بمدى حبه لك يا فتاة انه مجنون مجنوووووووون بحبك
عاودت رفل البكاء وهي تنشج بالم لتقول منال اخيرا :- رفل هلا اخبرتني بالمشكلة الكبيرة والامر السيء في كون زوجك يعشقك بجنون ؟؟؟
رفل :- منال انت لا تفهمين انا وهو ......اعني نحن كنا متفقين على ...
منال :- رفل تكلمي على ماذا اتفقتما ؟؟
فشرعت رفل تخبرها بكل شيء وهي تشعر بحاجتها لان تخبر احدا ولا يوجد افضل من منال فبدأت تحكي وتحكي وهي تنشج بالم ومع كل كلمة يتاكد لها حبها اكثر واكثر
لقد كانت منال مصدومة بل بالاحرى مصعوقة مما تقوله رفل هل من الممكن ؟؟ يا الهي الى اي مدى يحبها ويعشقها ذلك المجنون شعرت بالالم من اجله والغضب الغضب من رفل لتقول اخيرا بعد ان استوعبت كل كلامها :- وماذا عنك ؟؟؟
اجابت رفل :- ماذا ؟؟
منال :- اعني ما هو شعورك امام كل ما فعله احمد الكره ؟ البغض ؟ الشفقة ؟ الامتنان ؟؟ ام ماذا بالضبط ؟؟
فهتفت رفل برفض قاطع :- لااااااا
منال :- لا لماذا ؟؟ حددي رفل كوني صادقة مع نفسك قبل ايا كان ما هو شعورك اتجاه احمد بالضبط ؟؟؟
فاجابت رفل وهي تضغط على الهاتف بقوة المت اصابعها وتسرح بملامح وجهه الغاضبة التي لم تفارق خيالها للحظة :- لا اعرف كيف اصف شعوري نحوه ذاك الشعور بالامان بالاطمئنان الذي يغمرك بوجود كل من يهمك امرهم حولك الفرق الوحيد انهم مجتمعين بحضور واحد ,,,,,بشخص واحد,,,,,, شعور بانه قد تغلغل لاعماق لم اعلم بوجودها يحتلها كلها دون علمي دون اذني تلك الاشياء الصغيرة اللفتات التي قد لا يلاحظها الا شخص مهتم ,,,,,,مراقب امين ,,,,شعور جعلني مقيدة به اشعر بالمه بذاك القهر الذي تحدث عنه ينهش اعماقي بكل قسوة لقد اعتدت وجوده او بالاحرى ادمنته
تنهدت منال براحة وهي تقول :- ايتها الحمقاء انه الحب قوليها اشعريها واعترفي لنفسك اولا
لتقول رفل وهي تنشج :- يا الهي انا انا احبه منال اخبريني ماذا افعل ارجوك لن احتمل لن احتمل ان يبتعد عني ارجوك لقد هددني لقد اخبرني بانه لن يعود كما كان ماذا افعل ؟؟؟ وقالت كلماتها الاخيرة بتوسسل مثير للشفقة لتلتمع عينا منال بتلك الشقاوة المحببة وخبث الحماوات وتقول اخيرا :- وهل انت مستعدة؟؟؟
فردت رفل باصرار فاجأها اولا قبل منال :- نعم انا مستعدة
لتشرع منال بالكلام عن تلك الخطة التي جعلت عينا رفل تتسعان وهي تحرك رأسها استنكارا ورفضا بينما منال تبتسم بشقاوة وتصر وتمعن في اصرارها لتشعر رفل باحتراق اطرافها ووجها بالدم المشتعل الذي سار في عروقها وهي تتخيل انها تنفذ ما تقوله منال !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
حسنا هذا يكفي خاطب نفسه قائلا وهو يشعر بالضيق يشعر بتحالف الدنيا كلله ضده فبعد تلك المشاكل التي استهلكت طاقته كلها يلاحقه القلق والتوتر في عقر داره ومن من ؟؟ من حبيبته العنيدة التي لا بد انها الان تستشيط غيضا خرج من سيارته التي كانت متوقفة منذ بعض الوقت امام منزله ليقر بان الوقت قد حان للعودة سيصالحها سينسيها تلك الفكرة بطرقه الخاصة تنهد وهو يسأل الله ان يعينه على القادم دخل المنزل وبخطرات تكاد لا تسمع اتجه مباشرة لغرفته يعلم بانها هناك ويعلم بانه تنتظره وقف امام الباب وهو يرى ابتسامتها الشقية تنير وجهها لتبدو كما كانت منذ سنوات عندما سرقت قبله بنظرة غاضبة وابتسامة شقية تنبهت له شعر بذلك وهو يرى تغضن ملامحها الجميلة وكم شعر بالالم لتحولها ذاك اقترب منها رفع يده ليمرر اصابعه على ملامح وجهها يرسم ابتسامة على شفتيها باصابعه الملحة ليقول اخيرا :- اذا هل انا سبب هذه التكشيرة الجميلة ؟؟؟
ابتعدت عن مدى تأثيره وهي تتراجع للخلف يا الهي ان قلبها يخفق بعنف ولكن لا عليها ان تسترد سيطرتها على نفسها ابتلعت ريقها وهي تشيح بنظرها بعيدا عنه لم يحتمل يا الهي منال توقفي قالها في نفسه انا الان في اضعف حالاتي حبيبتي لا تكوني مع الظروف علي كم تمنى ان يخبرها بكل الذي يجري ان يطلب دعمها ولكن لا لن يجعلها تقلق لن يدخلها في الدوامة التي قضى عمره كله فيها اقترب منها وهو يقول بصوت جاف خال من عاطفته المتوهجة :- هل سيستمر تجاهلك لي طويلا
اطلقت منال صوتا مستنكرا وهي تلتفت اليه وتقول :- لا علي لا حبيبي كيف تقول هذا انا لا اتجاهلك انا فقط ...............
جلس علي على الصوفا القريبة وهو يشعر بالتعب يتسرب الى جميع خلايا جسده اقتربت منه ركعت على الارض بالقرب منه امسكت بيديه وهي تقول :- حبيبي انا اعلم بكل مبرراتك اعلم بانك تحبني بانك تخاف علي اعلم بكل مايجول في قلبك الكبير هذا ووضعت كف يدها على جانبه الايسر امسك بكفها ورفعه لفمه وهو يطبع عليه قبلات اذابتها لتكمل قائلة :- ولكن حبيبي كل ما في الامر انك تنسى تنسى منال التي احببت تنسى انك كنت تحب طريقة تفكيري تحب عنادي اصراري على فعل الصواب و
لقد توقعت منك تفهما فالمرة الاولى عندما رفض والدي انت اعترضت وواسيتني واخبرتني بان الفرصة ستتكرر وها هي ها هي حبيبي فرصة لان افعل شيئا لطالما تمنيته فرصة لان اصنع تغييرا حتى وان كان طفيفا حتى وان كان غير مرئيا ولكنه سيعني لي الكثير سيعني لي الدنيا
لقد كانت تنهت وكأنها تصارع الجميع كل من يستنكر عليها تحقيق حلمها الذي دخلت لكلية الطب من اجله
بينما عينا علي التي تألقت وهو ينظر للمرأة الخارقة التي تزوجها حبيبته تميمة حظه رفع يده ليمسح دموعا لم تعلم بوجودها من فرط انفعالها ليوقل اخيرا :- ماذا عني انا ؟؟
لتجيب بصوتها الذي انفعل من فرط عاطفتها التي غشت على كل شعور اخر نهضت لتندس في احضانه في ذلك المقعد الصغير وهي تقول :- انت حبيبي انت كل دنيتي كل حياتي انت جائزتي الكبرى تلك التي حصلت عليها بعد طول صبر وانتظار حبيبي انه اخر شيء ساطلبه منك بامكانك اذلالي معاقبتي بما تشاء بامكانك ان تتحصل على الفوائد لما بقي من عمرنا فقط لا تجعلني اخسر جزءا من نفسي جزءا ان خسرته لا اعلم ما سيكون شعورك نحوي عندها ارجوووووووووك
فقال وهو يشدد من احتضانها :- كم تطول تلك البعثة ؟؟؟
نظرت اليه غير مصدقة وهي تهتف :- هل يعني هذا انك وافقت ؟؟؟
فقال :- لا بل يعني اني سأسأل واستفسر واتأكد بنفسي من كل شيء وبعدها سنتناقش طويلا في العقوبات والفوائد والمستحقات الت ستكون .............. ولم يكمل كلامه لانها فاجأته بتعلقها بعنقه وهي تطلق ضحكاتها الرائقة التي يحب ليتنهد دون ان يتوقف عقله عن التخطيط للحظة واحدة عما سيفعله بهذه المدللة ولكنه لن يخبرها سيفاجئها وستكون هذه اولى عقوباتها !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
نظر الى صديقه الجديد هذا الذي اضاف لحياته طعما وهو يبتسم ويناظر احدى الفتيات التي تتخايل امامهما بدلال ليقول اخيرا :- انظر احمد انها تكاد تأكلك بعينيها يا رجل لم تنظر الي حتى
ضحك احمد بمرارة وهو يقول :- انه الحزن يا رجل طالما كان اكبر جاذب للنساء
ليجيبه رائد :- الحزن ؟؟؟ ولم الحزن ؟؟؟
فاجاب احمد بتهكم :- حقا ؟؟؟ لا تدعني افسد عليك ليلتك كما افسدت عليك نهارك لانني ان تكلمت فانا اشك بانك لن ترافقني بعدها وستغلق الهاتف كلما رأيت اسمي على الشاشة
فاجاب رائد بحيرة وهو يقول :- احمد لم كل هذا ؟؟ انت لديك كل الاسباب لتكون اسعد انسان يكفي زوجتك تلك التي لا اظن ان لها مثيل في الدنيا لقد كان يقول هذه الكلمات وعيونه تلمع وهو يتذكر تفاصيلها الصغيرة المحببة ابتسامتها الخجول حزمها وهي تؤنبهما
ليفاجأ بصوت احمد الغاضب ونظرته المشتعلة وهو يقول
:- رائد توقف عن الكلام عن زوجتي بهذه الطريقة لئلا افرغ كل ما اشعر به الان فيك وصدقني بان النتيجة لن ترضيك ابدا
وتحرك من مكانه وهو يرمي بعض الدولارات على طاولة المطعم الصغير الذي اخذه رائد اليه بعد اتصاله به منذ ساعات مضت لانه لم يكن يثق بنفسه في تلك الساعة ولم يعلم بمن يتصل فاتصل به ورائد لم يكذب خبرا بل جاء اليه فورا ودعاه الى هذا المطعم الذي يقع في الضواحي باطلالة رائعة وبمرحه المعتاد اخرجه قليلا من تلك الحالة التي كان فيها ... نهض من مكانه وهو يرجع الكرسي بحركة تظهر مدى عصبيته ونفاذ صبره ليمسكه رائد قبل ان يخرج وهو يعطيه معطفه الذي نسيه وقال :- انا اسف انا حقا اسف صدقتي لم اقصد اي شيء لقد كنت ابين لك بانك تعتبر محظوظا اهدأ يا رجل ان غيرتك هذه تعتبر مرضية
اخذ احمد معطفه منه وهو يتمتم بالشكر وتحرك مغادرا فقال رائد وهو يشعر بالضيق من نفسه :- انتظر احمد ساوصلك لا نريد لما حدث ان يتكرر مرة اخرى ثم انك لا زلت ضعيفا هيا تحرك امامي لاني مسؤول عن اعادتك سالما لزوجتك التي تعتبرني اخا لها ... قالها بتهكم مرير وهو يقنع نفسه بهذه الفكرة بينما احمد ابتسم لرائد وهو يقول :- انا اسف حقا رائد اعلم بانني سخيف هيا لقد تأخرت فعلا لا بد ان اختك الان قلقة علي قالها وهو يشعر بالالم بالمرارة تملا حلقه استقلا السيارة وتحرك بها رائد لقد كان كلا منهما مشغول بمشاعره بعواطفه المتخبطة اتجاه شخص واحد يحمل اسما جلب الاسى والالم لكليهما (( رفل )) دقائق قليلة ليوقف رائد السيارة وهو ينبه احمد قائلا :- هيا ايها الزوج انها محطتك هيا انزل فلا املك الليل بطوله لقد افسدت مزاجي وعلي ان ابحث عن طريقة لاحسنه بها قالها وهو يرفع حاجبيه بطريقة ذات مغزى فهمها احمد ليضحك ويقول :- انا اسف حقا سانزل في الحال ولتبتعد عني مسافة اميال انت وطرق تعديل المزاج خاصتك
فقال رائد وهو يضحك :- جبااااااان
ليجيبه احمد بمرارة :- بل عاشق !!!!
وغادر السيارة تاركا رائد وراءه وه يشعر بمدى خسته نذالته سينتهي الامر ابتداءا من الليلة انت لست خائنا رائد لست خسيسا لست نذلا اياك اياك ان تنسى هذا ابدا وتحرك بالسياراة وهو يقنع نفسه بانه سيقتلع حبها الوليد من قلبه اقتلاعا سيفعل المستحيل لاجل سعادتها هي وزوجها لن يكون ابدا سببا في اذيتها هي او في اذية صديقه لن يكون كذلك ابدا
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .
تلكأ امام الباب لم يعرف ما الذي سيجده عندما يدخل احتمالات لا حصر لها مرت في باله بتلك اللحظة ولكنه قرر ولن يتراجع عن قراره انها تعرف الان... سيحافظ على البقية الباقية من كبرياءه من كرامته التي داست عليها مرارا لن يضعف ابدا سيفي بوعده وبعدها وبعدها .... تنهد وهو لا يستطيع التفكير بما بعدها شجع نفسه ودخل الى البيت لقد كان صامتا موحشا باردا على غير العادة او انه احساسه احساسه بالخواء بالفراغ تلكأ عند المدخل ليتجه باتجاه الصالة جلس على الاريكة القريبة منه وهو يمني نفسه بانها ستساعده ستبتعد عن طريقه لانه لن يحتمل .... دفء غريب سرى باطرافه وهو يشعر بالتحفز كل خلاياه كانت متحفزة لم يعلم ما الذي يحصل ولكن تلك الرائحة ذاك العطر المميز الذي اسكره رائحة الربيع عطر الورد الندي تلفت حوله وهو يكاد يجن مستحيل مستحيل ان تنتظره بعد الذي قاله لها تنهد وهو يستغفر بصوت عال ويقول :- يا الهي اكاد اجن
ولكن لا ذاك هو صوت مشيتها حفيف اقدامها الذي يحفظه عن ظهر قلب انتفض فورا وهو ينظر حوله ليتسمر مكانه وهو يراها ....شعر بان الزمن توقف الكون كله توقف شعر عيناه كانتا شاخصتين وهو يتطلع نحوها رمش بعينيه لكي يميز ما يراه لا بد انه يحلم مستحيل ان يكون ما يراه حقيقيا لقد كانت تقف امامه بكل بهاءها وجمالها بثوب زفافها الابيض ذاك الذي اطاح بعقله وهو يفصل جسدها تفصيلا رقيقا يظهر قدها النحيل يلتف حولها التفافا رفع بصره لوجهها المتورد وعيناها التي احاط بهما الكحل فجعلهما لجتين مضيئتين من العسل وجهها المنير والذي اضاف اليه الخجل والخفر بهاءا فوق بهاءه وشعرها الحريري تركته منسدلا بالتفافات ملتوية مغوية لابعد الحدود شعر بقلبه يتضخم يكاد يفر من بين ضلوعه لا ان هذا فوق الاحتمال يا الهي قالها بصوت عال دون ان يدري
كانت تنتظره فعلت كل ما قالته لها منال بالضبط لقد اخبرتها بانه يستحق عروسا بدل تلك العروس التي افسدت عليه يومه يستحق ان يعيش تلك اللحظات السعيدة التي حرم منها رفضت في البداية ولكن بالنهاية كان الامر لقلبها الذي اصبح يتخذ صفه في كل مناورة لم تكن تعرف ما تفعل فاستعانت بتعليمات منال بدقة وهي تخبرها بما عليها فعله ولكنها لم تخبرها بما تفعله في هذه المرحلة وهو يقف متسمرا امامها يطالعها بعينان تلمعان من الغضب لقد كانت تذوب من الخجل وقد ايقنت بانها كانت فكرة سيئة فهو لم يقل اي شيء ولم يفعل اي شيء ولكن ... نهرت نفسها وهي تقول :- ماذا تريدينه ان يفعل يا الهي لقد اصبحت بدون اخلاق خانتها دموعها التي حاولت قدر الامكان حبسها لكي لا تفسد ما قضت ساعات في تحضيره حسنا يكفي يكفي هذا الاستعراض ادارت وجهها وهي تنوي ان تهرب الى غرفتها وتغلق الباب ولن تخرج منها الى الى لم تستطع تحديد المدة ولكنها مدة طووووووويلة للغاية لم تكد تخطو خطوة واحد لتفاجا به امامها وهو يقول :- الى اين ؟؟؟
تلعثمت وشعرت بانها بعد لحظات ستصبح مجرد سائل يذوب تخيلت المنظر وهي تسيل من اسفل الثوب ليسقط الثوب فوق بقاياها يا الهي انعقد لسانها وشعرت بانها لا تستطيع الكلام او انها فقدت القدرة عليه وهو قريب منها لهذه الدرجة تكاد تسمع دقات قلبه المتوثبة كانها دقات ساعة بيغ بين الشهيرة ولكنها تدق لاجزاء الثواني لم تستطع ان تنظر اليه ولا ان ترفع رأسها
فقال احمد بغضب وهو يقترب منها اكثر :- ما الذي تفعلينه ؟؟؟ ما معنى هذا ؟؟؟ اخبريني
فرفعت رأسها اليه وهالها ان ترى هذا الغضب على وجهه فاجابت وقد وجدت صوتها اخيرا :- انها انها انها انها
فصرخ بها احمد :- انها من ؟؟ ماذا ؟؟
فاجابت رفل وهي تكاد تبكي :- انها منال هي اخبرتني ان افعل كل هذا
شعر بانه غبي غبي ولا يستطيع ان يستوعب الذي يحصل منال ؟؟
احمد :- منال ؟؟؟
فبكت رفل وهي تكاد تتهاوى الى الارض من شدة خجلها غضبها وحزنها واجابته بصوت عال اقرب للصراخ :- نعم منال لم اعرف بمن اتصل بعد ان هددتني وقلت كل ذلك الكلام فاتصلت بها وهي وهي اخبرتني بان افعل كل هذا
اراد ان يقتلها في هذه اللحظة ما الذي يعنيه كل هذا ومنال منال كيف تفعل هذا به ؟؟؟؟
امسك بكتفيها بقسوة وهو يشعر بغضب شديد وقال صارخا :- ماذا اخبرتي منال ماذا اخبرتها بالضبط لتنصحك بهذه الفكرة الجهنمية ؟؟هااااااا
فاجابت وقد فقدت اعصابها هي الاخرى :- لقد اخبرتها بكل شيء بكل شيء اخبرتها بانك تحبني وبانني بانني احبك وانخرطت في موجة بكاء شديد
لم يصدق يا الهي هل جننت ؟؟ هل هذا يحصل فعلا لانه ان كان حلما او وهما فهو سيفقد عقله بكل تأكيد تحبه رفل تحبه ؟؟؟؟
رفع راسها اليه وهو يمسح دموعها ويقول بصوت خنقته العاطفة خرج متحشرجا من فرط ما يشعر به :- انك ماذا رفل ؟؟ اعيديها ارجوك اعيدها بصوت عالي دعيها تخترق قلبي روحي كل كياني الذي كان مريضا بك اعيديها لكي اصدق واوقن بان هذه حقيقة وليست خيالا مريضا من خيالاتي
فقالت وهي تراه بعين محبة عين متولهة متعلقة بنظراته الشغوفة وقد غادرها خجلها خفرها وهي بين يدي زوجها حبيبها سندها الوحيد :- نعم احمد احبك انت اضفت هذه الكلمة الى قاموسي الى حياتي المجدبة المقفرة احبك بعدد الايام التي سهرت بها على راحتي احبك بعدد ساعات العذاب التي تعذبتها من اجلي احبك بعدد البسمات التي اغتصبتها من الدنيا وزرعتها على شفاهي احبك كما لم احب احدا من قبل وكما اعرف واوقن بانني لن احب احدا بعدك وانا اسفة لكل ما حصل لكل المك
ااااااااااااااااه قالها بصوت عال وهو يحملها بين ذراعيه ويقول :- هل اخبرتك منال بما سيحصل بعد ان تفعلي كل هذا ؟؟؟
لقد كان قلبها يقفز بين اضلاعها كارنب هارب اخفضت راسها وهي تتشبث به بينما هو يحملها وحركت رأسها نافية على سؤاله وعينيها تلمعان ببراءة الهبته ليقول وضحكاته الرائقة تتعالى :- حسنا شكرا لها لانها تركت هذا الجزء لي
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. ................................
بعد مرور ثلاثة اشهر
دخلت الى المنزل وهي تسمع صيحات اختها الشقية من الحديقة الخلفية خمنت بانها تجلس مع والدها كعادتها منذ ان خرج من المشفى اتجهت اليهم وهي بالكاد تقوى على الوقوف بعد نهارها المتعب الذي يبدأ من الساعة السادسة صباحا وينتهي في السادسة مساءا وهي تركض بين المواعيد والاجتماعات التي لا تنتهي بعد ان حلت محل والدها في العمل كرئيسة للمؤسسة التي تعنى بالنشر والطباعة بعد ان اصيب والدها بالشلل الامر الذي دفع بالطامعين به ان يقدموا مقترحاتهم المقيتة التي كان الطمع دافعها الاول لتتصدى للجميع بشخصيتها الجديدة التي اضفت عليها قوة وقسوة جعلتها قادرة على مواجهة هذا السيل من المسؤوليات بالاضافة الى والدها واختها الصغيرة دخلت اليهم لتنفرج اساريرهم والدها الذي ابتسم لمرآها فتقدمت منه لتطبع قبلة على جبينه وهي تقول :- كيف حالك اليوم حبيبي ؟؟
فاجابها بصوته المتهدج :- انا بخير حبيبتي اخبريني عنك انت كيف امورك والجامعة ما اخبارها ؟؟؟
فقالت وهي تشعر بالحاجة لحمام يزيح عنها تعب هذا النهار المتعب والنوم كالقتيل :- انا بخير ابي العمل يسير بصورة ممتازة بمساعدة العم محمد والجامعة حسنا اعتقد اني سانجح هذه السنة فالدراسة المسائية تختلف عن الصباحية كثيرا الضغط اخف والمحاضرات قليلة لذا ادعو لنا يا حاج
فاجابها والدها :- في كل وقت بينتي في كل وقت والله
لتقترب منهم العاصفة الشقراء وهي تقول :- وماذا عن سوسو ؟؟ اليس لها نصيب من الحب والدعاء والدلال ام انه حكر عليكما ؟؟؟
ضحك الاثنان من هذه الفتاة التي تضفي المرح والضحك لحياتهم الجافة لتفاجأ بالخادمة التي تنادي عليها وتخبرها بان ضيفا ينتظرها شتمت بصوت خافت هذا الزائر المزعج لا بد انه احد اقربائها اللزجين بعروضهم الوقحة
فانسلت دون ان تشعر والدها لانه ليس بحاجة لمزيد من الضغط ودخلت الصالة الواسعة المخصصة لاستقبال الضيوف وهي ترسم على وجهها ملامح البرود المستفز الذي لطالما قابلت به الضيوف من هذه النوعية لينهار ذلك القناع فورا وهي ترى الجالس امامها ذلك الذي لم تره منذ اكثر من ثلاثة اشهر زائر احلامها الدائم صاحب الجرح الاول وهو ينظر اليها بطريقته تلك التي كانت تذيب قلبها باحرف اسمه الخمسة (( محمود))

يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن