الفصل السادس

3.1K 113 7
                                    

الفصل السادس




والآن ماذا سأفعل استاذ محمود ؟؟؟؟
دار سؤالها براسه ماذا سيحصل ؟؟؟؟ انه يعرف احمد ...... يعرف مدى نفوذ عائلته .....كيف سيخفي هذا الامر؟؟ كيف سيبعد الشبهة عنها ؟؟؟؟ نظر حوله حتى ثقته بالدكتور سليم قريبه وصديقه المقرب اهتزت لا يعلم ماذا سيخبره ولكنه متأكد من شيء واحد فقط وهو انه مستعد ان يفعل المستحيل في سبيل اخراجها من مأزقها حتى لو كان المقابل هو سمعته اسمه حياته سيكون مستعدا لكل شيء في سبيلها هي هي رفل رفل بكل ما يحمله اسمها من معاني صنعتها هي
نظر اليها بحزم قبل ان يقول بصوت هادئ متزن وبنبرة حازمة : رفل اسمعيني ....هل انت معي... انظري الي .... رفعت رأسها نحوه وعينيها محمرتان من البكاء بينما شهقاتها تابى ان تفارقها تنظران اليه بنظرة من يتشبث بقشة نظرة فهمها هو بكل معانيها فاعاد كلامه وهو ينظر في عمق عينيها ليبثها القوة والثقة وقال :-اسمعيني جيدا ستنهضين الان وتنظفين ثيابك ويديك وتعودين الى منزلك .... نظر الى ساعته وقال :- بقيت ساعة على موعد عودتك هذا كل ما تملكينه من وقت لتستعيدي هدوءك واتزانك وتنسين كل ما حصل انت لم تري احمد ولا تعرفين شخصا يحمل هذا الاسم وهذا اليوم للنسيان هل فهمتني
فغرت رفل شفتيها وعادت دموعها التي ظنت انها نضبت تتساقط وهي تهز رأسها اشارة النفي
بينما عاود محمود الكلام بنفس الحزم بنفس الثبات :- بل نعم ستخرجين من هنا ولن تذكري اي شيء مما حصل في هذا اليوم سأقوم بإيصالك لمكان قريب من البيت لأنني لن اطمئن لتركك تذهبين وحدك في حالتك هذه
تصاعدت نوبة البكاء الهستيري لتهتف رفل من بين شهقاتها :- ماذا تقول استاذ كيف ؟؟؟ وانسى انسى ماذا؟؟؟ واستعيد ماذا؟؟؟ انا...انا في ثلاث ساعات فقط خالفت قوانين حياتي كلها والان تريدني ان انسى انسى ماذا انسى غبائي انسى سذاجتي انسى امتهاني واذلالي ام انسى توريطك معي ماذا انسى وكيف كيف ؟؟ ....خرج سؤالها الاخير كصرخة يائسة وشهقات بكاءها تتعالى كانها تعايش المها من جديد اقترب منها جلس الى جوارها على الارض كم تمنى ان يأخذها لأحضانه عله يخفف من آلامها كم تمنى ان يخبرها بانه مستعد بل اكثر من مستعد لان يحارب الدنيا لاجلها ولكن تلك ال .... لكن الكبيرة التي تقف دائما بطريقه
بادرها بالكلام قائلا :- رفل اسمعيني جيدا وافهمي ما ساقوله لانني لن اعيده مرة اخرى ستنسين كل ماقلته لان ايا مما قلته لم يكن ذنبك ذنبك الوحيد انك اكثر نقاءا اكثر طيبة وطهارة مما تحتمله بعض النفوس المظلمة ذنبك انك كنت دون ان تدرين هدفا لشخص عابث مختل ليفعل ما فعل في سبيل ..... صمت قليلا ليكمل قائلا :- غير هذا انت لاذنب لك على الاطلاق اما بالنسبة لذاك المدعو احمد فأعدك بأنه لن يقربك مرة اخرى وأنا ساحل كل شيء وأخيرا ساسالك سؤالا واحدا واجابته تعني الكثير بالنسبة لي ....هل تثقين بي ؟؟؟؟؟ نظرت اليه لتقول بكل ثقة وهي تتخيله امير بأخلاقه الشبيهة باخلاق الفرسان كم يشبهه في كل تصرفاته نحوها لترد بوضوح :- نعم اثق بك ولكن ...... اسكتها بحركة من يده ليقول:- ان كنت صادقة في ثقتك بي فلن يكون هناك وجود لاي لكن ......
.....
دخلت منزلها مبكرة انتهزت فرصة عدم وجود سلمى باستقبالها كالعادة لتركض بأقصى سرعتها نحو غرفتها امانها ملاذها دخلت اليها بسرعة وأغلقت الباب لتتجه نحو الحمام خلعت ملابسها بسرعة لتدخل تحت المياه وهي تغسل يديها قدميها وكل جزء من جسدها بقوة تتخيل دما غير موجود دما تراه على يديها فتعيد فركها بقوة بقيت لساعة كاملة تحت المياه وهي تشعر بالقذارة تتذكر لمساته المهينة تعيش الذكرى مرارا وتكرارا فتشعر بالكره بالبغض الشديد لاول مرة في حياتها..... تتمنى ان تحصل على عقاب عقاب من اي نوع من اي كان على طعنها له حتى تتخلص من الشعور بالذنب لتتفرغ لكرهه كرهه فقط ولكن ان لم تعاقب ان افلتت من هذا الامر فلن تستطيع كرهه بما يكفي .... جلست على سريرها تضم ركبتيها الى صدرها بينما دموعها تابى الانقطاع كيف سيتصرف الاستاذ محمود بعد ان اوصلها الى بيتها ونظراته تخبرها بحديث ابلغ من كل الكلام تخبرها انه معها انها ليست لوحدها في هذا الامر انزلها على مقربة من البيت ونظر اليها نظرة طويلة بينما هي لا تزال تفرك يديها بقوة وقسوة فقال :- توقفي اعتقد انك ستنزعين الجلد بعد لحظات ......رفعت رأسها نحوه لتجده ينظر اليها بتلك النظرة التي تعرفها تململت في مكانها بينما اثار الصدمة لا تزال تسيطر عليها ارتابت من نظراته الا انها عادت لتذكر نفسها بانه استاذها منقذها نظرت اليه مرة اخرى وهي تقول ولا تزال تفرك يديها :- هل تعلم استاذ محمود لم اعرف بمن اتصل عندما .... عندما .... عادت دموعها لتغرق عينيها اخذت نفسا عميقا لتتمكن من الكلام بدون تقطع وقالت :- الا انها لحظات فقط قبل ان افكر بك بدلا من اخي امير لانك تذكرني به بكل لمحة من لمحاتك في كل مرة كنت تهب فيها لانقاذي دون ان اطلب دائما اشعرك موجود لاجلي لذلك انا اشكرك من كل قلبي ونزلت من السيارة بسرعة دون ان تلحظ تغير ملامحه من الفرح والامل الى الخيبة الشديدة ليتنهد تنهيدة طويلة وينطلق بالسيارة بسرعة جنونية .....
عادت لتنظر من حولها لم تشعر بان كل شيء تغير.... كل شيء اصبح مختلفا اصبح طعمه مرا .....هل يستحق حلمها بان تصبح افضل بان تكون مميزة هل يستحق حلمها ان تمتهن من اجله هكذا ماذا لو لم تفعل ما فعلته ماذا كان سيحصل عند هذه المرحلة كانت رفل ترتجف بشدة شعرت بانها مجرد كيان ضئيل حقير ضعيف للغاية ممكن في اي لحظة ان تتعرض لمثل ذلك كان سمير محقا في كلامه كان عليها ترك الدراسة منذ زمن كان عليها ان تستمع لكلامه لقد اثبت بانه كان محقا ازداد ارتجافها وصورا مختلفة تغزو عقلها صورا اغلبها من تصوير عقلها صورة منها يتمكن فيها احمد من اسرها صورة اخرة وهي مغطاة بالدماء صورة لوالدها يخبرها بانها خيبت امله صورة لسلمى وهي تقول الم اخبركم بان هذا ما سيحصل اثناء ذلك كانت تتنفس بصعوبة شديدة وشعرت بان شيئا يطبق على انفاسها بينما دموعها لا تزال تجري وشهقاتها تتعالى كانت في حال يرثى لها لم تسمع طرقات الباب ولا صوت امير المرح يناديها مطالبا بغدائه ليفتح الباب ويدخل الغرفة عندما يئس من اجابتها تسمر مكانه للحظات وهو يرى ما يشبه اخته الصغيرة
ملتفة بالغطاء لا يظهر منها سوى وجهها الشاحب الغارق بالدموع عيناها متسعتان بينما اسنانها تصطك وهي ترتجف بشدة لحظات فقط ليركض نحوها وهو يصرخ بها:- رفل ......لم يظهر عليها اي بوادر على انها قد سمعته اقترب منها واخذها باحضانه وهو يصرخ بها
:- ماذا بك رفل اجيبي .......تصاعد رعبه وفزعه عندما تعلقت بعنقه كطفلة صغيرة وهي تشهق وتبكي تملكه خوف شديد من حالتها التي لم يسبق ان راها عليها سابقا فابعدها عنه قليلا وهو يهزها بقوة ويصرخ :- ماذا بك رفل اجيبي لتفتح عيناها على اتساعهما وتسقط بين احضانه كوردة ذابلة شعر بان قلبه توقف وهو يراها بين يديه بتلك الحالة وضعها برفق شديد على فراشها ربت قليلا على خدها وهو يناديها صغيرتي اجيبيني ماذا بك ارجوك ولكن لم يجبه سوى الصمت فبدا بالصراخ باعلى صوته :ابي ....سمير .....ابييييييييي لحظات وهرع الجميع الى الغرفة حتى سلمى شعرت بالرعب من منظرها بينما والدها لم يستطع الكلام وبدأ بالترنح ليسنده سمير ويجلسه على سريرها اقترب منها وعيناه امتلأتا فورا بالدموع حبيبتي رفل التفت نحوهم وهو يصرخ ليتصل احدكم بالطبيب ......
.................................................. ................................ طرق الباب بعنف شديد ودون انقطاع ليفتح له الباب الدكتور سليم ويسحبه من قميصه بقوة ويغلق الباب وهو يقول :- محمود كيف تفعل هذا ؟؟؟ ودون اي توضيح ..... تلقي لي بمصيبة في بيتي من هو ومن فعل به هذا ومن تلك الفتاة اريد اجابات صريحة وبسرعة نظر نحوه محمود بنظرات غاضبة ونزع يده بقوة وهو يقول :- كيف حاله ؟
:- احب ان اخيب املك واخبرك بانه بخير ولكنه لم يفق لحد الان اذن هل خاب املك .... نظر نحوه محمود شزرا وهو يقول :- سليم اصمت والا لن اكون مسؤولا عن تصرفاتي فاجابه دون ان يهتم لتهديده :- ماذا ستفعل هل ستطعنني مثل ما فعلت به ......فصرخ محمود بوجهه وهو يقول : ربما سافعل ان لم توقف تطفلك حالا .....فاجابه سليم :- تطفلي محمود اي تطفل انت ادخلتني في هذا الامر دون ان اطلب ...محمود اخبرني بالذي حصل لاساعدك هل تعلم ماذا سيحصل ان علم احد لم ارك يوما بمثل هذه الحالة اخبرني ارجوك
جلس محمود وكان كمن هده التعب وقال :- ساخبرك ولكن ليس الان ارجوك امهلني الى ان يفيق واعرف كيف ساتصرف وان كنت تخاف على نفسك فاخبرني وانا ساخذه من هنا واخرج
سليم :- ما هذا الكلام ايها الغبي اقسم ان السبب الاول والاخير لكلامي هو خوفي عليك طالما كنت مثال الرجل المتزن والان تاتيني بهذه المصيبة انا معك للنهاية ولا اريد ان اعرف اي شيء ساساندك فقط اسمح لي بذلك
محمود :- اشكرك يا صديقي هذا ما احتاجه دعمك لي ...
صوت حركة بالداخل قطعت حديثهم ليلتفت كل من سليم ومحمود باتجاه الصوت قفز محمود من مكانه فورا ودخل الى الغرفة وقبل ان يلحقه سليم اقفل الباب نظر نحو احمد الذي كان يحاول النهوض وهو يستكشف المكان من حوله حالما دخل الاستاذ محمود بتلك الضجة التي احدثها نظر نحوه وهو يحاول التذكر وربط الاحداث كل هذا تحت مراقبة عيني محمود المستكشفتين فقال له :- اين انا وما الذي حصل ؟؟؟
محمود :- لو كنت مكانك لما تحركت من مكاني ولما سالت اسئلة غبية كتلك الاسئلة
تاكد احمد بان الاستاذ محمود يعرف شيئا فلم يتكلم لكي لا يكشف شيئا قد يضر بها وعند هذه النقطة شحب وجهه وعادت اليه الذكرى.... ذكرى وجهها الباكي ذكرى رغبتها بالانتحار فتحرك بسرعة وهو يتحامل على المه نحو الاستاذ محمود الذي كان ينظر اليه نظرة كان من المفترض ان تخيفه لما تحمله من معاني الا انه اندفع اليه قائلا:- اين هي ؟؟؟؟ احمرت عينا محمود غضبا من جراته وصلافته ليسال عنها بعد كل ما فعله فامسك برقبته وهو يقول :- أ وتجرؤ على السؤال ؟؟ من اي شيء خلقت اخبرني كيف ...كيف فعلت ما فعلت ؟؟؟؟ لم يأبه احمد لجرحه الذي عاد للنزيف ولا لتخليص نفسه من بين يدي محمود هي كل ما يهم الان كيف حالها اين ذهبت من احضره الى هنا ترجم افكاره المتخبطة لكلام قائلا :- اخبرني ان كانت بخير هل علم احد تصاعد غضب محمود وهو يحاول تفسير اهتمام احمد فأجابه :- ستنساها احمد بدءا من هذه اللحظة ستنساها لن تذكرها مجددا والا اقسم باني ساحيل حياتك جحيما ولا تسالني
فاجاب احمد صارخا :- لا يهمني انا اصلا في الجحيم فقط اخبرني هل هي بخير لا دخل لها بكل ماحصل انه انا ......انا من فعل كل ذلك انا الملام الوحيد ارجوك اخبرني هل هي بخير هل عادت لمنزلها
تحرك محمود نحو الباب وفتحه فهرع سليم للداخل ودفع محمود بعيدا عن طريقه واتجه نحو احمد الذي كان يصارع للوقوف فحاول مساعدته الا ان احمد قام بدفعه رغم ضعفه وهو ينظر نحو محمود ويعيد السؤال مرة اخرى :- اخبرني هل هي بخير فتبرع سليم بالاجابة قائلا ان كنت تقصد تلك الفتاة المدعوة رفل فساخبرك بانها بخير وقام محمود بنفسه بايصالها لبيتها والان دعني ارى الجرح .......لم يسمح له احمد بذلك قائلا :- انا لا احتاج لمساعدتك ......واتجه بضعف شديد باتجاه الباب فامسكه محمود قبل ان يصل اليه وقال :- احمد انت لن تخرج من هنا قبل ان تعدني بانك ستبتعد عن طريقها ولن تؤذيها باي طريقة واعلم ان الامر لم ينتهي بيننا فبيننا حساب طويل عليك تسديده
ابتسم احمد ابتسامة تحمل كل معاني المرارة وهو يقول :- لا تخف استاذي العزيز انا لن اؤذيها ابدا وساسدد كل حساباتي لا تقلق ولكن علي المغادرة حالا وشكرا على كل شيء
نظر سليم نحو محمود نظرة ذات مغزى فلم يعره محمود اي انتباه فتقدم من احمد وامسك بذراعه وقال :- انت اصبحت مسؤوليتي منذ ان دخلت بيتي وتلك المسؤولية تحتم علي ان اوصلك سالما لاي مكان تريده فانا لا دخل لي بحرب رفل تلك هيا دلني على الطريق ................................ دخل منزله المظلم كظلام روحه في تلك اللحظات يمسك جرحه النازف بيده ذلك الجرح العزيز بينما عيناها الخائفتان الغارقتان بالدموع تقتلانه كم كره نفسه في تلك اللحظة اللحظة التي سبب لها ذلك الرعب الخالص الذي راه بنفسه كيف اصبح هكذا كيف صار نذلا حقيرا بل وحش نعم وحش هي الكلمة المناسبة اكثر رفل ااااااه يا رفل سقط على الكرسي القريب منه ليفاجأ بدخول عمه عليه اقترب ليجلس الى جواره دون ان يتنبه لحاله فقال :- مرحبا ... لم يجبه احمد ولم ينظر اليه حتى فقال علي :- حسنا يا صديقي ما الامر وارجوك لا تقل لي بانك تريد ان تغير اختصاصك لاني ساجيبك مع خالص الاعتذار باني والوطن والدنيا باكملها مستغنين عن شهادتك الغالية ..... صمت اخر توجس علي من حال احمد الذي لم يعتده فأنار الغرفة واقترب منه ليصدم بمرآه شاحبا منكسرا وعندما اقترب اكثر فزع لمشاهدة الدماء تغطي قميصه باكمله فصرخ به :- احمد يا الهي ماهذا ما الذي حصل ؟؟؟ لم يجبه بل رفع رأسه نحوه وعينيه مغرورقتان بالدموع صدم علي من حاله وقال :- احمد ماذا حصل ؟؟؟؟ فانفجر احمد ببكاء مرير بكاء بصوت عالي جعل علي يكاد يموت على حال ابن اخيه الحبيب فاخذه باحضانه واحتضنه بقوة وقال اهدأ احمد اهدأ قليلا وقم معي هيا الى المستشفى لنعالج هذا الجرح فقال احمد وقد هدأ قليلا :- لا يا عمي لن اذهب لاي مستشفى ......فصاح به علي :- احمد منذ الان لم يعد لك اي قرار بما يخص حياتك هبا قم معي والا جررتك جرا لن ادعك تدمر ما تبقى من حياتك هيا معي ......فابتسم احمد بمرارة وقال :- الا تظن ان الامر تاخر قليلا انا لم يعد لدي اي شيء اي شيء..... جلس علي بجانبه وقد شعر بمقدار المه ومرارته لم يعرف ما يقول فتابع احمد قائلا :- عمي هل شعرت يوما بالكره اتجاه شخص اتجاه انانيته لا مبالاته طمعه لتفاجا ذات يوم بانك اصبحت اسوا منه لمجرد مروره بحياتك هل شعرت يوما بان ما جعلته اساسا ومبدءا للعيش في حياتك هو وهم سراب حماقة مجرد حماقة صنعت منك احمق اخر هل شعرت يوما بان الدنيا كانت ستكون افضل مكانا لو لم تكن فيها اجبني عمي اجبني ......تفاجأ بعمه وقد اقترب منه قائلا :- احمد بني من اخبرك ؟؟
احمد:- لم يخبرني احد انا سمعتها بنفسي سمعتها تبيع وسمعتك تشتري ربت علي على كتفه قائلا :- لم لم تخبرني وانا من كنت اتساءل عن سبب كل ما تفعله بحياتك عن سبب تخبطك فتكلم احمد بصوت يحمل كل معاني المرارة :- ظننتهن سواء كل النساء سواء وقد اثبتت لي علاقاتي ومن عرفتهن من نساء ذلك يلهثن خلف المال المتعة ولكن ...........
علي:- ولكن ذلك غير صحيح لسن سواء لسن كذلك ابدا تعال معي لغرفتك ساداوي لك هذا الجرح مؤقتا وساحكي لك عن نوع اخر تماما نوع يجعلك تسعى لتكون افضل فقط لكي تستحقه تعال معي.... ساعده على النهوض وادخله غرفته وحالما ادخله استل هاتفه وتكلم تحت عيني احمد :- مرحبا دكتورة كيف حالك يبدو اننا سنحتاج اليك اخيرا هل تستطيعين الحضور الان ..... حسنا بانتظارك
كان ينظر نحو احمد بطرف عينه ويرى امارات الفضول تظهر جليا على وجهه فساعده على خلع قميصه ونظر الى مكان الجرح قائلا لا اظن انك ستجيبني عن سببه او مسببه ان سالت اليس كذلك ؟؟ .....هز احمد راسه علامة الايجاب بينما جلب علي علبة الاسعاف وبدا بتبديل الضمادات لاحمد الذي كان ينظر نحو عمه يحاول استكشافه وقد ظهرت انانيته جلية له في تفكيره بنفسه فقط بينما كان يستغل كل من حوله لخدمة اغراضه التدميرية :- توقف علي عما تفعله واخبرني .....فاجاب علي :- اخبرك بماذا ؟؟؟؟ احمد:- عمي لست بحالة ... علي:- حسنا حسنا كنت امزح حسنا استلقي قليلا وساخبرك..... منذ سنوات تحديدا اثنا عشر سنة التقيت بتلك الفتاة كانت طالبة بكلية الطب التقيتها صدفة عن طريق بعض المعارف المشتركين حالما رايتها ......اعلم انك سوف تضحك علي ولكن نظرة واحدة نحو عينيها الواثقتين وعلمت انها هي هي من اريد لو تعلم كم اتعبني التعرف عليها وكم اتعبني اقناعها بي تخيل انها لم تقتنع بي وقالت لي بالحرف الواحد انني لا اناسبها كونها فتاة متزنة وانا طائش لا افكر بشيء سوى بنفسي لقد جعلتني احارب اعافر لافوز بتقديرها اولا بنظرة اعتراف من عينيها بانني يوما ما سارتقي لاكون كما تريد واخيرا حصلت على تلك النظرة وعلاوة عليها حصلت على اروع اعتراف بالحب لم اتوقع ان فتاة مثلها محترمة متزنة معتزة بنفسها لابعد الحدود ان يكون اعترافها ناريا كالذي حصلت عليه لقد اخبرتني انها سوف تبقى معي لن تتركني ابدا مهما حصل ومهما فعلت واخيرا عندما فاتحت اخي بالموضوع واوشكت على خطبتها حصل ما حصل وفقدت اخي واماني وعالمي كله في يوم واحد لا تستطيع ان تتخيل مقدار صدمتي حينها فأصبحت دون ان ادري او اطلب رأسا للعائلة ومسئولا عن كل امورها ...........فقاطعه احمد قائلا :- ومسئولا علي دون ان تطلب ...................فأجابه علي وهو يضغط على كفه قائلا :- اياك اياك ان تقول هكذا كنت انت من اعاد لي اتزاني من اعاد لي حب الحياة بعد ان فقدتها بفقداني لاخي حتى هي لم تستطع ان تفعل ما فعلته انت هل اكمل ام انك ستستمر بحماقاتك ......فاجابه احمد:- بل استمر.....
فقال علي :- لم اعد اراها ولم اتواصل معها باي طريقة وذات يوم فوجئت بزيارتها لي في الشركة وهو ما لم تفعله سابقا دخلت علي فورا دون استئذان وقفت امامي بكبريائها الذي احب بجمالها الذي احب يا الهي في تلك اللحظة لا استطيع ان اصف لك شعوري وقفت امامي تنضح قوة وحبا وقالت لي بالحرف الواحد (( لن تستطيع التخلص مني بتلك السهولة لن اسمح لك )) تفاجأت من هجومها ولكن لدقائق فقط لاستعيد هدوئي واخبرها بانني لم اعد افكر بالزواج ولن اظلمها معي وطلبت منها ان تواصل حياتها كأنها لم تعرفني ...........لكنها استمرت بمفاجئتي وقالت لي (( هل تعتقد ان الكون يسير بمزاجك يوما تظن نفسك تحبني وتجعلني احبك وفي اليوم الاخر تريد التخلص مني لن تستطيع انا لست مثلك لست ضعيفة سأنتظرك الى النهاية الى ان تنهي التزاماتك مسؤولياتك سأنتظرك مهما طال الامر لن امل ابدا كن على يقين من ذلك ))
وخرجت فجأة كما دخلت تسمرت مكاني وانا اتساءل ان كان ما حصل حقيقة او خيال بعدها بقيت على اصراري وكنت اتابع اخبارها من بعيد لأعرف بأنها كانت ترفض كل من يتقدم اليها بحجج واهية وقابلت تهديد والدها ووعيده بكل شجاعة ومنذ ذلك الحين ونحن على هذا الحال نتقابل في مناسبات نقنع انفسنا انها صدفة ولكن كلانا نعرف انه موعد مدبر من قبلنا نقتنص لحظات من الزمن لحظات اكثر من كافية لجعل حبنا يستمر ويناضل والآن كنت انت دون ان تدري سببا للقائنا خارج اطار مواعيدنا المتباعدة لذلك عليك ان تدعي المرض الشديد لأنها لن تتهاون في ضربنا انا وأنت ان ظنت ان الامر خدعة فانتبه جيدا
كان احمد ينظر الى عمه وكأنه يراه للمرة الاولى وتساءل في تلك اللحظة ان كان بامكانه ان يكره نفسه اكثر مما يفعل الان .............




يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن