الفصل الحادي والثلاثون

1.6K 65 1
                                    

الفصل الحادي والثلاثون

قبل سبعة اشهر
تنهد الحاج وهو يزفر بهم وقال :- لا اعلم ماذا سافعل فاختك العنيدة ترفض العودة لزوجها وترفض العودة معي وقد اخذت مني وعدا ان اقبل بما تقول
التمعت عينا رائد وقال :- لدي الحل لهذا اتثق بي ؟؟؟
فقال الحاج :- بالتأكيد
فاجايه بابتسامة :- اذا دع هذا الامر لي
فقال الحاج :- الن تخبرني اولا
فاجابه رائد بالطبع ولكن اولا علي اقناعها .... صمت قليلا ليكمل :- اتسمح لي برؤيتها
فاومأ الحاج بلاأسه وقال :- ساخبرها بانك تريد رؤيتها
..............................
دخل اليها وهو يدعو الله ان يجعلها توافق لتنتفض حالما تراه وتشهق قائلة :- يا الهي رائد ما الذي حصل لك ؟؟؟؟
لم يعرف بم يجيبها فصمت وهو يتلفت حوله بتوتر لا يريد اخبارها بانه ذهب لاحمد لتتبع شهقتها اخرى وهي تقول :- ارجوك لا تقل بانك ذهبت اليه ؟؟؟
صمت اخر لتغطي رفل وجهها بكفيها وهي تحرك رأسها برفض لما قد يكون سمعه لما قد يكون احمد قد اخبره اياه الا يكفيها خجلا من والدها والان كيف كيف ستنظر لوجه رائد مرة اخرى ماذا سيظن بها تشعر بدموع تكاد يجرح جفنيها الا انها منعتها منعتها بكل ما تملك من قوة فقال رائد وقد اخرجه وضعها هذا من كل خجله وتردده :- رفل
فاجابته وهي لا تزال تغطي وجهها :- توقف رائد ارجوك لا تقل اي شيء توقف واتركني
فقال لها وهو يدوس على قلبه ينسفه نسفا بيديه فهي المهم وهي الاهم :- رفل ..... انت اختي لا داعي لكل حرجك هذا الم نتفق انا وانت على هذا الكلام ؟؟؟ ام انه ينطبق علي فقط ؟؟؟ لقد تعاهدنا انسيت ؟؟؟؟
شعرت بكلماته هذه تخترق الامها تخترق خجلها حرجها قهرها وينفذ لقلبها الكسير المثقل بالجراح ويطبطب عليه بخفه انزلت يديها ونظرت اليه ليكمل :- لا يهمني اي كلام قيل او سيقال انت اعلى واسمى واكبر من اي كلام مقامك لدي لا يمس ولن يمس فاحفظي هذا جيدا
فخرجت كلماتها دون ان تخضع لسيطرة العقل افلتت من عقال القرارات كلها لتقول :- كيف حاله ؟؟؟
فاجابها :- لا تقلقي عليه فهو لم يعد لوحده عمه ذاك الرجل انه معه
شعرت رفل بالقهر علي علي جاء وصل 10 ساعات هي كل ما يفصله عما حصل عاد بعد ان انتهى كل شيء ضحكة ترددت في اعماقها لتوقن بانه القدر نصيبها الذي كتب على جبينها وعليها ان تواجهه بكل قوة فقال رائد وهو يرى تتابع الانفعالات على وجهها :- رفل ماذا ستفعلين ؟؟؟ هل تنوين العودة ام البقاء هنا ام ماذا ؟؟؟؟
فقالت :- لا اعلم لا اعلم ماذا سافعل
فاجابها رائد :- حسنا اسمعيني جيدا وفكري بكلامي لا اريد قرارا سريعا عاطفيا متخبطا اسمعيني للاخر
فاومأت برأسها موافقة ليقول :- تعالي معي
نظرت اليه مصدومة ليكمل قائلا :- نعم تعالي معي انت لا تريدين العودة وهنا لا اعتقد بانك ستستطيعين العيش هنا ولا والدك سيستطيع تعالي معي على الاقل الى ان تلدي لتقرري بعدها ما ستفعلينه بحياتك ساعرفك على اختي ستكون مسرورة للغاية بك والخالة فاطمة ستعتني بك وتلازمك كخيالك نملك انا واختي بيتا صغيرا نقضي فيه اجازاتنا لن يستطيع احد تخمين مكانك هناك انه مكان رائع صغير ودافئ يطل على منظر غاية في الروعة فكري جيدا ولا تقلقي سنأخذ منك ايجارا اااه قبل ان انسى لاخبرك الاحتمال الاخر اعني في حالة عدم قبولك عذري انا ساتبعك اينما ذهبت وساخسر عملي حينها واختي واستقراري كل هذا بسببك ولك الاختيار
نظرت اليه وهي تتساءل هل يعقل انه من البشر هذا الرجل الذي امامها كيف ؟؟ فهمها عرفها وثق بها قامر من اجلها بينما ذاك ذاك من سكن روحها من تغلغل لاعماقها من احتل صغائر ذراتها لم يفعل بل تخاذل شك واتهم يا للمرارة لم تفكر لثانية بل رفعت رأسها ونظرت له وقالت :- لا اعلم ماذا اقول فقط ان ما اشعر به هذه اللحظة من فخر باخوتك هو اكبر من اي كلمات ونعم انا موافقة بل وشاكرة ولكن شرط ان ادفع الايجار لان ابي لن يقبل بغير ذلك
فقال :- هذا الامر سنفكر به في حينها
رفل :- هناك امر اخر الدراسة لقد بقي فصل اخير
اجابها :- سنذهب غدا لنسأل ان كان بامكانك اكماله انتساب
فقالت :- حسنا شكرا رائد شكرا اخي
.................................................. .................................................. .................................................. ....................................
دخلت المنزل ذاك المنزل الذي احتوى حبها احتوى عشقها فرحها ولكنه احتوى ايضا ذلها و انكسارها تحركت بالية وهي ترى في كل لمحة في كل خطوة ذكرى ذكرى تذبحها تمعن في ايلامها وقتلها وهي تهمس بالم لماذا لماذا رأت الدمار الذي حل بالبيت وكأن اعصارا قد ضربه لم تهتم فما بداخلها من دمار اكبر وما في داخلها من شظايا اكثر لملمت اغراضها عقد الزواج وكل اوراقها الرسمية وخرجت خرجت تستذكر خروجها الاخير محملة بالذل وبثقل اتهامات باطلة نظرت اليه نظرة اخيرة واكملت طريقها الى حيث والدها جبلها لترتمي باحضانه فقال حينها :- تجلدي يا ابنتي لا تضعفي ليس بعد كل ما حصل اومأت برأسها وقالت لرائد الذي ينتظرهما في السيارة :- رائد هناك مكان اريد الذهاب اليه قبلا
فقال :- حسنا ان سائق حضرتك بالخدمة .... لم تستطع الابتسام ذاك الفعل اصبح شيئا مشينا لفعله شيئا ليس بامكانها دلته على المكان وطلبت منهم انتظارها كان الجو غائما ينذر بقرب هبوب عاصفة السماء تلبدت بغيوم سوداء قاتمة تناسب ما تشعر به وصلت اليه بصعوبة الى مكان حبهما مكانهما الذي قضيا فيه اجمل لحظات نعم فاوقاتهما السعيدة تعد باللحظات نظرت لتلك الزنبقة الشامخة للمقعد الذي احتوى دفء جسده والذي احتواها بدوره كان باردا موحشا قفرا لم يبعث فيها ذلك الشعور المعتاد الشعور بالراحة بالسعادة لا لا شيء سوى برد ينخر عظامها جلست في مكانهما المعتاد وقالت تخاطب طيف تخاطب روحا سكنت هذا المكان تخاطب تلك الزنبقة تخاطب حبها عشقها هيامها تخاطب جرحها انكسارها قهرها
اخبره يا مكاننا اخبره
ان عاد وخالف كل حدود المستحيل ليبحث عن اطلال حبنا اخبره
بانني احببته اكثر مما احبني
بانني فضلته على نفسي ,,,على قلبي ,, على حياتي
بانني له ,,, منه ,,,اليه
اخبره يا مكاننا
بانه كسرني بانه اذلني بانه اشعل نارا لن يفلح اي احد في اطفاؤها
اخبره بانني لن اسامحه ما دمت حية
اخبره بانني ساقتل ذراتي التي يسكنها اخبره بانني ساقتلع قلبي الذي يعشقه اخبره بانه قتلني بانني ما عدت حية اخبره بان تلك الرفل التي اوجدها تلك العاشقة التي خلقها ماتت وهنا رفاتها فليبكني ان جاء فليبكني
وغادرت وهي تنظر للزنبقة التي بقيت وحيدة كحالها تقاوم بردا واتجهت لمستقبل مجهول مستقبل لا تعلم عنه شيئا سوى ايمانها برب لا يخذل من دعاه ومن اتكل عليه وهذا يكفيها
.................................................. .................................................. .................................................. ....................................
دخل الى المنزل وهو يمني نفسه بان يراها هي من تختفي عن ناظره حالما يعود لتدع الطفلة الى جانب والده وتذهب دون ان تراه او يراها اما اليوم فالامر مختلف فوالده لم يعد هنا بعد سفره المفاجئ لرؤية رفل اخبره بان هذه فرصة له ليتفاهم مع زوجته بعيدا عن الجميع دون حرج او خوف من حكم او نظرة اي شخص وهي لا بد ان تكون بانتظاره ابتسامة ارتسمت على شفتيه وهو يعترف لنفسه بانه مشتاق لمرآها خطا لداخل الصالة ليراها هناك تجهم وجهه وهو يراها بجلال صلاتها الذي يغطيها من رأسها وحتى اخمص قدميها وهي تحمل الطفلة بين يديها
حالما رأته تقدمت اليه وقالت دون ان تنظر اليه وبجفاء تام :- لقد اطعمتها قبل قليل ... الطعام في المطبخ
وانصرفت ما ان تلقف الطفلة وهو شعر بدلو ماء بارد سكب على وجهه تريد اللعب سيلعب تريد العناد لا احد اقدر منه على ذلك انشغل بصغيرته الجميلة تلك التي تبعث وتزرع الفرحة في داخله بكل حركة منها واخذها لمملكتهما هو وهي وهو يلقي على اسماعها قصصا كثيرة قصصا عن اخته سميتها قصصا عن عم لم تره قصصا عن حياة هانئة كان هذا البيت يحتويها ليسدل الليل ستاره على يوم اخر سيتبعه ايام وايام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
.................................................. .................................................. .................................................. .............................................
ينظر لابن اخيه النائم بمعجزة في الطائرة الخاصة التي تقلهم لكندا لذلك المركز الفريد كما سمع عنه ويفكر بالكلام الذي قاله ...........هدى !!!!!!!!!!! رائحة عفنة تسكم الانوف من كل شيء تقرب منه هذه المرأة لقد اصابت عقل ابن اخيه بلوثة جعلت ثقته بالجميع تتزلزل .............ورفل انه لا يصدق اي شيء مما قاله احمد عنها لا يعقل تلك الفتاة التي تخجل من خيالها تلك الفتاة التي تشبه الماء الزلال بنقائها تلك التي فعلت ما فعلت دفاعا عن شرفها لا يعقل ان تكون كما قال وحتى ذلك الرجل لا يبدو له خائنا ابدا حسنا سيتفرغ لهذا الموضع حال تحسن احمد وحينها حينها فقط سيكشف كل الحقيقة
:- احمد استيقظ هيا حان الوقت
انتفض احمد حالما سمع نداء عمه وقد كان ممتنا له ممتنا لانه اخرجه من ذلك الكابوس الذي كان يرزخ تحته رأى وجه علي المبتسم وقال :- صح النوم ..........اذا هل انت مستعد
تألقت عينا احمد بعزم عزم مرده رغبته بالانتقام رغبته بتلقين تلك الخائنة التي استباحت شرفه كرامته رجولته تلك التي استطاعت خداعه كما لم تستطع اي امرأة ان تفعل
فقال :- انا مستعد هيا بنا .............ساعده علي والفريق الطبي الذي قام باستئجاره على النزول من الطائرة
بعد ساعات قليلة
تطلع احمد للجناح الذي سيقيم فيه في هذا المركز الذي يستحق كل دولار دفع فيه فهو لا يبدو ابدا كمشفى ولكنه يبدو كمنتجع سياحي بالمناظر الطبيعية التي تبعث الراحة في النفوس الا ان نفسه كانت ابعد ما يكون عن الراحة وذكريات تلك ال... تطارده دون رحمة او شفقة لا يستطيع نزعها من ذاكرته ضحكتها ملمس بشرتها تحت اصابعه عيناها شفتاها شعرها كلما ضن انه تخلص من تلك الذكريات تعود لتهاجمه بقوة ثم صدى كلماتها التي قتلته وهو يسألها لماذا لترد بوقاحة لم يرها يوما او يلمحها فيها (( ربما لانه اوسم ربما لانه اقوى او ربما لانه ليس عاجزا ))
سيريها سيريها من هو العاجز اقسم على نفسه بانه لن يهنا له بال لن يعيش حتى ينتقم لنفسه لكرامته منها
في غرفة اخرى يجلس علي وهو يتنهد بهم من تلك الضربات التي لا تنفك تأتيه من كل جانب اخرج هاتفه ليتصل بصديقه وبئر اسراره ثواني قليلة ليأتيه صوته الذي يبعث الثقة في نفسه قائلا :- كيف حالك بوس
قهقه علي عاليا وهو يقول :- بوس ؟؟؟؟ ما هذا اسامة الن تتوقف عن اختراع الالقاب لي ؟؟؟
فقال اسامة وهو يضحك :- لا لن اتوقف
فقال علي :- انت صديقي والشيء الوحيد الذي اريده في هذا الوقت هو صداقتك فقط هذا هو ما اريده
فاجابه اسامة قائلا :- انت تعلم بانك تستطيع الاعتماد علي وتعلم بانه لا داعي لان تقلق على اي شيء هنا
فقال علي بثقة :- نعم اعلم ولكنني احب تأكيدك للامر احب ان اسمع نبرة الثقة في صوتك لانها تشعرني بالراحة ولانني بحاجة لها في المرحلة القادمة لا اعلم كم سيطول بقائي هنا لانني لن اترك احمد الى ان يشفى تماما لذا ........
فقال اسامة :- حسنا بوس اذا حضر نفسك لجرعات يومية من صوتي نحن في الخدمة كما تعلم
تعالت ضحكات علي وهو يقول :- شكرا لك يا صديقي شكرا لك
اغلق الهاتف ليعيد الاتصال ولكن هذه المرة الى حيث قلبه وكل تفكيره حالما فتح الخط وصلته تنهيدتها الحارة لتصل لقلبه فورا لتقول بعدها :- لقد تأخرت علي
فاجابها :- حقا ولم لم تتصلي ؟؟؟
منال :- لا لشيء ولكني لم ارد ان اشغلك عن احمد لانني اعلم بانه يحتاج لكل وقتك في هذا الوقت لهذا فقط
علي :- ااااااااه يا منالي
فاجابته فورا :- سلامتك من الاه يا حبيب منال
تنهد علي وهو يرغب بها بجانبه هنا تصبره تخفف عنه بتلك الطريقة التي لا يجيدها غيرها وقال :- بم كنت تفكرين ؟؟؟
منال :- حسنا غيرك ؟؟ لا شيء ابدا
علي :- وكيف حال بناتي حبيباتي ؟؟؟
منال :- توقف علي لم تصر على انهما بنتان
علي :- انا اعرف فلا تتدخلي انت انهما بنتان
منال :- اااه حسنا لن اتدخل سوى بانهما تسكنان جوفي تاكلان طعامي وتشاركانني بكل شيء عدا هذا لن اتدخل
فقال علي وهو يضحك :- توقفي وضعي السماعة على بطنك اريد ان اتحدث اليهما هيا بسرعة
ضحكت منال وقالت :- اااه حقا من الان انت تتركني لتتفق معهما حسنا اذن
علي :- توقفي عن الغيرة وضعي السماعة
فقالت :- حسنا وضعتها
فقال علي وهو يتحدث بجدية بالغة :- حبيبتاي كيف انتما ؟؟ هل اشتقتما الي ؟؟؟ بالنسبة الي فانا اشتقت لكما من الان انا مع عمكما شريككما بي لا اريد اي غيرة او مشاكل فهو ياتي اولا ولكن انتما انتما حبتا قلبي وروحي اعتنيا بوالدتكما جيدا لا تزعجاها ابدا مفهوم ؟؟؟
تناهى له صوت منال الضاحك فقال مزمجرا ضاحكا :- يا الهي اكنت تستمعين لحديثنا كم انت فضولية
فقالت منال :- نعم بالتاكيد
علي :- حبيبتي كيف حالك ؟؟؟
فاجابته بصدق :- لا تقلق علي حبيبي فوالداي لا يكادان يفارقانني وصديقك الوفي الذي اصبح مهووسا بالسؤال عني لا يكاد يفارقني يهتم بكل احتياجاتنا واخيرا ابنة خالتي تلك التي تقيم في الريف سارة حسنا انت لا تعرفها انها يتيمة الاب قامت والدتها بارسالها لتبقى معي وهي لا تقصر ابد بذلك
فقال علي وهو يتنهد :- انه خبر رائع حبيبتي بلغيها تحياتي وشكري واعتني بنفسي وروحي وقلبي لانهما بين يديك وانا اسف منذ الان لانني لن اكون معك في اوقاتك كلها اشاركك لحظات تمنيتها من كل قلبي
فقالت منال وقد ترقرقت في عيناها الدموع :- لا تقلق حبيبي سابث لك كل شيء بثا مباشرا وانت اعتني بنفسك وارجع باحمد سالما لا تقلق علي ابدا
اغلق الهاتف وهو يشكر الله على عطاياه القيمة التي لا يوفيها اي شكر
.................................................. .................................................. .................................................. .................................................. .......................
بعد مرور اشهر
تحمل طفلها ذاك الذي يحمل ملامح والده بكل ما فيها عيناه الزرقاوان شعره البني كل شيء لم يترك منه شيئا رؤيته وحدها تثير فيها كل المشاعر حبيبها اميرها الصغير سبب حياتها ووجودها كم تحبه بل تعشقه وكذلك الجميع ابتداءا من والدها وانتهاءا برائد ورانيا الذين اصبح امير الصغير شغلهم الشاغل طوال النهار طرقات على الباب اخرجتها من استغراقها ليدخل والدها الحبيب ذاك الذي بسببه فقط هانت كل همومها ليقول بحنانه المعهود :- كيف هو اميرنا ؟؟؟
فاجابته بابتسامته الجميلة التي كاد ينساها :- نعم لقد نام
فقال الاب :- حبيبتي لقد اتصلت بسمير وقد سالني عن سبب تاخري في العودة فاخبرته انني قد استقر معك لانك فكرت بالاستقرار هنا لم اخبره عن المكان لم اخبره عن مشكلتك خشيت ردة فعله
فقالت رفل :- حسنا فعلت ابي لنترك الوضع هكذا ونتمنى ان لا يعلم ابدا
فقال الاب :- حبيبتي لقد قام سمير بتحويل راتبي التقاعدي الى مصرف ال............... انت تعلمين بان تعاملاته دولية بامكاني سحب المبلغ متى ما شئت علينا ان ندفع لرائد ايجار الشهور الفائتة لا يعقل ان نعيش عالة عليه هكذا لا يعقل ابدا مهما كان ما يقوله فانا لا احبذ بقائنا هكذا لا بد لنا من التفكير بحل لوضعنا
فقالت رفل :- نعم ابي انا ايضا افكر بنفس الشيء بضعة ايام وسابحث عن عمل فانا الان اصبحت احمل شهادة عالمية وبامكاني العمل في اي مكان
الاب :- حبيبتي لم اقصد هذا فكما تعلمين انا بامكاني العمل لم اكبر لهذه الدرجة ثم ماذا ستعملين واين ؟؟؟؟
رفل :- ابي توقف ارجوك اسمح لي اسمح لي بان احقق بعضا مما كنت اتمنى ابي ارجوك دعني احقق ذاتي دعني ابني لنفسي لولدي مستقبلا لا يتضمن اي رجلا فيه ارجوك ابي لا تمنعني يكفي يكفي كل مرحلة في حياتي هناك رجل رجل كان السبب في تحطيم امالي ارجوك ابي لا تكن انت رجل هذه المرحلة
هزته كلماتها في الصميم المرارة التي تنطق بها نظرة عينيها التي تنبؤ عن مدى المها فقال :-0 لا حبيبتي انا معك لن اكون ابدا سوى الرجل الذي يدعمك اعدك بذلك
ارتمت بين احضانه وهي تتمتم بالشكر لوالدها ليسمع كلاهما صوت رائد المرح ينادي من بعيد :- يا اهل المنزل يا اهل الدار
تحركت رفل فورا لترتدي حجابها وترتب نفسها بينما نزل الوالد فورا لاستقبال رائد ذاك الذي اصبح مقامه عنده بمقام سمير
حالما رآه رائد تقدم للسلام عليه فدعاه الحاج للدخول وهو ير ما يحمله من مشتريات كالعادة لا ينسى اي شيء من احتياجات البيت لاحتياجات الصغير كل شيء تجهم وجه الحاج ياسين وقال لرائد :- يكفي بني هذا يكفي لن نستطيع قبولها منك انت لست ملزما بهذا
فقال رائد :- ارجوك عمي لا تقل هذا انتم عائلتي لا تعاملني كغريب فهل دعوى الاخوة والقاربة مقرونان بشروط لانها عندي عندي بدون قيود او شروط
فقال الحاج :- توقف بني انت تكلف على نفسك كثيرا وانا الان اصبح لدي المال ساعطيك ابتداءا من الغد ايجار الشهور الماضية ورفل تنوي البحث عن عمل لذا بني توقف توقف عن حمل همنا
لم يكد رائد يرد عليه ليصله صوتها المرحب :- اهلا بالاخ الضال
فقال رائد وهو يرى ابتسامتها تلك التي اشتاقها اكثر من اي شيء اخر ليقول :- اهلا اهلا بام امير كيف هو الامير الصغير
فقالت رفل :- ااااه نام اخيرا
رائد :- لا تقولي عنه هذا
فقالت :- رائد تفضل بالجلوس لم انت واقف هكذا ؟؟
رائد :- حسنا ان اخبرتني بانه هناك عشاء لي فانا ساجلس بالتاكيد
رفل :- تفضل دقائق وساسكب لك العشاء
....................
بعد العشاء نظر رائد لرفل ووالدها المتوتر ليقول اخيرا :- حسنا انا اريد ان اخبركم بامر لا اعتقد بانه بامكانكم البقاء هنا اكثر من هذا
فقالت رفل متالمة :- اعلم هذا رائد اعلم باننا اثقلنا عليك اعدك باننا سنجد مكانا في اقرب وقت ممكن
رائد :- رفل من فضلك دعيني اكمل كنت اعني بان المكان هنا بعيد عن المدينة وفي هذا الوقت من العام هو شبه مهجور لذا ..... صمت قليلا ليكمل :- تملك عائلتي عمارة سكنية في المدينة تلك العمارة وهذا البيت هما كل ما نملك انا واختي رانيا ............. سكنت عائلتي منذ الازل في احد شققها بينما باقي الشقق مؤجرة لعوائل اصبحت اشبه بعائلة لنا بعد رحيل والدينا لذا انا ارحل واسافر مطمئنا على اختي والخالة فاطمة فهما بين اناس يعتنون بهن اكثر مني حتى
كان يرى استماعهما لما يقول بكل تركيز فاكمل قائلا :- منذ بضعة اسابيع غادرت احدى العوائل العم محمد وزوجته غادرا لابنهما المغترب في السويد لذا اصبحت لدينا شقة فارغة وانا الان اعرضها عليكما بنفس الايجار القديم
رأى امارات الفرح والاقتناع على اعينهما فقال :- ارى ان الفكرة اعجبتكما هناك سوف تكونو محاطين باناس غاية في اللطافة والطيبة عوضا عن اننا سنكون جيران هذا اولا .........
فقالت رفل :- حسنا ان اولا اعجبنا جدا
رائد :- اعدك بان ثانيا ستعجبك اكثر واكثر ........ مديري وصديقي عماد انه مدير لمؤسسة كبيرة للغاية بفروع في دول كثير نقل نشاطه لاحدى الدول الاوربية وقرر الاستقرار هناك بسبب حاجة زوجته للعلاج من مرض عضال اسأل الله ان يشفيها ..... تاركا للفقير لله ادارة فرع الشركة هنا لذا ان كنت تقبلين فيشرفنا ان تعملي معنا ولا تتوقعي ابدا اي مداراة او محاباة كونك من معارف المدير
فقالت رفل :- رائد لا اصدق ما انت او بم اصفك سوى انك مصباحي السحري
فاجابها ضاحكا :- حسنا عليك بتجربة العمل تحت امرتي وبعدها الحكم على ذلك
فقال الوالد :- بني ان ما تفعله من اجلنا لا اعلم كيف سنرده لك لا اعلم حقا
فاجاب رائد :- انا اعلم عمي اعلم كيف بان تتوقفا عن اعتباري مجرد غريب لانني بحاجة لك انت اولا بحاجة لحكمتك ورانيا كذلك رانيا بحاجتك رفل لانها في مرحلة صعبة في حياتها لذا فكما تريان ففي الامر بعض الانانية من قبلي
رفل :- رائد ارجوك توقف عن ان تكون ملاكا هكذا توقف
رائد :- حسنا وان اخبرتك بانني اطمع ببعض الوجبات من الجيران
ضحك ثلاثتهم وحصل كما اراد رائد انتقلت رفل ووالدها وولدها لتلك الشقة الجميلة للغاية اصرو ان يدفعو مقدما براتب والدها رغم معارضة رائد الشديدة الا ان اصرارهم كان اكبر وبدأت العمل العمل المليء بالتحديات التي كانت السبب بالمضي في حياتها نسيان او تناسي ما حصل ولكن الامر كان رائعا اروع من خيالها بكثير ان ترى احلامها احلام طفولتها تلك التي دفنت بسبب رجال اولهم اخوها واخرهم ذاك الذي لن تذكر اسمه اصبحت الان ملك يمينها
.................................................. .................................................. .................................................. .................................
بلغ توتر علي منتهاه وهو ينتظر نتيجة الفحوصات فبعد اجراء تلك العملية الدقيقة وفترة النقاهة الطويلة التي تبعت فورا بفترة علاج نفسي اصر عليها الطبيب نظرا لحالة احمد النفسية الصعبة والتي قد تؤثر سلبا على شفاءه والان ها هو بالانتظار بعد ان منع من رؤيته لاسبوعين بامر من طبيبه المستبد
فتح باب الجناح خرج االطبيب والفريق الطبي ليلمح علي احمد يسير مقتربا منه وعلى شفتيه ابتسامة نصر لم يرها منذ زمن يبدو بعيدا للغاية ركض نحوه ودموعه تخذله للمرة الاولى في حياته وهو يراه واقف هكذا وان الكابوس الذي عاشه مدى الاشهر الماضية انتهى الان وصل اليه واحتضنه ليقوم احمد بحمله وهو يغالب ضحكاته ويقول :- اذا ها انا احملك
علي :- نعم كما وعدتك
احمد :- اذا دعنا نعد علي دعنا نعد
فاومأ علي برأسه وهو يقول :- سنعود بالطبع علينا التعرف على فاتنات عائلة السالم بنات عمك
ضحك احمد من قلبه وهو يقول :- نعم بالطبع اعلم بان منال تفكر بقتلي الان وانت لا اعلم ما هو شعورك بالضبط
شعر علي بالامتنان لتلك الجلسات التي حسنت من حال احمد انه يكاد لا يتعرف عليه بابتسامته المشرقة تلك انه حتى لم يذكر رفل وخيانتها ولا حتى لمرة واحدة ولكنه يشعر ان هناك شيئا غير طبيعي فيه ويخاف من هدوءه هذا
بعد ايام .............................
نظرت منال لسارة تلك الطفلة ابنة خالتها التي اضافت للبيت طعما لونا ورائحة بغياب علي كانت تحمل الطفلتين رغم رفضها المتكرر لحملهما معا الا انها بانطلاقها المعتاد لا يمكن السيطرة عليها ابدا نادت عليها لتركض اليها ضاحكة بشعرها الطويل المنكوش كعادته بسبب كثافته كأنها فراشة نعم انها فراشة صغيرة ممتعة جميلة كوردة برية وهي تقول :- خالتي لا ادري فرح تبدو ممتعة اكثر من نور تلك الفتاة متجهمة جدا .....اعتادت ان تناديها خالتي بسبب والدتها التي اصرت عليها لانها عليها احترام الاكبر سنا كونها لم تتجاوز الثامنة عشر للان
ضحكت منال وهي تقول :- يا الهي سارة ما الذي تقولينه يا فتاة ؟؟؟
فاجابتها سارة :- نعم خالتي ان فرح تبدو كاسمها تبعث الفرح في قلبي اما نور فهي تجعلني افكر اتأمل شيء كهذا
زادت ضحكات منال المستمتعة وهي تقول :- انت مجنوووووونة سارة
فاجابتها سارة وهي تضحك :- حسنا والدتي تقول ذلك ايضا
جرس الباب الباب الذي ارتفع رنينه قطع حديثهما الممتع لتقول منال :- حسنا ناوليني الطفلتين واذهبي لفتح الباب
فعلت سارة كما طلبت منال فتحت الباب لتفاجأ بالرجلين الغريبين اللذان يتطلعان نحوها بغرابة فقالت بوقاحة تليق بها وقد تألقت عيناها الخضراوان الشبيهتان بحبتي زمرد بالغضب الشديد وتكورت شفتاها الكرزيتان وهي تقول :- نعععم ؟؟؟ هل من خدمة ؟؟؟
قهقه علي ضاحكا وهو ينظر للفتاة الصغيرة
فقالت وقد اشتعل غضبها :- ما بك ؟؟؟؟ لم الضحك ؟؟ هل انت مجنون او شيء من هذا القبيل
تعالت ضحكات علي المستمتعة ليشاركه احمد بالضحكات لتقول سارة بغضب :- يا الهي ما هذا النهار حاولت اغلاق الباب ليدفعه علي برفق وهو مستمتع للغاية بهذا الاستقبال المنعش وقال لها :- هلا اخبرتي منال بان هناك ضيوفا ينتظرانها
فقالت :- حسنا سافعل ولكنكما لن تدخلا المنزل انتظرا هنا فانتما تبدوان كـ .... وقطعت عبارتها لتركض للداخل وهي تنادي خالتي خالتي هناك رجلان ............
واختفى صوتها ليقهقه علي باستمتاع وهو يقول :- يا الهي يا لهذا الاستقبال الرائع
فقال احمد الذي يغالب ضحكاته هو الاخر :- من هذه ؟؟؟؟
علي :- وما ادراني انها احدى مصائب منال على الارجح
ثواني لتظهر منال وتلك الفتاة المتحفزة ورائها لم تصدق منال عينيها لتهرول راكضة نحو علي وتتعلق بعنقه كطفلة صغيرة وهي تبكي وتضحك وتهز رأسها غير مصدقة وتركته لتركض نحو احمد وتتعلق بعنقه هو الاخر وتقول :- احمد يا الهي لا اصدق انت بخير وتقف وتحملني يا الهي حبيبي حمدا لله
تركتهما لتتمالك نفسها قليلا وتقول :- لم لم تخبرانني ؟؟؟
ليتناهى لاسماعهم صوت شهقات بكاء فالتفت الثلاثة لتلك التي تبكي خلف منال فقالت منال :- سارة حبيبتي ما الذي حصل ؟؟؟
فاجابتها من بين شهقات بكاؤها :- انا اسفة انا حقا اسفة لم اكن اعلم
فقالت منال معرفة اياها :- علي انها سارة ابنة خالتي التي اخبرتك عنها لقد ساعدتني كثيرا في الوقت السابق سارة حبيبتي انه علي زوجي وهذا احمد ابن اخيه تعالت شهقات بكاؤها لتصل اسماعهم اصوات بكاء اطفال قادم من الداخل لم يتمالك علي مشاعره ليركض الى الداخل لمصدر الصوت وهناك وجدهما طفلتاه حبيبتاه تناولهما حاملا اياهما وهو يغالب دموعه ليلاحظ اختلافهما التام عن بعضهما اقتربت منال تضم عائلتها كلها بين ذراعيها وهي تقول معرفة :- هذه فرح واشارت للطفلة ذات العينين الزرقاوين والشعر البني لتكمل منال قائلة :- تعال احمد وانظر اليها انها تشبهك للغاية وناولته الطفلة التي ابتسمت اجمل ابتسامة حالما حملها احمد
ونظرت لعلي وقالت :- وهذه نور فقال علي :- انها تشبهك تماما حبيبتي
فاومأت برأسها موافقة ليقول وهو يقترب منها ويأخذها بين ذراعيه ويقول :- اشتقت اليك حبيبتي
فقالت مغالبة خجلها :- وانا ايضا حبيبي اشتقت اليك بقدر الدنيا كلها
بينما احمد كان يحمل تلك الطفلة التي دخلت لقلبه واستوطنت هناك وهو يتذكر طفلا طفلا لم يكتب له الوجود طفلا من تلك الخائنة التي سيفعل المستحيل لايجادها والاقتصاص منها



يتبع...

لأجل حبك(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن