(نداء)

210 12 1
                                    

اليوم (..) التاريخ (..) من السنة (....)
عائدة من قاعة الاختبارات، وقد اختزلت كثيرا من السخط على المادة في قلبي، وقليلا من الدموع في عيني، انه اخر اختبار في سنتي الأخيرة في الثانوية، لقد وضعت كل جهدي فيها، لطالما أردت الحصول على درجات عالية لأتمكن من دراسة التخصص الذي أحب في الجامعة التي أريد في البلاد التي أطمح لها. أسير في الشارع متخيلة شكلي وانا أسير بثياب التخرج تارة أو وانا افتتح معرض تصميماتي تارة أخرى. قطعت الشارع باتجاه الطرف الآخر واستدرت لقطة صغيرة لفتت انتباهي تحت ظل شجرة على الرصيف، لم أعلم أنني عندما ادرت ظهري للشارع سيتغير كل شي، ستدير حياتي ظهرها عني، ستبدأ حقبة اخرى في حياتي مختلفة عن سابقتها!! ادرت ظهري للطريق ولم اصحو الا وانا في المشفى والألم ينهش احشائي، مهلا ما الذي أتى بي هنا!!!

     أصوات كثيرة حولي كانت غريبة علي، أردت البكاء والصراخ بأعلى صوتي، لكن حنجرتي كانت متيبسة تماما وجسدي كان متصلبا بالكامل، بالكاد تمكنت من استراق نظرة خاطفة للخارج، رجال الشرطة يتحلقون حول شاب يبدو بدون وعيه، أشعر وكأنني أعرفه، بالتأكيد اعرفه ولكن أين رأيته؟ سمعت أحد من رجال الأمن يتحدثون حول الشاب (لقد كان ثملا)، ثملا في وضح النهار!!! أيا يكن اريد رؤية والدي أو أي أحد من أسرتي.

غفوت مجددا ثم استيقظت وأمامي رجل مسن، بدا على وجهه الشقاء، إلى جواره يقف شاب اسمر طويل القامة، شعره الغير مرتب دلّ على أنه كان على عجل عندما أتى، عيناه العسليتان تساورهما القلق، نظرت نحو الرجل المسن ولم انطق بحرف واحد فبادر هو بالحديث :
-حمدا لله على سلامتك يا صغيرة
- حفظك الله يا عم.
-كيف اصبحتِ الان؟
- كما ترى
- في الواقع أنا والد الشاب الذي دهسك بسيارته يمكنك مناداتي ب ( أبو أمجد)
نزل الاسم علي كالصاعقة، انه هو لا محالة، كيف لم اتعرف عليه فور رؤيته، وقد نذرت حياتي للانتقام منه!!! مرت أمامي العديد من الذكريات ما إن ذكر اسمه، حتى قاطعني الرجل من شرودي وذكرياتي
- ابنتي؟!
-نعم يا عم؟
-سأكون مباشرا، نحن عائلة حالها ميسور، ونحن لا نستطيع التكفل بتكاليف المشفى لذا إن تكرمتي علينا وتنازلتِ فسيخرج أمجد من السجن.
-ماذا سيكون لي بالمقابل؟
لمعت في عيني وقتها فكرة الانتقام، وأخيرا يا أمجد جاءني انتقامي على طبق من فضة.

ورد أسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن