بدأت أجمع معلومات عن حياة أمل السابقة، كنت بكلمها كل يوم فون لمدة قصيرة نوعا؛ لكني بنتظرها من وقت ما بصحي وبكون سعيد جدًا وبحس أنها كمان بتحس بالسعادة وقت المكالمة؛ لكن ما استمرتش سعادتي كتير وأنهارت وتحولت لحزن لما جاتلي معلومات عنها كل حاجة حاكتها صحيحة لكنها خبت عليا أنها حملت من زوجها التاني زياد واتصلت بها صوت وصورة وكنت في قمة غضبي وهي شافت ده وقلقت مش عارف قلقت مني ولا عليّا
-مالك؟
-كذبتي ليه؟
-ما كذبتش في حاجة.
-كذبتي لما قولتي إنك عاقر.
اتحولت نبرتها من القلق للحزن والانكسار:
-كلامك بيوجع وأنا ماقولتش إني عاقر ولا مرة.
بكيت بأخر جملة، وأنا اتضايقت اني سبب دموعها، لكن ما تأثرتش معالم وجهي، وهي حكت عن زياد اللي كرهني فيه أكتر وأكتر.
هديت جدًا لما سمعت منها وصعبت عليا واشفقت عليها؛ لأني فكرتها باللي حصل لها، كنت عايز اعتذر لأخر مرة وأبعد عنها واسيبها لحد يقدر يمنحها السعادة والاطفال، وفي المقابل اتحرم أنا منها ومن الإنسانة الوحيدة اللي فتحت لها بابي واتمنت قربها بعد ما اقفلته بصرامه، لكن هي قفلت بدون ما تعطيني فرصة اتكلم، فقررت إني لازم اعتذر الأول وبعدين انسحب من حياتها للأبد.
أسبوع كامل اتصل بها بكل الطرق وهي ما تردش روحت لها المستشفى، ومشيت لأخروأنا بتمنى أن صورتها تفضل محفورة في ذهني وما تتمسحش أبدًا.
حاولت ماما تعرف أي حاجة أو أتكلم معاها وأنا كنت رافض بشكل قطعي، لحد ما فقدت الأمل وفهمت إني تراجعت أو باحاول ولكنها ما تخيلتش اصراري المرة دي أني أبعد فعلا بجدية.
الغريب إن يومها بالليل لقيت أمل بتتصل الأول قررت ما اردش لكني بالنهاية مسكت الفون ورديت عليها برسمية شديدة.
كلمتني وهي منهارة تمامًا:
-أنا في ورطة ممكن تساعدني.
كنت ببلع ريقي وباحاول أسيطر علي نفسي وأظهر عدم اهتمامي:
-إيه اللي حصل؟
حكيت أمل اللي حصل وصدمها ردي اللي حاولت من خلاله اظهر عدم اهتمام بمساعدتها، وما أظهرش خوفي اللي تملكني من وقع نبرتها لوصول طليقيها لها، واحتمال أن أخوها يإذيها، وقدرت أوصلها إني تخليت عنها وده عكس حالتي.
قفلت الخط بدون أي كلام وكنت متخيل شكلها وحبست نفسي بغرفتي عايز أنفذ قراري لكن فشلت؛ فاتصلت بها وهي ما ردتش وكل مرة ما تردش أرتاح لأني بنفذ قراري وأخاف عليها اكتر، فضلت أسبوع كده، لحد ما في يوم جت مكالمة لماما تعابير وجهها تبدلت لغضب وحزن توقعت إن أمل كلمتها يا ترى في جديد؟ أكيد أخوها لسه ماوصلهاش أكيد كويسة ده كل اللي سيطر علي تفكيري وقتها.
-ليه يا ابني؟ طيب ساعدها الأول وبعدين أبعد.
-حتابعها من بعيد يا ماما، هي بتخلف أكيد مش حقدر أسعدها.
-أنت بتعاقبها عشان بتخلف؟ حرام يا ابني عليك نفسك وحرام عليك أمل، وحتي لو مش عايز تتجوزها دي بتلجأ لك تحميها من خِسة طليقها الأول وجبروت أخوها تقوم تسيبها كده، أعتبرها غريبة وساعدها.
-حتابعها من بعيد، ومش حسيبها ولو لزم الأمر حابعت لها اللي يساعدها؛ لكن لازم هي تحس إني سيبتها وتخليت عنها.
ردت بغضب شديد:
-هي جاية علي هنا، وخلي بالك لو جرى لها حاجة أنت أول واحد هتجلد نفسك وتلومها علي تخليك عنها في الوقت ده.
وصلت أمل كانت بتبكي وترتعش، وأنا كنت مش قادر أتحمل اشوفها بالحالة دي، ومن جوايا بحالة مزرية عكس حالة الجمود وعدم الاهتمام اللي اظهرتها، وهي حسيت بخيبة الأمل والضعف اللي وصلت له من ردي عليها؛ فانسحبت ونزلت، وأنا قررت أتصل بالقسم اللي تبعه بيت لؤي، واللي عرفت مكانه طبعًا لما سألت عنها وقبل ما أعمل أي حاجة لاقيت ماما بتصرخ عليا وهي بتابع أمل من البلكونة وشافتها وضعها مع أخوها، ونادت عليا بهيستريا جريت عليها وشوفته بيدخل أمل العربية معاه، ما حستش بنفسي جريت علي تحت كلمت ماما وأنا بتحرك.
-ماما انزلي خدي البنت من تحت.
كنت بجري الحقها استحالة اسامح نفسي لو جري لها حاجة استحالة، ركبت العربية وطيرت وراهم وكلمت زمايلي عشان يبعتوا قوة علي بيت لؤي واديتهم العنوان، كنت حاعمل حادثة كذا مرة، وأخيرًا وصلت أمام العمارة وعربية لؤي تحت جريت علي السلالم بدعي ربنا أوصل في الوقت المناسب وفعلا وصلت في اخر لحظة.
وسمعت صوت لؤي الصارخ:
-دلوقتي بتتذللي وتترجيني ما فكرتيش ليه من الأول قبل ما تفجري.
دخلت لقيتها داخلة في الحيطة ومغمضة عينها ولؤي شاددها من شعرها و السكينة علي رقبتها وبتتشاهد.
لحقتها ومسكت ايد اخوها وببعد السكينة بكل قوتي وقلبي بيرجف لو تأخرت ثواني أو ايدي ارتخت أمل حتموت فعلا قد إيه أنا أناني وغبي.
دخلت القوة أخيرًا ومسكوا اخوها، وهي فتحت عينها، وقتها بدأت انتبه لأثار الضرب واللون الازرق اللي اكتسي وجهها، وأكيد باقي جسمها والدم اللي لونه تداخل مع اللون الازرق علي كامل ملامح وجهها، ومسكت ايدها أساعدها تقوم بس المرة دي محستش غير بالألم اللي نخر في قلبي، وإحساس الذنب اللي أكلني والشفقة عليها مني ومن أخوها كانت بترتجف فاقدة التحكم في جسمها مش قادرة تقف، سندتها وحاولت أحسسها بالأمان بس إزاي وأنا أول واحد تخليت عنها في أصعب موقف، قربتها مني علي قد ما قدرت تسند بجسمها عليا وفي الحقيقة قربها مني يحيني فعلا أخدتها في عربيتي، وارتجافها وخوفها مسيطرين عليها ويقتلوني.وهناك كبرت أمل في عيني اكتر واكتر، رفضت تعمل محضر ضد اخوها خافت عليه أنا بدأت الكلام وبعدها طلعت أمل اللي جواها كانت مكسورة وتعبانة كل مرة تقول فيها أنها اتمنت الموت كنت بحس بعذاب وتأنيب ضمير ناحيتها، ازاي خايفة علي اخوها لاخر لحظة وهو ظلمها واذاها كده؟! طيب هي ممكن تسامحني وتغفر لي اني سيبتها وكانت علي حافة الموت؟ طيب أنا حسامح نفسي؟
كلامها أثر فيا ووجعني كأن سكينة في قلبي إزاي كنت حسيبها تترمي في النار تاني وادعي أنه عشانها وفي الحقيقة أنانية مني وتخلي عنها، ولما لقيت الكلام مطول كان لازم نمشي ويكمل حوارهم في البيت وطبعا ما ينفعش اسيبهم لوحدهم وصلتهم وطلعت معاهم وأكيد مش حمشي غير لو أطمنت عليها لأن لو ما حصلش وأطمنت هَاخدها وأمشي مهما كان رد فعله.
لؤي سابها ومشي وأنا سندتها وبتحاشي النظر لعينها بعد بعد اللي حصل مني، هي كانت بترتعش بشدة فاقدة التحكم بجسمها شافت الموت بعينها إحساس صعب جدًا ومؤلم لأبعد حد.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romanceهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.