مرت سنين عمرى بدون ما أشعر، أيامها كلها زي بعض، ظلمت نفسي بحلم لما حققته لقيته الجحيم بعينه، ندمت بس علي راي الست تفيد بإيه يا ندم، كرهت الزواج، والحقيقة الستات كمان شفتهم زي بعض وإن اللي زي امي عملة نادرة أو مش موجودين.
حاولت امي كتير تخرجني من حالتي، وحاولت كتير تقنعني أجرب حظي مرة تانية، كنت بقابل محاولاتها دي بالرفض الشديد، وقفلت باب الزواج نهائي، وما تخيلتش في يوم إني ممكن أفتح الباب ده تاني.
ومرت الايام، بقي عندي ٣١سنة وحياتي زي ماهي، حاسس بالوجع والإهانة كأنها إمبارح، وكل ما الوجع يزيد أزور بابا، بروح المقابر كتير واعتذر له واتمنى لو سمعت كلامه وشيلتها من تفكيري.
مرة وأنا هناك كان في جنازة عند أمل، جنازة والدها كانت في نفس وضع حالة الوفاه اللي قبلها، مش عارف ليه كنت فاكر بس المرة دي دموعها نازلة، سمعت حوار دار بين نور والمدعو هادي، اللي كانت تعابير وجهه باردة زيه، لأني بصيت له وهو بيتكلم لما حسيت بالغيظ منه بجد.
وقفت معاه بعيد عن الناس، تكلمت باهتمام تحول مع كلماته لغيظ من شخصه وبروده:
-هادي أمل تعبانة قوي، ما قالتش ولا كلمة من إمبارح، شكلها انتكست تاني.
-انتكست ازاي؟.
-هو إيه اللي إزاي! أنت مش عارف ان مراتك جالها انهيار وقت وفاة طنط حنان مامتها، وهي كانت مرتبطة بعمو جدًا، دي مش حاسة بينا بكلمهما مش بترد، زي ما تكون مش سامعاني.
-شوية وحتفوق من الصدمة.
-أنت سامع بقول إيه؟ يا هاااادي أمل محتاجة دكتور نفسي.
-حقول للؤي.
-يا ربيييييي، يا هادي دكتور نفسي مش لؤي.
-بقول لك إيه، خلاص قولتي اسكتي بقي.
وطلع لؤي من جوه واتكلم بعصبية وتهديد
-أنتم بتتخانقوا هنا في المقابر.
ونظر لهادي بحدة لقيته بقي مرعوب زي الطفل الصغير فابتسمت بتعجب وسخرية من الشخص ده وكملت نور.
-لؤي أمل مش بتتكلم من إمبارح، محتاجة دكتور نفسي، تقريبا حصل لها زي قبل كده.
رد بحدة وعدم اهتمام وكأنها بتتكلم هدعن حد غريب ما يخصوش:
-أنا مش فاضي للدلع ده، في عزاء وهي حتبقي كويسة، بلاش دلع.
سابتهم نور وهي بتكلم نفسها ومصدومة، وقفت مع أمل، وأنا كان نفسي أطلع لهم الكم كل واحد فيهم، وأخدها اوديها للدكتور، ومش عارف سبب إحساسي، قولت لنفسي وقتها متعاطف معاها عشان حسيت باحساسها وقت وفاه بابا، ماما كمان سمعت حوارهم وطبعًا صعبت عليها وزعلت عشانها ومر اليوم.
فضل العمر يتسرسب وأنا مش حاسس، حياتي باردة روتينية جدًا، يأست ماما من اني اتجوز تاني؛ لاني اجابتي كل مرة واحدة، وقافل الباب ده نهائي.
ومر كمان سنتين، ترقيت فيهم ترقية استثنائية لاجتهادي، بروح لبابا افرحه وبالرغم من ان جرحي هدي شوية الا ان وجعي كان زي ما هو، روحت ازور بابا بالزي الرسمي وكنت لوحدي.
يومها وأنا داخل كانت هي خارجة، خبطت فيها وهي اعتذرت بدون ما ترفع وجهها، اللي كان باين عليه الضرب والاجهاد الشديد، حسيت اني اتخنقت واتضايقت، هاين عليّا اسألها مين اللي عمل فيها كده واخد حقها منه، وبردو مش عارف ليه؟ سالت نفسي بدون إجابة، لسه هدخل عند بابا سمعت صوت جهورى بينده عليها، والغضب مالي صوته وتعابير وجهه، وكان لؤي طبعا وقرب منها وشدها من ذراعها وكان بيحركها بعنف بيرجها بقوة وغضب، و راه الشخص البارد هادي، وعلي وجهه ابتسامة سخرية كان نفسي الكمه الصراحة.
لقيت نفسي وقفت وبصيت عليهم، اما أمل اول ما سمعت الصوت ولؤي واصبح امامها اغمي عليها، وسقطت بين ايدين اخوها، حسيت بشعور غريب جدًا ما قدرتش أفهمه وحاولت أتجاوز اللي حصل؛ لكن كنت بفكر فيها وصورتها وهي بيغمي عليها فارضة نفسها عليا.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romansهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.