وفعلا روحت تاني يوم بعد الشغل، كنت فرحانة ومكسوفة ومحرجة وخايفة.
وصلت أول ما قولت للعسكري اسمي دخلني علي طول، وهو أول ما شافني أبتسم وقام سلم عليا
-كويس أنك جيتي؛ لأني كنت حجيلك البيت فعلًا اتفضلي اقعدي.
قعد في الكرسي اللي المقابل ونظر لي كتير، اتحرجت مافهمتش بيعمل كدة ليه، من إحراجي ما قدرتش افكر في معني تصرفه، وقمت امشي؛ لكن هو صدمني باللي قاله، واللي مش عارفة ازاي ماجاش في بالي ابداً.
اول ما وقفت مسك أيدي واتكلم:
-رايحة فين؟ اقعدي.
-أنت قلت عايز تتكلم مش تبص لي.
ابتسم:
-طيب اقعدي حتكلم.
قعدت وفضلت ساكته
-أنت وراكي سر، ممكن أعرفه؟
-لأ.
ضحك:
-ليه؟
-مش لازم حد يعرف حياتي، كفاية أنا عارفاها.
-طيب احنا تقابلنا قبل كده؟ قصدي قبل ما تيجي هنا أول مرة، بحاول افتكر بس تفكيري مشوش مش فاكر كويس.
-حضرت الظابط ما تشغلش بالك بيا، وتقدر تسمح رقمي من عندك وأنا كمان، وأكيد مش حنتقابل تاني، ومش حيفرق تقابلنا قبل كده ولا لأ، سيبني في حالي، أنا مريت في حياتي بتعب كتير ومش حقدر علي تعب تاني.
وقمت عشان امشي، لكنه تكلم بثبات شديد وثقة:
-اقعدي.
ثباته وثقته حسيت وقتها أنه له حق فيَّا؛ فقعدت، أو يمكن كمان مش عايزة آخر مرة أشوفه تخلص بسرعة كده، كان نفسي أبكي بس مسكت دموعي بالعافية وحاولت أظهر عادي.
-أنا فاكر علي فكرة.
اتخضيت حسيت أن روحي راحت مني وكأني حيغمي عليا، وهو كمل كلامه:
-شوفتك في المقابر، واخر مرة كنت تعبانة ووقفت لك تاكسي.
نزل كلامه عليا صدمة قوية، هو فعلا نفس الشخص وفاكرني، ياتري فكر فيّا وحش وكارثة لو كان كلم لؤي.
-أنا عرفت رقمه، لو تحبي ممكن أصالحك علي أخوكي.
تصاعدت انفاسي وعليت وحسيت حقيقي إني مش عارفه أتنفس، وأن قلبي حيقف، هو اتخض جدا وجاب مياه اشرب وطلب عصير ليمون، بكيت كتير، تعاطف معايا وصعبت عليه، واحساسه ده بيوجعني زيادة، حاول يهديني واتكلم:
-ممكن تتكلمي بقي.
-أنت كلمته؟
-لحد دلوقتي لأ.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romanceهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.