زيارتها قلت جدًا، وده كان غريب وتوقعت إن أخوها مانعها، ما كنتش بشوفها غير نادرًا، ساعات أروح تكون بتركب وماشية، وساعات أشوف الغفير بيقفل المكان، كنت بتضايق جدًا وما حاولتش ولا مرة أسأل نفسي ليه؟ كنت باحاول أشغل نفسي في الشغل أكتر، وفضلت علي الحال ده أكتر من ست شهور، فضلت صورتها وهي بتبكي ومنهارة مطارداني، مش بتغيب ونفسي أعرف أي حاجة عنها، لما طالت غيبتها قررت إني أسأل الغفير.
-لؤي بيه مانعني أفتح لها، جت كام مرة وما قدرتش أفتح لإنه بيبهدلني، ومدام أمل الصراحة غيروا ما رضتش بأذيتي فبقت تيجي تقرا لهم الفاتحة من بره، وتمشي علي طول ودمعتها علي خدها.
طبعا قلقي ما قلش بالعكس زاد، بتعيط ومنهارة حتي وهي بتكلم الغفير، أكيد وجعها جواها كبير، أكبر من أنها تكتمه جواها، ماتوقعتش يكون في إنسان بقسوة وجبروت لؤي، دي بتزور أموات مش بتعمل حاجة غلط، تخيلت للحظة أن الشخص ده أخ لسمر وهي تحت ايده، هيكون مكان مناسب لهم هما الاتنين.
الأول كنت بشوفها قليل، وبعد كدة كل فين وفين، ودلوقتي قربنا ندخل في سنة ومش بشوفها، كانت حالتي غريبة كل ما أروح هناك أنتظرها، وأدور عليها ومش فاهم ليه؟ سألت نفسي كتير؛ لكن بدون إجابة، كل اللي عارفه ومتأكد منه إني عايز أشوفها يمكن صعبت عليا أو تعودت أو حابب اشوفها، فعلا مش عارف.
بقيت عصبي جدًا جدًا، ماما سألتني كتير عن سبب حالتي، ومفيش أي إجابة ممكن تقنعني عشان اقولها لها وتقتنع.
كنت بردوا بروح ازور بابا واتمني كل مرة اني اشوفها لحد ما كنت يأست، الغريب إن يومها كنت تأكدت إني مش حشوفها تاني، وكنت حمشي خلاص؛ لكن سمعت الغفير بيكلمها وقربت شوية من الباب أتأكد أنها هي فعلا ومش يتهيأ لي.
-أهلا مدام أمل، لؤي بيه كلمني إمبارح اتفضلي.
وتأكدت أنها هي فعلا وحسيت بنشوه غريبة قوي، كنتت شوية أحس اني مبسوط لإني شوفتها، وأرجع دمي يفور من شكل الكدمات اللي مليا وجهها، والجزء الظاهر من ايدها، كدمات زرقا وحمرا كأنها خارجة من ماتش ملاكمة، وفضلت منتظر لحد ما تمشي عشان أطمن عليها، وكل مرة تمشي بقلق عليها مش بطمن.
دخلت وأنا متابعها بدون ماما ما تشعر، وقامت أمل بروتينها اللي كانت تعمله دائما، قرأت الفاتحة وجه مقرئ كالعادة، وبدأت تحكي وتبكي، شوفتها بتبكي كتير كانت قاعدة علي الأرض أمام المقبرة وكل فترة تمسح بأيدها عليها، وبعد كتير حطت رأسها عليها وغمضت عينها وفضلت كده كتير.
بدأت اتوتر خفت يكون جري لها حاجة فقررت أشوف اللي حصلها؛ لكن خوفت علي شكلها أمام الغفير وعشان لو أخوها جه؛ فكان لازم ماما هي اللي تكون في الصورة مش أنا.
-ماما بصي كده.
-ابص علي إيه يا حبيبي؟
-المقابر المقابلة بصي، هي علي الحال ده بقالها شوية.
طبعا لأن ماما طيبة؛ فكل اللي ركزت فيه أمل؛ لأنها صعبانة عليها، وما اخدتش بالها ولا سألت إزاي اخدت بالي أنها بقالها فترة كده.
-طيب نادي علي الغفير عشان لو جري لها حاجة نلحقها.
كلام ماما خوفني جدًا، ندهت الغفير، وماما اللي كلمته عشان يعتقد أنها هي اللي اخدت بالها، ودخل لها الغفير وكانت أمل بتخرف بالكلام وتنادي علي والدها تقريبا بتحلم.
حاولت تقف وهي مش قادرة تقف أو تتحرك، كانت حتقع أكتر من مرة لحد ما وقفت وخرجت من الباب، وهي بتسند علي كل حائط يقابلها و عاجزة أنها تفتح عينها بشكل طبيعي، وهنا تدخلت أنا.
سالتها اذا كانت محتاجة مساعدة، ومع إصراري طلبت اشوف لها تاكسي كانت حتقع؛ فسندتها الغريب إني أول ما لمست ايدها حسيت بشئ غريب، وقتها ما اهتمتش كل اللي اهتميت بيه اني اساعدها وبس، وناديت ماما ووصلتها لعربيتي وفتحها خليتها تنتظر فيها مع ماما اللي قلقت عليا طبعا من لؤي؛ بس أكيد مش حيقدر يعملي حاجة بالرغم اني تمنيت وقتها إن ده يحصل عشان أعرف أجيب حق أمل منه.
سكتت ماما وأمل ما كنتش قادرة تتكلم نهائي من التعب، جبت لها التاكسي فعلا وركبتها وهي قالت له على المكان ومشيت.
من بعدها وأنا بفكر في الإحساس اللي جالي لما قربت منها، كنت رافضه بشدة مش عايز حتي أفكر بمعناه أو اسمه، رافض إني يراودني أي إحساس تجاه واحدة غير أمي، مش عايز ضعف ولا انكسار ولا إهانة.
بقيت عصبي اكتر واكتر، وحاد بزيادة كل اللي يتعاملوا معايا لاحظوا، وماما كمان اللي طبعا سألتني كتير عن سبب عصبيتي وكنت بتهرب منها حقول إيه؟ و مش عايز أتكلم حتي.
قررت إني ما ازورش بابا فترة؛ تجنبًا إني أشوفها تاني، ولما طالت الفترة ماما بدأت تسألني كنا الصبح علي الفطار.
-طمني عليك مالك يا حبيبي؟ أنت كويس؟
-الحمد لله يا ماما كويس جدًا، في حاجة؟!
-أنت مش حاسس بنفسك يا بني، أنت متغير بقالك كتير، طيب ليه ما بقتش تزور بابا مع إنك مش كويس زي ما بتقول؟
-ما بطلتش ولا حاجة بس مشغول وأنا كويس جدًا.
-صدقتك كده! أنت مش حاسس بنفسك، أنت عصبي جدًا ومن كتير بتزعق لأبسط سبب، غير إنك مرة واحدة قطعت زياراتك لبابا.
الغضب سيطر عليا لان تصرفاتي فضحتني، وبان بوضوح بصوتي:
-مشغول شوية فمابقتش اروح والعصبية بسبب ضغط الشغل، ويا ريت نقفل باب الحوار ده؛ لأني مش ناقص ضغط لو سمحتي.
جاوبتني ببسمة سخرية واستنكار:
-باين فعلا أنه من الشغل، علي العموم أنت عارف اني موجودة، وأحب اسمعك في أي وقت تحب تحكي.
-أنا نازل تأخرت علي شغلي، وما تشغليش بالك؛ لإن مافيش حاجة أصلًا.
-حعمل نفسي مصدقاك.
نزلت ركبت العربية واتكلمت مع نفسي وده كان أول مرة أكلم نفسي واتحاور معاها، كنت في طريقي للقسم.
-وبعدين بقي هي صعبت عليا، وكنت عايز أساعدها وأخدت قرار أبعد، في إيه بقي؟ ليه العصبية والتوتر اللي أنا فيه؟ وبعدين ما أروح أزور بابا، ولو هي هناك عادي إحنا مش أصحاب، هي حتي ما تعرفش شكلي دايما تعبانة ومش مركزة او مكسوفة وجهها في الأرض.
رد عليا صوت جوايا، وكأنه شخص تاتي بيتكلم في نقطة تانية خالص:
-اه الكسوف وجماله؛ بس بلاش تتفه المواضيع، في حاجة بتشدك لها وأنت عايز تبعد، عشان كده مش بتروح مش عايز تقابلها، وسبب العصبية الزيادة أنها وحشتك قوي.
-مافيش حاجة ممكن تشدني لأي واحدة، كفاية اللي حصل لي قبل كده، والمواضيع تافهة أصلًا والعصبية من الشغل وهي هتوحشني ليه اصلاً؟
-لعصبية من الشغل بردو ولا عشان قلقان عليها ونفسك تشوفها تاني يمكن تطَّمن.
-مش نفسي في حاجة.
-فعلاً، يمكن العصبية لأنها دايما تعبانة وده بيضايقك ده غير أنها ولا مرة بصت في وشك، يا مكسوفة يا تعبانة بس كسوفها حلو، صح؟.
-صح.
انتبهت اني بكلم نفسي، لا وبرد عليها كمان:
-أنا اتجننت ولا إيه! مش معقول واحدة صعبانة عليا وبشفق عليها تخليني اتجنن، لازم أسيطر علي نفسي أكتر من كده، وأبطل العصبية دي، وأرجع أزور بابا، بلاش اللي بعمله في نفسي ده، لازم أبطل أركز معاها، ومهما حصل لها أفضل بعيد ده قراااار.🌹🌹🌹🌹🌹قراءة ممتعة🌹🌹🌹🌹🌹
_________بقلي سلوى فاضل
__________Soly Fadelاممم مهتم وبيستناها اهو، بس صبور في نفسه قوي سنة يا مفتري كنت لحقتها من زياد.
عايز يجيب حقها، ،،ياريت يا اخي دا احنا اتشحتفنا معاها 😁😁
حظابط راحت منه وبدأ يكلم نفسه بركاتك يا امل.
بس قراره ده هو اده ولا ايه ما يعرفش اللي احنا عارفينه 😄
هي امل كانت وصلت لفين وقتها 🤔 حنفتكر البارت الجاي🥰🥰🥰🥰
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romantizmهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.