هي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ
هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.
وفعلًا حاولت أسيطر علي عصبيتي واحجمها، لحد ما قدرت بعد مجهود كبير، وبعد فترة رجعت أزور بابا وماما معايا، مش كتير زي الأول بس في المعقول، الغربية أنها كانت مش ظاهرة نهائي، وده جنني أنا صحيح عايز أبعد بس لو شوفتها من بعيد مش هيجرى حاجة.
عدي حوالي أربع شهور كنت تقريبا نسيتها أو علي الأقل بعدتها عن تفكيري تهيأ لي إني نسيتها، لحد ما في يوم وأنا في القسم سمعت دوشة جامدة، وخرجت أشوف في إيه، لقيتها قدامي بس محجبة وكالعادة منهارة، فضلت شوية مش قادر أحدد هي فعلًا ولا بهلوس ودي واحدة شبهها، المهم حاولت أظهر إني عادي.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
كان معاها ناس كتير، وكلهم ضدها وده ضايقني جدًا وكنت بفكر نفسي كل ثانية ان تعاطفي معاها ما ينفعش يأثر علي شغلي، وإني لازم أكون حيادي.
دخلوا كلهم المكتب عندي، الكل بيتكلم في نفس واحد وهي منهارة بتبكي بشدة،
كنت عصبي لانهيارها؛ زعقت فيهم وطلعت عليهم غضب الفترة اللي فاتت، أو يمكن عشان جاتلي الفرصة أحميها؛ لكنها أرتعبت مني واغمي عليها من الخوف، وأنا قلبي وقع معاها ومدعي عدم الاهتمام عشان شكلها قصاد الناس، اللي فهمت من خلال كلامهم انهم جيرانها، فطلبت من بعض السيدات إنهم يقعدوها علي الكرسي أمامي وحاولت افوقها وهديت لكن ما قادرتش تتكلم وبتترعش وعنيها علي البيبي.
وبدأ الناس اللي معاها يحكوا، وتأكدت إنهم جيرانها ومش طايقينها واتهموها بحاجات كتير، فضلت مسيطر علي نفسي لحد ما واحدة تقريبا لمحت وشككت في شرفها وأخلاقها في الوقت ده أمل اجهشت في البكاء وعلي لسانها جملة واحدة
-حرام عليكم حسبي الله ونعم الوكيل هو أنا ناقصاكم أنتم كمان؟!
هنا الدم غلي في عروقي والغضب بان عليا، واعتقد أنها حست بده للأسف وفي الغالب جيرانها كمان، يمكن لإني حسيت قد إيه مغلوب علي أمرها حتي من الناس حواليها، وزي ما كان عندي فضول أعرف حكاية المولودة اللي معاها، كان في سؤال فارض نفسه عليا فين أخوها؟ وليه ساكنة لوحدها؟
المهم لقيت رديت علي جارتها واخرستها، وحصل شوية لغظ وكلام مالوش لازمة، فبكل قوتي خبط علي المكتب، عشان أوقف العبس ده، فاتفزعت وبكت وكان لابد اتكلم معها لوحدها، عشان أطمنها، وافك الالغاز وعلامات الاستفهام الكتيرة اللي عندي.
خرجتهم واتكلمت معاها، وحكت لي اللي حصل من جيرانها وقت ما رجعت البيت لحد ما دخلت مكتبي، حاولت افتح معاها كلام يجاوب علي اسئلتي والصراحة ضغط عليها شوية، ومن طيبتها فهمت جزء اهو أصبّر نفسي به لحد ما اعرف كل حاجة.
لقيتها بريئة، ماشوفتش فيها خبث المدعوه سمر وطلعت بتخاف من الأقسام والضباط تحديدا، قدرت أخيرًا أرسم بسمة علي وجهها وسط دموعها، وآه من بسمتها واللي عملته فيا، واللي واجهت صعوبة عشان أدارى اللي حصلي، واللي هي ما شافتهوش بسبب خجلها، وشوفت تساؤلات كتير علي وجهها لأنها لاحظت تعاطفي معاها من البداية، ماهي ماتعرفش اني شوفت جزء من معانتها اللي هي تقصدها وطبعا تجاهلتها كأني مش آخذ بالي.
وحاولت أفهم باقي حكايتها وكنت حاموت وأعرف أخوها فين؟ ومين زياد اللي مكتوب أنه جوزها؟ اتجوزت تاني امتي؟ وهو فين؟ وليه عايشة لوحدها ادام متجوزة؟
استدرجتها في الكلام وحدة واحدة وعرفت اللغبطة اللي في التبني وطلاقها، ورجعت بكت وارتجفت، ولعنت نفسي اني خوفتها وأنا كنت ما صدقت أنها ابتسمت.
فضل شوية اسئلة والغاز، وسألت نفسي إزاي في أقل من سنة انقضت شهور العدة وتزوجت وكمان تطلقت؟! مش معقول الرقة والبراءة اللي قدامي دي أي رجل ينفر منها؟ وحاولت اهديها تاني ورجعت احاول اوصل لاجابات لباقي اسئلتي.
اصلي ما كنتش هأقبل بديل غير أنها تحكي ولو بإيجاز الفضول كان حيقتلني بجد، مش فاهم ليه، بس الفرصة جات لي بدون ما أحاول، وكأن القدر قاصد تكون في طريقي، هي نفسها بقت أمامي بعد ما كنت تخيلت مش حشوفها تاني، وبحاول أبعد عن أي صدفة تجمعني بها، يعني بقت قدري اللي دايما اجمع به، وتحققت أمنيتي وسمعت صوتها بكلام مباشر بينا، وشوفتها من قريب قوي، وكانت أحلي بكتير، خصوصا أنها لأول مرة بدون كدمات أو أثار ضرب ورغم من دموعها إلا أن جمالها ظاهر وطاغي.
وعرضت عليها المساعدة في تصحيح أوراق كفالة البنت، شرط إني أفهم سبب رفضها للجواز مع أخر كلامها سرحت وافتكرتها لما قالت مرة أنها عاقر، حسيت بوجعها ما أنا مجرب، وتخيلت مدي سوء جوازتها الثانية، واللي بعد كده عرفت أنها أسوأ مما تخيلت بكتير، وشكلي طولت في سرحاني لأني انتبهت علي صوتها وهي بتناديني، أكدت عليها إني هاساعدها تصحح الورق بمعارفي،
وهي فرحت جدًا بطريقة اسعدتني، سعادتها اللي حلت محل خوفها وبكائها؛ خليتني طاير فوق السحاب، مش عارف الفرحة دي جت إزاي؟ وليه؟ ونسيت كل اللي حسيته الفترة اللي فاتت وكأنه كابوس وصحيت منه.
كانت فرصة ممتازة إني أخد رقمها وعندي كمان سبب للاتصال، وياريت محدش يسال أنا عملت كده ليه؟ ولا فرحان ليه؟ لأني ما عرفتش وقتها، وكنت مستغرب من نفسي، ومن أحوالي حسيت فاجأة إني رجعت مراهق بطريقة ازعجتني، هي كانت بمنتهي البراءة بتفرض نفسها عليا بدون ما تشعر.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
دخل الجيران، طلبت منها تقف معاهم وظبطتهم أنا نفسي تفاجأت من اللي عملته، ومضيتهم علي تعهد عشان أضمن انهم مش حيضايقوها، وهي طبعا - برقتها اللي جعلتني علي حافة الجنون- خافت مني وكان واضح عليها، حسيت بفرحتها لما أخدت البنت في حضنها وفرحت لفرحتها.