اليوم الصعب استلمت البنت، قررت أقول أنها بنت قرايبنا ماتوا في حادثة وهي نجيت، وده مش خوف من نظرت الناس، بس هو ممكن يهدي الناس حواليا وبردوا؛ عشانها في المستقبل الناس مش هترحمها لو عرفوا انها لقيطة، رغم أنه مش ذنبها ولا غلطتها؛ لكن هي اللي هتدفع الثمن لوحدها، الناس هتعاملها كأنها جرثومة وآفة مع انها المضرورة الوحيدة.
بدأت أتحرك بالطفلة، الدار سموها أمل عبد الله حامد، هههههههه مش عارفة ليه؟ نفسي أغير الاسم، مش ملائم لها، يارب حظها يكون أحسن من حظي ألف مرة.
في الشغل صدقوا عادي، تمنوا ربنا يقدرني علي تربيتها، أما في البيت فالجيران أصلا مش طايقني لوحدي وبقيت شبهه رسمي.
ما اهتمتيش ولا فرق معايا، وكنت بقابل نظراتهم اللي تتهمني بلا مبالاة، وانظر لهم من فوق لتحت وادعيت القوة، لحد ما بعد كام يوم وأنا راجعة من المستشفى، والبنت معايا لقيتهم عاملين ثورة، اه والله ثورة متجمعين أمام باب العمارة، رافضين دخولي، ومنظمين نفسهم الستات واقفين في الصف الأول أمامي، وأزواجهم وراهم في الصف التاني، وبدأوا يوجهوا اتهاماتهم ليّا وده اللي حصل.
واحدة من السكان: مين البنت دي مش كنت لوحدك قبل كده.
-وانتِ مالك بتسألي ليه؟ وواقفين كلكم كده عشان تسالوني، أحب أقولكم ماحدش له دخل في حياتي.
واحدة تانية:
-اه أصلها مش ناقصة يعني، أنت أصلًا شاكين فيكي لوحدك، تقومي بعد شهرين راجعة برضيعة علي ايدك، وأحنا مش شايفين حد من أهلك، انت عاملة مصيبة؟ ولا ماشية شمال؟ ولا خاطفة الواد ولا البنت دي؟
-ما أسمح لكيش علي فكرة، بعدين دي حياتي، أنا حرة مش بتدخل في حياة أي ساكن هنا.
واحدة تانية:
-أنتِ كمان ليكي عين تتكلمي، والله شكلك خاطفاها، ما أحنا بنسمع الفترة دي كتير عن خطف الأطفال والمتاجرة بهم، وأنتِ شغالة في مستشفى يعني مشكوك فيكي رسمي.
كنت حاسة اني في مصيدة والكل متكاتف ضدي: -يا ريت كل واحد يلم لسانه، وأنا مش ملزمة أوضح لحد فيكم أي حاجة، وإلا مش حيحصل كويس، ما تفتكروش إني ضعيفة، محدش فيكم ليه عندي حاجة، واللي له سلطة عليا يكلمني، وسعوا كده خلوني أدخل البيت أرتاح.
مش بقولكم لساني متبرى مني من زمان كلام وبس هههههههه.
واحدة منهم:
-طيب تعالي علي القسم، وهناك نعرف مين دي بقا.
الكل في نفس واحد:
-صح يلا، وحد يأخذ منها الرضيع ده؛ لحسن تجري بيه.
في لحظة لقيت حد أخد البنت، وهي بتصرخ وميت ايد تمسكني وتشدني، هدومي تبهدلت، والحجاب بقي علي رقبتي، كنت خايفة قوي وحسيت بقهر شديد ووحدة رهيبة.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romansهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.