وصلنا المستشفى والدكتور كان منتظرنا، دخلت أمل نظرت لها وكأنها أخر مرة اشوفها فيها، خايف من البعد، جه لؤي ورحمة ودخلوا للدكتور واحنا هناك، ما كنتش قادر أنظر لوجه لؤي اللي ثار عليا بقوة ومسك في ملابسي بمجرد ما شافني.
اتهمني بمنتهى العصبية وصوت عالي وصل لمرحلة الصراخ:
-عملت فيها إيه؟ هي كانت ناقصاك، مش كفاية اللي شافته مني قبل كده، قولت لك مش حاسمح لك تأذيها، عملت فيها إيه؟
تدخل الدكتور يمنع حدوث مشادة بينا:
-مش كده، اتفضل نتكلم، أنا محتاج اسمع منكم؛ عشان أعرف أتعامل إزاي، لازم نتعاون وإلا هَتضروها أكتر تفضلوا.
سابني لؤي وقعدنا، اتكلمت ادافع عن نفسي أو يمكن بقنع نفسي بكلامي عشان اهرب من تأنيب ضميري:
-ما كنش قصدي اوصلها لكدة، أنا كنت مخنوق عشان حكيت لك.
فاجأني برده وبنرة تحمل من الغضب كتير صدمني:
-ما حكتش حاجة، أمل ما قالتش غير "أنا كويسة ما تقلقش"، عشان هي مش قادرة تثق فيا لحد دلوقت وأنت عارف، هي سامحتني بس، وأنت كنت بتبعدها عني، والشيء الوحيد اللي سكتني إني شايفها مبسوطة، مش عايز أفسد حياتها تاني؛ بس لو كنت عارف إني لما أوصلها إمبارح حلاقيها كده النهاردة كنت منعتها ولو بالقوة.
كلام لؤي نزل عليا كالرصاص، كنت عارف من الأول أنها مش حتتكلم، بس الخوف منعني أصدقها أو أصدق إحساسي، وطيت راسي والألم يقتلني ويذبحني، ونظرات أمي ليا حادة، كلها غضب واتهامات، حتي زوجة لؤي نظراتها حيرة وعتاب.
اتكلم لؤي بحزن وألم، والندم مالي حروفه:
-حتي حالتك وحالتي مش حتشفع لحد فينا، رغم كل اللي أنا عملته فيها كانت واقفة علي رجلها بتعافر فيا وفي الدنيا؛ لكن أنت وصلتها فين؟!
نزلت دموعي تاني:
-والله حبيتها قوي.
تدخل تاني الدكتور بعد ما نظراته مسحت انفعالاتنا كلنا ودرستها:
-أنا محتاج اسمع الكل، عايز المختصر من كل حد، بعد كده حاقعد مع كل واحد علي حده.
كل واحد منّا حكى للدكتور من وجهة نظره، وبعدها هو اتكلم:
-تمام، مين أكتر حد ممكن تثق فيه وتحس معاه بالأمان،طبعاًا غير حضرت الظابط.
كلنا جاوبنا في صوت واحد
أنا وماما ورحمة: عمتها
لؤي: عمتي
ابتسم الدكتور: وهي فين؟
رد لؤي:
-للأسف مسافرة ومش بتنزل مصر.
-طيب إحنا دلوقتي نركز أنها تفوق الأول، ونشوف اللي حيحصل؛ لكن الزيارات ممنوعة.
رد عليه لؤي برجاء وتمني نبرة أول مرة اسمعها منه:
-أنا محتاج أشوفها ولو من بعيد أطمن عليها، رجاءً يا دكتور هي مش حاسة بحاجة، وأنا والله مش حتكلم.
-تمام، بس دي أخر مرة لحد ما أسمح بالزيارة.
نظرت للدكتور اللي أبتسم ورد بدون ما اتكلم
-أنت لسه موصلها، علي العموم أدخل معاه وهي ثواني بسيطة بدون أي كلام.
دخلنا غرفتها اللي كانت كل حاجة فيها بيضا زي قلبها، اقترب منها لؤي وقبلها من جبينها وقبل يدها، وأنا كنت متكتف عاجز إني أقرب منها، الحسرة متملكة مني كسراني وقاتلاني، خرجنا من عندها تكلمنا مع الدكتور، اللي طلب نترك أرقامنا بالإدارة عشان يبلغونا بمواعيد مقابلتنا معه.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romantikهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.