اتمني تنال اعجابكم 😍🤗الفصل ٢١
للأسف الدنيا ما فضلتش كده سلسة؛ بحلول معاد عملية هبه وسفرنا للمركز، توفت هبه وانهارت أمل، فضلت جنبها أقويها، إحساسي كان صعب قوي، مش قادر أشوفها منهارة كدة، رجعنا القاهرة ودفنا هبه وأمل بتدبل أكتر وأكتر، دخلت غرفة هبه و هاجمتها نوبة بكاء، خايف أخليها تبطل تتعب زي ما حصل في وفاة باباها وماماتها، كان الحل الوحيد إني أخدها في حضني واسيبها تبكي وأنا بحترق من جوايا عشانها، وفضلت ماما تقرأ لها قرآن وتطبطب عليها.
رجعت أمل من تاني منطوية خايفة ومتوترة، فكرت أعمل لها إيه ارجعها تاني لطبيعتها، فكرت كتير وما فيش فايدة مش عارف أعمل لها إيه، لحد ما وصلت لحل في النهاية، وكان إني أحاول اخليها أم، ماكانش قدامي غير إني أروح للدكتور تاني، يمكن في علاج جديد أو عملية أقدر بيها أحقق لأمل الأمومة، وأعوضها عن هبه؛ لأني مش حأقدر ومش حأقبل فكرة أنها تكفل طفل تاني، حسيت بضعفي وقلت حيلتي وعجزي للأسف، ودي كانت أكبر غلطة لأني بكدة قضيت علي أمل وأنا كنت فاهم العكس هكي لكم ازاي.
لما روحت للدكتور ما كانش في جديد، حالتي شبه ميؤوس منها، وقالي إن الأدوية مشوارها طويل ونتيجتها مش أكيدة، والعملية نسبة نجاحها ضعيفة وفشلها يعني عجز كامل، طبعًا غير حسرتي علي نفسي اتوجعت عشان أمل، وقررت أعمل العملية، مش مهم أنا المهم هي لازم أضحي عشانها وده كان منتهي الغباء مني .
قولت لماما اللي رفضت بشدة وحاولت تبعد الفكرة عني؛ لكن أنا كنت متخيل أنها هتسعد أمل، وتريح قلبها عشان كدة أصريت عليها، كان في حاجة جوايا خلتني أخبي عن أمل.
كان في توتر بيني وبين ماما بسبب العملية، أمي زعلت مني قوي في الحقيقة كانت خايفة عليا ومرعوبة، وكانت بتفهمني قد إيه ده هيضرني لو فشلت العملية، أنا كنت عارف ومقدر خوفها، أنا كمان خايف لكن أمل تستاهل التضحية.
وفي اليوم اللي روحت للدكتور فيه وعملت التحاليل اللي طلبها، رجعت عرفت ماما بدون ما أمل تسمع وطلبت منها ما تعرفهاش حاجة، وأحنا قاعدين ماما طلبت من أمل تعمل شاي، في الحقيقة كانت عايزاها تقوم عشان تعرف تتكلم معايا.
كانت منفعلة وغضبانة وبتحاول توطي صوتها عشان أمل:
- المفروض تعرفها كل حاجة دي مراتك.
-حقولها أكيد، لما أحدد المعاد.
-المفروض تقولها وتعرف رأيها، اللي حتعمله ده هيأثر عليها هي كمان، أنت أكيد فاهم .
-ماما أنت عارفة أنها حترفض .
-ده الطبيعي، المفروض أنت كمان ترجع في كلامك .
- عشانها ممكن أعمل أي حاجة .
-مين قالك أنه حينفعها، يا أبني أنت كده بتأذي نفسك جامد، الدكتور قال نسبة نجاح العملية ضعيفة قوي وفشلها معناه عجز جنسي .
-ما عنديش اختيارات، مش حستني يحصل زي قبل كده .
-أنا خايفة عليك، وأمل استحالة ترضي لك الأذية، مراتك بتحبك .
-خلاص يا ماما، أنا اتفقت مع الدكتور، ومش فاضل غير المعاد.
سمعت أمل آخر كلامي مع ماما، قربت ودموعها علي وجهها وضعت الصينية علي الترابيزة، جثت امامي حاولت تخليني أرجع عن قراري؛ لكني أصريت، كنت فاكر اني كده بريحها، والله ما كنت قاصد تفهم إنٌي عايزها تبعد أو إني بحاول أبعدها، ولما ياست مني اتفاجأت باللي قالته. كان شكلها مش طبيعي أبدًا، ما لحقتش حتي أعترض علي كلامها لقيتها وقفت وهي تعبانة ومش قادرة، لدرجة اني خوفت عليها من حالتها.
-لو حتعمل كده عشاني، أنا حأبعد بس ما تأذيش نفسك.
قبل ما أحاول أفهمها، كان أغمى عليها، لحقتها قبل ما تقع ودخلتها علي السرير، فوقتها وهي بكت بقوة وماما معاها، خرجت من الغرفة بتعذب مش عارف أنا صح ولا غلط.
كنت تعبان قوي بكلم نفسي من تاني، حرب جوايا ما حدش سامع أو حاسس:
-هي فهمت إيه؟! أنا بعمل كده عشانها، عايز يكون معها طفل منها ومني، أعوضها عن هبه ، مش حاتحمل فكرة التكفل أنا مش قوي زيها، أنا مش عايز ابعد، أنا بقربها أكتر، بدأت أكره نفسي وتصرفاتي اللي بتأذيها دايمًا، بكره ضعفي وعقدتي، أيوه بقيت معقد تجربتي قبلها عقدتني بقيت خايف أقول مشاعري، ودايمًا حاسس إني عاجز، شايف حالتي نهاية الدنيا، خايف لو عرفت تسيبني وأرجع أتعذب من تاني.
مر باقي اليوم بطيء جدًا، موجوع عليها تفكيري اتشل، تعباااان خايف من بكرة بلعن اليوم اللي حبيت فيه سمر وتجوزتها، بلعن ضعفي وقلت حيلتي، من كتر التفكير ما قدرتش أنام وأول ما الدنيا نورت نزلت مش عارف رايح فين، فضلت ألِف بالعربية مخنوق، وبعدين روحت القسم، وأنا هناك ماما كلمتني، اطمنت عليا وقالت لي إن أمل رايحة لأخوها وحترجع بالليل.
دماغي لفت فكرت فكل الاحتمالات، كنت باتصل بماما كل شوية أسألها عن أمل، رجعت ولا لسه؟! وكل مرة تقول لسه وأنا هتجنن، راحت ليه؟ حتشتكيني! معقول حتفضحني قدام اخوها! حتقول له! يا تري ندمانه علي جوازها مني؟! يا تري عايزة تسيبني؟!
خلصت شغلي وطلعت علي لؤي، وهناك كانت أمل نايمة بغرفة باباها، دخلت أشوفها كانت تعبانة وجهها شاحب ومجهدة، آثار البكاء واضحة قوي، تكلمت مع لؤي اللي كان كلامه بيوجع، زي ما يكون عارف السبب.
-عماد، عايز اتكلم معاك.
اتخنقت ومش قادر أعتذر، وكان باين من طريقتي ونبرتي:
-خير يا لؤي، سامعك.
هو كمان كان متضايق وغضبه باين في كلامه ونبرته:
-أمل مالها ؟
-عادي شوية زعل مشكلة وهيعدي.
غضبه كان بيزيد مع كل حرف يقوله:
-لأ، الموضوع أكبر من كده بكتير ما تحاولش تهون الموضوع، وخلي بالك أنا مش حأقبل إنك تفرض عليها حاجة، ولا إنك تأذيها أو توجعها، كفاية قوي اللي حصل لها بسببي قبل كده ، أنا عمري ما شوفت أمل بالحالة دي رغم أنها شافت مني كتير، وبحذرك من إنك تدوس عليها، مش حاسمح لك، كونك أنقذتها مني قبل كده مش معناه اني حسيبك تظلمها، أنا حأقف لك وأمنع اذاك عنها مهما حصل، ومش هأخاف من كونك ظابط أنت فاهم، أمل هتفضل عندي هنا إلا إذا هي حبت ترجع، يا ريت كلامي يكون واضح.
بصيت له حاولت أفهم من ملامحه هل عارف فعلًا؟ معقول حكت له؟!!! بس إزاي أمل توجعني كده! الغضب ماليني وحاجة جوايا بتقولي أمل استحالة توجعك، ما كنتش قادر أحدد، لؤي كان كله ثقة، وقاصد كل حرف، تفكيري مشتت بزيادة.
مشيت وأنا شبه متأكد أنها حكت له، كنت حتجنن ورجعت البيت مش طايق نفسي، دخلت غرفتي مش قادر أهدى ولا أقعد، ماما خبطت عليا ودخلت.
-مالك يا ابني ؟ وأمل فين؟
سؤالها كان الباب اللي خرج طاقتي وعصبيتي اللي امتزجت بالسخرية أحيانًا:
-أمل! أمل مش جاية، مش جاية تاني أبدًا.
تعجبت واندهشت من كلامي:
-يعني إيه يا ابني؟! ما تقولي اللي حصل، قالت لك إيه؟
-ما قالتش حاجة خالص.
-ما تقول علي طول اللي حصل، ما تسيبنيش كده وفهمني، أنا متأكدة إن أمل استحالة تبعد عنك.
ضحكت بسخرية لدرجة أن ماما استغربتني، أو بمكن خافت عليّا
-أمل فضحتني لأخوها، عريتني قدامه كشفت عجزي، وقف يهددني و يحذرني، بقت تتحامي فيه هو، باعتني، باعتني خلاص.
-استحالة تكون قالت حاجة، أنا متأكدة.
-عشان ما شوفتيش كان بيتكلم ازاي، ما شوفتيش تهديده لما قال مش حيسمح إني أأذيها أو أظلمها.
-بردوا مش مصدقة ده كلام عادي، قولي أمل قالت إيه بالظبط ؟
نمت على وجهي بسمة سخرية حزينة من الموقف وشفقة على حالي:
-نايمة.. أمل كانت نايمة، وأنا بتقطع و بتدبح، كل حرف كأنه يعايرني بعجزي، كان ناقص يقولها صريحة في وشي.
ردت عليّا بسخرية قصدها تفوقني لطني وقتها ما فهمتش، عقاي كان شغال باتجاه واحد بس:
-يعني كان حيتكسف يعايرك لو عارف، ماهو عاير أخته قبل كده وهو مش متأكد، أنت اللي علي راسك بطحة، أمل تعبانة عشانك وأنت بردوا مش مقدر.
صرخت بقهر، وجوايا فاكر انها مش حاسة بيّا:
- بقولك فضحتني، فضحتني لأخوها، فضحتني.
بغضب وصوت عالي رفض لكلامي ومحاولة عشان تفوقني:
-كفياك ظلم فيها بقى، مراتك حترجع لو ما جتش النهاردة هتيجي بكرة، بس ياريت وقتها ماتضيعهاش من ايدك.
سابتني ومشيت وتقريبا قاطعتني مر عليا الوقت بطيء جدًا وممل، عديت الثواني لثاني يوم، نفسي كلام ماما يكون صح، خايف أكلم أمل أنصدم، وماما لسه مقاطاعني، واثقة في أمل أكتر مني، روحت القسم وأنا مش متحمل أي حاجة، عصبي بدرجة بشعة، زعقت في الكل بحسب الثواني، نفسي تتصل، فضلت علي حالتي رجعت البيت وهي لسه مارجعتش، وكل ما أفكر أنها حتبعني اتجنن، وكل ما أفتكر لؤي شكله وكلامه وإن أمل ممكن تكون حكيت له الدم يغلي في عروقي واتجنن أكتر وأكتر، وأخيرًا وصلت أمل و طلعت لوحدها.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romantikهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.