مر شوية أيام كمان، وفي يوم رجعت من الشغل لقتها معلقة صور لزفافنا، والصراحة أماكنهم كانت ممتازة، لو كنت مكانها أكيد كنت علقتهم بنفس الأماكن، ووضعت صورة جميلة لنا -أنا وهي- علي الكمود ناحيتي، مش من صور الفرح مش عارف أتصوروا امتي؟!
دخلت وابتسمت وهي وجها أحمر كالعادة، وقبل ما أقول أي حاجة قابلت نظرات التعجب اللي ظاهرة علي وجهي بكلماتها الرقيقة.
-هي فكرة طنط، حبينا نخليها لك مفاجأة مش عارفة حتعجبك ولا لأ أعتقد الصور حلوة، والصورة اللي علي الكومود اخترتها عشان لو في يوم بعدنا تفتكرني.
ونظرت لي وأنا مضايقك من أخر جملة، سألت نفسي ليه بتقول كده؟ هي عايزة تبعد؟!
-ضايقتك الصور؟ حشيلها دلوقتي أنا أسفة.
كانت بتنظر للأرض وهي بتتكلم ما شافتش فرحتي بكلامها؛ لكنها نظرت لي وقت غضبي من أخر جملة، فاعتقدت إن ده إحساسي من تعليق الصور، وبدأت فعلا تشيل الصور لكن أنا وقفت أمامها، مسكت ايدها نظرت لعينها بشئ من الغضب، تبادنا النظرات أنا بحدة وهي مش عارف خوف، ترقب أو... مش عارف المهم اتكلمت أنا.
-مش متضايق من الصور.
نظرت للصورة علي الكمود، وكملت كلامي:
-كلها، ليه لو بعدنا؟ أنت عايزة تبعدي؟
فضلت ساكتة نظرت لي بطريقة ما فهمتهاش بردوا، وأماءت رأسها برفض، هديت فسيبتها ودخلت الحمام بدلت ملابسي ومر اليوم عادي وجملتها بتتعاد بداخلي
"عشان لو في يوم بعدنا تفتكرني"
وأغلي من جوايا بصمت، ودخلنا الغرفة وفي السرير كنا متقابلين.
-مالك، أنا زعلتك.
مسكت ذراعها بشدة بسيطة: مش عارفة ! إزاي تبقي معايا وبتفكري تبعدي.
ابتسمت بخوف وخجل:
-مش هَابعد، أقصد لو أنت حبيت تبعد.
-مش حاحب، ويا ريت الكلام ده ما يتعدش إلا لو...
سكت وغمضت عيني وشوفت سمر وهي داخلة بحبيبها تعرفني عليه، حسيت بكف أيدها يضغط على كفي بحنان ودعم:
-مش حأعيده، طول ما أنت مرتاح مش عايزة أكون بضايقك.
فتحت عيني بغضب، حقيقي كانت الصورة مختلفة مش شايفها، وما حستش باللي قولته وعذبتها به.
-مرتاح يا سمر طول ما أنت مش بتعملي حاجة تضايقني.
نظرت لي بصدمة وقتها ما فهمتش السبب، ابتعلت غصة بحلقها وبعض الدموع في عينها
-حاضر مش حاعمل حاجة تضايقك، أسفة علي أي حاجة زعلتك، أكيد مش قصدي.
قربت منها كزوج عن قصد، كنت عايز أحس أنها ملكي ومن حقي ما نظرتش لوجهها، مش عارف كانت راضية ولا لأ، وقتها حسيت إني هديت وأخدت حقي؛ كنت شايفها سمر وقت ما دخلت عليا بحبيبها، وللأسف كنت عنيف في قربي منها، وهي ما اعترضتش ولا حاولت تبعدني عنها.
اليوم التالي طبعا كنت عصبي جدًا وبزيادة أفتكرت كل حاجة عملتها وقولتها؛ لكن ما أفتكرتس إني ناديتها بسمر، وواضح إني ندهتها بالاسم ده تاني وبردوا ما افتكرتش، ولا مرة من دول، كنت ندمان جدًا أول مرة أشعر بالندم بالطريقة دي، واتكسفت حتي من نفسي، وهي كانت مرعوبة بجد شكلها وحالتها جننوني، أنا دايما بأذيها في الوقت اللي هي دايما تسعدني وتفرحني، وكنت عنيف في تعاملي كمان.
مر اليوم طوييييل جدًا رجعت البيت وماما غضبانة مني، ما اتكلمتش معايا، كانت بره مع أمل، وأول ما دخلت نظرت لي بحدة وضيق، وقامت دخلت غرفتها في حين أمل ابتسمت .
-حمد الله علي السلامة.
-شكرًا.
دخلت الغرفة بكلم نفسي.
-كمان مبتسمة عشان ما ازعلش، هي إزاي كده؟ ما هو ده مش طبيعي خالص.
خلصت وخرجت لقيت ماما بتكلمني
-حمد الله علي السلامة.
اندهشت جدًا، أنا متأكد أنها كانت زعلانة وقوي، إيه اللي غيرها؟ لكن نظرتها ليا وحركت عينيها اللي تكاد لا تُلحظ ناحية أمل، فهمت منها إن أمل هي اللي خلتها تسامحني، أنا كنت متخيل إني هَاخد وقت طويل عشان أقدر أصالحها، لأن رغم طيبة ماما إلا ا أن زعلها صعب، وتتصالح بوقت ومجهود كبير. بصيت لأمل بدهشة وامتنان وتعجب، وهي طبعا خجلت بشدة و أحمر وجهها وكَسَر سُكوتنا صوت ماما.
-يلا ناكل قبل الأكل ما يبرد.
قعدنا ناكل وسط نظراتي لأمل، واندهاشي من تصرفاتها وحنيتها، وجوايا سؤال إزاي المتخلفين اللي اتجوزتهم قبلي ما شافوش كل الجمال والصفات دي؟! إزاي كانوا بيضربوها ويهينوها؟! فعلًا متخلفين، حظي عشان تبقي نصيبي ودنيتي، اتخضيت من نفسي وتوقفت عن الأكل، وكلمت نفسي بصمت:
-إيه اللي بقوله ده؟ نصيبي ودنيتي.
نفسي:
-الحجر اتحرك.
-هو أناا..
-لا مش أنت، تفتكر ليه كنت بتغير أنهم لمسوها قبلك؟ ليه بتخاف عليها من نفسك ومن الكوابيس؟ ليه بتحب تشوفها مبسوطة؟ ليه مستحمل هبه وهي بتضايقك؟ ومش مستحمل صوت بكاءها الضعيف، أنت بتحبها من زمان عشان كده كنت بتساعدها، بتحبها من وقت ما سافرت معاها وقت ما اكتشفت تعب هبه، بتحبها وبتكابر عشان كده مش بتتحمل الجفاء بينكم وبتنهار في قربها.
-بس أنا لسه فاكر سمر، وبقارن بينهم
-عشان أنت عايز كدة، وطبيعي تقارن بيهم؛ لكن اعترف النتيجة دايما لصالح أمل؛ لأنها هي معدن نفيس والثانية فلصوا وقشرة وعيرة، صارحها بقي قبل ما تيأس منك.
-أزاي؟ ما عنديش الجرأة أكلمها.
-حضرت الظابط ما عندوش الجرأة.
-كفاية تريقة.
انتبهت من سرحاني علي صوت ماما
-عماد مالك؟ سرحان في إيه؟
-مافيش أنا معاكوا أهو.
تبادلت النظرات مع أمل، وبعدين نظرت لي وابتسامة نمت علي وجهها، وعرفت منها أنها فهمت اللي دار جوايا ، أما أنا فهربت بمنتهي الشجاعة، ودخلت الغرفة وشوية ودخلت أمل.
-أنت كويس؟
رديت وعيني بالتليفون:
-أه كويس، عايزة حاجة؟
بان عليها خيبة الأمل:
-لا كنت بطمن عليك، هَتنام؟
-مش دلوقتي نامي أنت .
بإحراج سألتني:
-ممكن أقعد معاك ؟
برد قاطع :
-لأ.
بصمت اتجهت للباب، خارجة.
-رايحة فين ؟ تعالي نامي.
اتكلمت من غير ما تلتفت ليّا:
-مش حغيب، حاجي علي طول .
-لأ، تعالي دلوقتي .
بصوت مخنوق ردت
-مش حتأخر.
عرفت من نبرتها حاجتها لتخفيف وجع كلماتي، محتاجة تبكي بعيد عني.
-خمس دقايق بالكتير فاهمة.
-حاضر.
-مطيعة.
حسيت بغصة بقلبي، أنا عايز أصارحها بحبي، لها ليه ضايقتها؟! تعمدت أقولها مطيعة عشان تفك شوية؛ ما بقتش فاهم نفسي نهائي، مرت عليا الثواني اللي خرجت فيها سنين، كنت متأكد أنها بتبكي، وفعلًا دخلت وعينها حمرا وتحاول ترسم علي وجهها ابتسامة.
ودخلت تنام، كانت حتواليني ظهرها فنظرت لها بطرف عيني، وندهت عليها بحدة وبصوت منخفض، كانت عايزة تهرب بعينها.
-أمل.
التفتت بهدوء وقربت مني، وبعد ما كنت ناوي أفضل صاحي شوية نمت جنبها، وقربت منها وهمست في أذنها.
-أسف ، ما تزعليش.
أنا كنت متخيل أنها حتبتسم وبس، وطبعا رد فعلها أكبر وأحلي، قربت أكتر وحضنتي مع إبتسامة ساحرة، والتحام الأزرق مع الأحمر في عيونها زاد جمالها بشدة، وكمان احمرار وجهها اللي خبته في عنقي، وكالعادة حولت زعلى وغضبي لابتسامة وراحة وخلص اليوم بأحلى حاجة في الدنيا، ابتسامتها وحضنها.__________________________
سلوى فاضل
Soly Fadel
🌹🌹قراءة ممتعة🌹🌹
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romanceهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.