عدي كام يوم وأنا متابع كل تفصيلة صغيرة تعملها، من وقت ما أوصل البيت لحد ما تغمض عينها وقت النوم وارتاح وهي في حضني.
في يوم رجعت وهي ما خرجتش زي كل مرة، وقتها تخيلت أنها سرحانة، وعندي شغف أعرف سرحانة في إيه، ودخلت الغرفة وكانت جالسة علي الكرسي اللي اعتادت الجلوس عليه، وبتسمع أم كلثوم أنت عمري، أغنيتي المفضلة، وقفت لثواني أتابعها بحب، وبعدين قربت منها وحضنتها وظهرها مقابل لصدري، ولفيت ذراعي حول ذراعيها ومسكت كفوفها بكفوفي، هي شهقت الأول وبعدين ارتسمت بسمة رقيقة علي وجهها شوفت منها جزء صغير لأنها كانت بظهرها بس تخيلته.
اتكلمت برقة وابتسامة جميلة علي وجهها:
-حمد الله علي السلامة، أسفة ما حستش بيك لما جيت، هاخد بالي بعد كده.
وقفت، وأنا ضميتها ليا بقوة وحنان، وهي هربت من عيني اعتادت تشوف فيهم الشفقة والعطف، اللي بقيت أشعر بهم علي حالي، هي بقت متأكدة إني مش بحبها، وأنا مش قادر علي المواجهة، باحاول أفهمها بتصرفاتي، وهي خايفة تصدق، وبقت كل الأوقات اللي تحس فيها بعاطفة تتعمد عدم النظر ليٌا، وأنا أضعف من إني أقولها، مش عارف القوة اللي ملازماني طول الوقت بتستخبي مني ليه وأنا معاها.
وفي اليوم ده بالليل بردوا مشاعري سيطرت عليا، وفي الصباح فتحت عيني ما كانتش جنبي ولا في البيت كله وأنا اتجننت وزعقت طبعا.
طلعت من الغرفة أدور عليها لاقيت ماما بتحضر الفطار علي السفرة فسألتها وطبعا العصبية ظاهرة بوضوح مش قادر أسيطر علي نفسي.
شعرت بتدفق الدم وغليانه في راسي:
-ماما أمل فين؟
ردت بضيق من افعالي وحالتي:
-ما أعرفش، أنت حتفضل كده لحد امتي؟
-ماما من فضلك أنا حقيقي تعبان، وكدة إزاي؟ ما أنا بني أدم عادي أهو.
-هو ده العادي بالنسبة للبشر، يا ابني أنت بتخوفها بطريقتك دي، أفهم بقي.
-أنا عايز أعرف إزاي تخرج بدون ما تقول، لسه علي معاد شغلها كتير، هو مافيش احترام لجوزها.
ردت بغضب مني ومن كلامي:
-جوزها اللي بيتعمد يخوفها منه، اللي دايما يعاملها بجفاء، اللي مستخسر فيها كلمة حلوة، أنت عارف إن أمل بتحترمك وبتحترم نفسها كمان، مش أمل اللي يتقال عليها كده .
-يا ماما...
-يا ابني بالراحة علي مراتك، بتخوفها بزعيقك، أنت عارف أنها بتخاف من الصوت العالي، وأنت بتزعق ساعات زي ما تزعق للمجرمين عندك في القسم وده بيخوفها، أكيد ده اللي خرجها بدري أكيد عارفة إنك حتزعق .
-عرفت إزاي! حلمت يعني ولا شافت رؤيا.
-والله ما أعرفش، أسأل نفسك، إيه اللي بيحصل كل مرة تقوم مش طايق نفسك وتزعق كده؟ وأنت تعرف، وقبل ما تسالني، أمل مش بتحكي أي حاجة بتحصل بينكم في الغرفة وأنا مش بسألها.
سابتني واقف ودخلت لهبه، أنا غيرت ملابسي، ونزلت شغلي بدون ما أفطر، فضلت متضايق طول اليوم، وبالليل أمل كانت متوترة وخايفة شوية، عدي باقي اليوم بتوتر وترقب مني ومنها.
دخلنا ننام دخلت هي الأول وأدعت النوم، وظهر علي معالم وجهها التوتر وارتجافة خفيفة، ولما دخلت وأصبحت مقابل لها نظرت لها بحدة وهي مغمضة عينها.
-عارف إنك صاحية.
ما تكلمتش لكنها قربت وهي مغمضة وحضنتني وخبت وجهها بعنقي وهمست.
-أسفة، ما تزعلش.
أنا ارتحت تحتمي بيا حتي لو خايفة مني، وابتسمت كالعادة وهي مسكت فيا زي الأطفال فقبلتها بخدها ونمت على وجهي بسمة راحة وسعادة.
-تصبحي علي خير.
ابتسمت شعرت بحركة وجهها علي عنقي فضميتها جامد.
كام يوم وما تحملتش قربها مني كالعادة، بس الصبح حاولت أصحي بدري، وفعلًا صحيت قبل ما تخرج، لحقتها علي الباب مسكت ذراعها؛ فارتجفت بشدة وخافت.
-رايحة فين بدري كده؟ لسه بدري علي شغلك.
لفيتها ناحيتي ولسه ماسك ايدها، وهي ساكته والخوف والقلق مالي عينها دخلتها الغرفة وتركت ذراعها، واحنا جوه واقفين مقابلين لبعض، حاولت أكون هادي وامسك اعصابي، لكنها فلتت مني بالنهاية.
-سألتك نازلة دلوقتي ليه؟ دي مش أول مرة تعمليها، ولسه بدري علي معاد شغلك، جاوبي.
فضلت ساكته، وأنا تجننت وبالرغم إني حاولت أهدى إلا إني ماقدرتش وزعقت لها جامد، وصوتي وعصبيتي بيزدوا مع كل حرف ونفس.
-أمل أنا مش بكلم نفسي ردي.
أنت تقرأ
حكاية أمل الوجه الأول هي{مقذي-وجلادي}/الوجه الثاني هو{قدري-ومليكتي}
Romantizmهي سطرت حياتها عندما تملكها اليأس فهل ستظل كما هي أم ستتغير للأحسن أو ربما للأسوأ هو أحب بصدق ألتمس الأعذار وتعرض للغدر والخيانة فهجر جنس حواء متخيلا أنهن سواء حتى وضعها القدر بطريقه رغما عنهما.