الحلقة {٢٨}

12.2K 231 72
                                    

يقف محمود مذهولا من ارتجاف و رعشة جسد اخته داخل أحضان سليم كأنها تحتمي منه والمفترض أن يكون الأخ هو السند وليس ابت العم ليتقدم بخطوات مرتبكة وبصوت خافت متألم : ضي أهدي أنا مش هعمل حاجة أهدي طيب والله مش هعمل حاجة

سليم وهو يحتويها بذراعيه ويملس علي شعرها وسط شهقاتها و ذكرياتها المؤلمة مع محمود يد أمه الباطشة التي كانت لا تتهاون في معاقبتها بالضرب سواء بسبب او بدون وبالأخير تتذكر كلمة الجميع ( دول عيال صغيرة مع بعضها ) وتشدد في احضان سليم الذي كانت تحتمي فيه هو و عمار دائما من بطش محمود و أمه زهرة

سليم بصوت هامس حاني في أذنها : اهدي يا حبيبتي انا معاكي اهو مش هيقدر يقربلك

ليأتي صوت حاد من الخلف : انت بتزعق ليه يا سليم في ايه

لتنتبه ضي علي وضعها تخرج من احضانه بوجه محمر وهي تمسح دموعها بظهر يديها كالأطفال
ليهتف سليم داخليا : لما غادرتي روحي لما سلبتي انفاسي ورحلتي يا معشوقتي

وينظر نحو هاشم شزرا ويأتي هاشم مقبلا نحوها يتفحصها وهو يتحسس وجهها بلهفة أخوية تحت نظرات نارية من سليم : ايه مالك ليه البكا ده

لتشير نحو محمود بطفولية وهي تردف بدموع : هو عايز يضربني عشان بلعب مع فهد ، قوله والله مش هاجي جنبه تاني يا هاشم

هاشم وهو يضمها تحت نظرات مشاكسة منه نحو سليم وهو يغمز ويردف بنبرة حانية : متقوليش كده يا حبيبتي ولا يقدر

ليقاطعهم هتاف محمود : انا مش عايز اضربها والله ولا عملت حاجة

لتتحول ضي من تلك الطفلة الي نمرة شرسة وهي تلوح بيديها بأتهام : لا هتضربني اصلا انت مش بتعمل حاجة غير انك تضربني ، بس انت مش هتقدر تقرب مني انت فاهم

سليم مع نفسه : عليا النعمة البت دي عندها انفصام من شوية كانت كيوت ودلوقتي هتبلع الواد قلابه ربنا يستر عليا ده انا هشوف البدع معاكي

محمود بأسي وهو يتقدم نحوها : انا والله مش هعمل حاجة ، انا كنت جاي اسلم عليكي عشان وحشتيني

ضحي وهي تصفق بيديها وتهتف بضحك تهكمي : لا يا راجل ...ههههه ...بيقول وحشته يا هاشم ، الحقوا يا ناس ، محمود اللي مش عارفين هو اصلا اخونا ولا لا بيقول ايه ، بيقول ضي بنت ضره أمه وحشته وعايز يسلم عليها ، يا راجل ده انت كنت بتسلم علي وشها صبح وليل

محمود بندم وهو يمسح علي وجهه ويردف بصوت خافت : انا أسف مش عارف اقول ايه تاني

هاشم وهو ينظر له بعتاب فهو أجل كان أخ ل ضي لكنه كان يتحاشي التعامل معها ولكن لم يؤذيها ابدا لذلك عودته لحضن اخته كان سهلا ولكن محمود المشوار طويل للغاية لعودة تلك العلاقة بينهم أو بالأصح ليس عودتها ولكن نشأتها وولادتها

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن