الحلقة {٦} الجزء الثاني

5.4K 167 22
                                    


كانت تحمله برفق وهي تمشي في اروقه المستشفى بعد ان قامت تطعيمه لقاح ضد مرض شلل الأطفال وهو غافي بأحضانها تداعب شعره الاشقر بحنان .. ذلك الفهد الذي ألتهم مشاعر الفقد السابقه لديها التي تبدلت بوجوده الى مشاعر اكتفاء وسكينه بين احضان ذلك الفهد المتملك بحبها وعنايتها وزوجها الحبيب محمود عشق الطفوله والشباب وايام الصبا من داوى قلبها من جرحه السابق

كانت حنين شارده بمشاعرها لتصطدم فجأة بوجه متهكم حاقد يرمقها بنظرات حادة
لتبتسم حنين ببشاشة كعادتها الفطرية الرقيقة قائله: ازيك يا صابرين.. أن شاء تكوني بخير .. مش ناوي ترجعي بيتك بقي الصلح خير عشان عيالك

لتلوي صابرين فمها بسخرية قائله بفتور : بخير ياختي احسن منك

قطبت حنين وجهها من حده صابرين.. لتنتبه علي صابرين تنادي أختها بنبرة تشفي قائله: تعالي شوفي يا صفاء .. حنين اللي ابن الهوارية خدها يا عيني خدامة لأبنه بتنصحني يا حبه عيني عشان عيال اخوها .. قال بطلوا ده واسمعوا ده مش باقي الا الخدامين كمان

لتتفاجيء بصوت قوي ودفعة قوية لصدرها وتكون ضي التي تتحدث لها بإعتراض غاضب: قطع لسانك لما تقولي عن مرات محمود الهواري وست بيته كده

رفعت صابرين حاجبها وهي تصدر اصوات من فمها مستنكره قائله بخبث: جرى ايه يا ست ضي هو احنا كنا غلطنا في البخاري .. بعدين بنقول الحقيقه يا عينيا نصيحه لأخوكي خليه يدور على بطني تشيل اصل حنين بعيد عنك ارض بور خليها تخدمه هو وابنه وهو يجيب اللي تجيب له بدل العيل عشرة

ليقاطعها صوت من خلفها يقول برزانه : معهوش بالعيال يا ست ام ادم بالعشره الطيبه والست اللي تصون بيتها مش اللي تهده بالطمع والقسوه

ابتسمت ضي لاخيها محمود الذي يتقدم من حنين يقبل رأسها بإمتنان لوجودها بحياته يضمها على صدره ويحمل عنها فهد ويتحركوا سويا للخارج تحت نظرات الغل والحقد من صابرين وأختها

لتقترب منها ضي بإبتسامة استفزازيه قائله وهي تربت على صدر صابرين : روحي يا شاطره لمي بيتك اللي بعترتيه بطمعك وحقدك وغلك من الناس .. ولسانك القذر ده لو اطاول تاني على حنين هنهشك بأسناني .. ربنا ينظف قلبك من سواده قبل ما تقابليه ويرحم الناس من لسانك.. عارفه يا بنت الناس في مقوله كده بتقول ( اعتقك لسانك عن البشر ليعتقك الله من الابتلاء ) وصدقيني يا بنت الناس انتي مش هتقدري على ابتلاءات ربنا .. ولسانك حصانك ان صنته صانك .. ربنا يهديك

اطلقت ضي تنهيدة عميقه وهي ترى معالم السخريه على وجه صابرين لتتمتم لها بالهدايه وتذهب لتنظر صابرين لأختها قائله بفحيح حاد متوعد وهي تمسك احدى خصل شعرها الخارجه من حجابها تقول : مفكره نفسها حكيمه وبتنصحنا بنت الخواجيه .. طب ومقاصيصي دول لارجعك يا حنين بيتي تخدمي فيه من تاني يا بنت راويه وانا اهو وانتي اهو

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن