الحلقة {٤٢}

10K 237 110
                                    

بمنزل منصور الهواري الأخ الكبير ل زين الهواري الرجل المريض الكهل الذي انجب ابنائه الثلاثة ( سعد ، شادية ، زهرة ) انجبهم من زوجته الطيبة السيدة منيرة تلك المرأة المحبة التي دفعت حياتها ثمن حقد ابنتها الصغري ، فهي قتلت امها بقلب بارد جامد جاحدة تلك الأبنه التي وضعت لأمها السم في الطعام حتي لاتتحدث وتحكي انها السبب في أصابة ورد عشق اخيه زين

ليطلق تنهيدة حارة وهو ينظر لأعلي وهو يحادث نفسه فهذا ما يستطيع فعله لا يستطيع بعد تلك الحادثة التي جعلت منه مجرد جسد مهترئ علي الفراش لا يتحدث ولا يتحرك فقط عيون تتحرك ليس إلا ليحاكي نفسه : خلاص اكده يا منصور بتك زهرة ضيعت مرتك وقتلتها ، ياريت تيجي تخلص عليا انى كمان وارتاح من العذاب ده

ليجد ابنه سعد يدخل منكس الرأس محمل بالهم والحزن يرفع عيونه يتفحصه ليقبل رأس أباه بإحترام ويجلس امامه وهو يردف بنبرة حزينة : كيفك يا ابوي ، شوفت بتك زهرة عملت فيا ايه ، عمار يا ابوي

ليفزع العجوز ف عمار فرحة ذلك البيت ، ذو القلب الرحيم علي الجميع من اصغره لأكبره

ليكمل سعد بنبرة متألمة ينازع حزنه : عمار مش ابني يا ابوي ، زهرة باعته ل عايدة يا ابوي طلع ابن جلال تؤام هاشم ، انا مش قادر يا ابوي عمار سندي ده اخويا قبل ما يكون ولدي صاحب عمري ، اعيش كيف دلوقت وهو بعيد عني ، ده هو اللي كان بيصبرني علي كل اللي امه بتعمله ، ده هو القلب الحنين اللي في البيت ده ، انا هموت يا ابوي مش قادر اتحمل الوجع اللي جواتي ، ضهري انكسر يا ابوي

ليغمض العجوز عيونه بدموع وهو يردف مع نفسه : بكفاياكي عاد يا بت منصور وجع ، ايه الحقد اللي فيكي ده ، انتي غلبيتي الابالسة والشيطان عمري ما قسيت عليكي ابداً كنتي دايما الصغيرة اخر العنقود اللي طلباتها مجابة ، كيف عمل الزمن فيكي كيف بس يارب

ليمسح سعد دموع ابيه ويردف بنبرة مطمئنة يطمئن بها نفسه أولاً : انا متأكد ان عمار مرجعه لحضن ابوه ، عمار لا يمكن يسبنا يا ابوي ، انا عارف ولدي لا يمكن يفرط فينا ابداً

لتدخل عايدة بعد أن تدق محنية الرأس يتأكلها الخجل و الخزي من فعلتها وهي تردف بنبرة خافته : سلام عليكم يا عمي

ليقف سعد مغادراً الغرفة سريعا بوجه متجهم لتلحقه وهي تمسك ذراعه بتوسل : سعد احب علي يدك اسمعني ، من وقت اللي حصل وانت مانع نفسك تتحدت معايا ، انا عارفة ليك مليون حق يا واد عمي بس اسمعني

ليزيح يدها بعنف وهو ينظر لها بإستحقار لتهز رأسها بالنفي وهي تردف بدموع متوسلة : بلاش النظرة دي يا سعد

لترتمي بأحضانه وهو جسد بارد جامد وهي تتشبث في حضنه بدموع : غصب عني خفت تروح مني

ليبعدها عنه ويردف بنبرة حزينة : عمري ما كنت هعملها يا عايدة وانتي عارفة اكده

لتردف بتوسل وهي تخر علي ركبتيها : خفت من حكي اخواتك و مرات عمي انك تتجوز عليا ، ولما اختك قالتلي نعمل اكده قلت وقتها عمرك ما هتسبني

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن