الحلقة {٦٠} الجزء الثاني

7.1K 214 38
                                    

بذلك الصباح الجديد كان يقف هاشم وبجواره ضي أمام غرفة العمليات وتأتي شادية راكضة من أخر الرواق تهتف بين أنفاسها المتقطعة: ايه.. دخلت.. خلاص

لتؤمى ضي رأسها.. لتزفر شادية بهدوء وهي تمتم الدعاء... وبعد ساعة بالتقريب تخرج زينة بوجه مبتسم وهي تربت على كتف هاشم قائلة: مبروك يا ابو بدر الولد زي الفل وشمس كمان زي الفل متخافوش..

ليسجد على الأرض ويشكر الله على فضله ونعمته عليه بعد عصيانه ..فهو رب الرحمة والكرم والمغفرة..

ليرفع عيونه ويجد سليم يخرج وبين يديه آمله الذي ظن أنه مستحيلاً..ليبتسم سليم وهو يضع بدر بين يديه المرتعشة وعيونه المترقرقة بالدموع الفرحة..يهتف سليم بمرح: خد يا ابو بدر كبر لأبنك.. كنت عايز اعملها بس أبوه اولى بيه..

ليضمه هاشم بلهفة وهو يشتم رائحته ويقبله بحنان وبرفق يحاول التغلب على دموعه المنهمرة وهو ينظر لذلك الكائن الصغير.. لترتفع شهقاته من تأثره بوجود قطعة منه بين يديه.. لتقترب ضي منه تمسح دموعه بحنان وتبتسم له قائلة: مبروك يا ابو بدر الولد زي القمر

وترفع عيونها لزينة بتساؤل: زينة مش قولتي أنه هيدخل الحضانة

ليقترب سليم يضع يده على كتفها يضمها قائلاً بإبتسامة حانية: الحمدالله صحته كويسة مش محتاج حضانة ولا حاجة

ليرفع هاشم نظره اخيراً الذي تعلق بوليده الذي بين يديه.. شعور لا يستطيع تفسيره أبداً يردف بلهفة وقلق: شمس..شمس كويسة مش كده..زينة قالت إنها كويسة وبخير عايز اشوفها

ليومئ سليم رأسه بإبتسامة.. لتتقدم شادية وهي تنظر للمولود بين يدي هاشم .. وتربت على كتف هاشم بفرحة قائلة: ربنا يباركلك فيه يا هاشم وتشوفه دكتور قد الدنيا زي خالو إكده

ليتمتم هاشم بتمني ويرفع رأسه لأعلى: يارب يا خالتي يسمع منك ربنا..

لتميل شادية على ضي وهي تربت على بطنها بهمس غير مسموع للجميع: اشوفك ان شاء الله يابت نور حامل إكده و الدار كلتها مليانة بعيالك انتي وسليم

لتبتسم ضي وهي تنظر لرأسها بخجل تتحدث بخفوت: ان شاء الله يا مرات عمي..

بعد وقت كانت شمس قد نقلت لغرفتها المزينة ببلونات وستائر لونها أزرق الفاتح و ورود بيضاء.. لتفتح عيونها وهي تأن بألم واضعة يديها على بطنها.. لتجد هاشم يقف حاملاً طفلها أمام الفراش يتابع عيونها الدامعة مثله بعيون الفرحة وهو يقترب منها ..يضعه بحضنها تضمه بحب وحنو شديد وهي تهمس له بفرحة : نورت حياتي يابدر باشا

وكان هاشم يشاهد فرحتها بأعين دامعة.. وهي بدأت تبكي وهي تلمس بأناملها أنامل الصغير وتتلمس بشرته الناعمة تتابعه بإهتمام وترقب لكل حركة له.. ليضيق هاشم عيونه قائلاً بمشاكسة مرحة: ايه يا هانم عايز حضن زي البيه ده ولا خلاص اخدتي غرضك مني وهترميني

ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن