ضي قلبي ( بقلم رانيا العربي)

الحلقة {١٦}

تقدم بخطواته داخل منزله ليجدها تجلس على الأرض على مائده قصيره ( الطبليه ) وحولها صغاره تقوم بتدريسهم ومتابعتهم ومصطفى يحمل ضي الصغيره التي أصبحت لا تفارقه ابدا متشبث بها للغايه كأنها أبنته حتى يا رباب لا تستطيع ان تأخذها منه ابدا

القى السلام عليهم ليرفعوا رؤوسهم لهم وتقف رباب تستقبله بغمره تسحب فيها كل اجهاده وتعب يومه

سكنت بين أحضانه تغمغم بترحيب محبب لقلبه: حمد لله على السلامه يا نن عين رباب

قبل رأسها وربت عليها بحنان قائلا: الله يسلمك من كل شر يا حبه القلب من جوه

وتحرك اطفاله يحتضنون أرجله ليجلس ويضمهم واحد تلو الآخر ليباشر مصطفى بالقاء حديثه اليومي الذي يقص فيه عن ما فعلوه طيله فتره غيابه عن المنزل وهو يستمع لهم بإهتمام فناصر يريد تعويضهم عن يتمهم المبكر حتى وان كانت امهم غير مهتمه ولكن تبقى أمهم بالاخير ..

قاطع حديثهم مجيء رباب قائله : يلا العشا جاهز

تحرك بهم نحو الطاوله ليسأل ناصر : امي فين امال يا رباب

ظهر الارتباك على وجهها ده على وجعه يتجهم وهو يكرر سؤاله بحده : بقول لك امي فين عاد.. خايفه أكده ليه

اقتربت تهمس بتوتر : طب لحالنا يا ناصر لاجل العيال بس

هز رأسه بتفهم وهو يتحرك معهم حتى ينهي عشائهم ويعلم ما جرى في غيابه

انتهوا بعد وقت وتحركت رباب مع الاطفال الى اعلى لتقوم بتنويمهم وضعتهم في مضاجعهم وقبلتهم وهي تقول : يلا يا حبايب رباب اتمسوا بألف خير .. ضي حداكم اهنه لو صحيت ولا حاجه وحد منيكم صاحي ينادم عليا

ضمها مصطفى لقلبه يقول بإلحاح طفولي: حاضر ياما.. بس ما تاخديهاش مني خليها جاري النهارده.. وهي مش هتصحى انا عارف

قبلت رأسه بحب قائله بإيجاب: عارفه يا حبيبي رباب كأنك عاملها سحر .. انا بدأت اغير وانا بقول لك أهو

توردت وجنته الطفوليه وهو يردد بمحبه : ما انا بحبك انتي كمان ياما رباب بس ضي اكتر صراحة

غمغمت بفرحة عارمة داخل قلبها : ربنا يخليك ليها يا مصطفى انت سندها وأخوها الكبير اللي لازمن تكون دائما حمايتها

اغلقت الاضاءه عليهم وتحركت لإسفل لتجد شوق تدلف من باب المنزل ، وقف ناصر في استقبالها يسأل وهو ينتفض من الغضب بسبب عدم معرفته بما يحدث حوله: كنتي فين ياما لنص الليل أكده
نزعت حجابها وهي تلتقط أنفاسها تتحدث لرباب قائله : هاتي بوق ميه يا بتي .. ابل ريقي .. نشفوا ريقي اللهي ينشف ريقهم