30💫

1.1K 23 1
                                    


صعق كل من هازان وياغيز اللذان احسا بأن اخر أمل لهما في شفاء ابنهما قد ذهب مهب الرياح.انتفض ياغيز من مكانه وقال:كيف؟ماذا يعني دكتور؟أليس هناك حل؟
الدكتور:أهدأ سيد ياغيز،سنعاود الكرة مع عائلتك يعني ممكن أن احد اقاربك من الدرجة الثانية يحمل نفس الانسجة و لهذا يجب ان يحللو غدا .هل لديك أقارب؟
اجابه بصوت مقتضب:أجل، فقط امي و أختي.
الطبيب :جيد فليحللو غدا بالصباح.
ياغيز بصوت مخنوق:و اذا كانت النتيجة سلبية؟
تنهد الدكتور و نظر لكلايهما و قال:عندها سنفكر بالحل الأخير.
ياغيز:و ما هو؟
الطبيب:انه صعب نوع ما لكن لن نتناقش به حتى نيأس كليا.
ياغيز بثقة:اعمل كل جهدك ايها الطبيب،انا أريده ان يعيش و سأفعل اي شيء من اجل ذالك.ثم التفت الى هازان ورمقها بكره و قال:ستكون امي و اختي غدا هنا من اجل التحليل و لا اوصيك بان يكون ذالك بسرية تامة.
الطبيب:اجل سيد ياغيز،لا تخف.
خرج ياغيز متوجها الى القصر،ليكلم والدته في الأمر، فرغم تأخر الوقت فهو سيحدثها لانه فعلا محتاجا الى صدر حنون يضمه بعد مأساة ذالك اليوم الصعب.
اما هازان فتوجهت الى غرفة ابنها و جلست تتأمله حتى غفت وهي ممسكة يده.
وصل ياغيز الى القصر،كانت الانوار مطفأة مما يدل على ان الجميع نيام ،فتح الباب و دخل لغرفة امه،كانت نائمة، تاملها و جلس عند قدميها وبدا يبكي،استيقظت سيفينش و قد دب الرعب بقلبها و قالت:ياغيز ماذا تفعل هنا؟
نظر اليها بعينين دامعتين وقال:أمي ارجوك ضميني الى صدرك،فانا بحاجة اليك.
ضمته سيفينش الى صدرها وهو يشهق كالطفل،لم يتوقف عن البكاء،فما اكتشفه اليوم كان رهيبا و يفوق طاقته.
ابعدته سيفينش و قالت بخوف:هل حدث مكروه لنيل؟
اجابها:لا يا امي،لكن سيحدث لشخص اكتشفت وجوده اليوم،و أنا أحبه أكثر من أي شخص،حتى اكثر من نفسي.
استغربت الامر وقالت:هل وقعت بالحب اخيرا.
غضب ياغيز وقال:هل عدنا لنفس الموضوع أمي،كيف أقع بالحب و انا احب زوجتي.
سيفينش بصرامة:انت لا تحبها،بل توهم نفسك بذالك،لما تعذب نفسك يا بني،ما تحس ناحيتها ليس بالحب،و انما شفقة.
نهض من السرير فورا وقال:امي اغلقي هذا الموضوع،رجاء.لقد أتيت الى هنا من اجل موضوع حساس جدا و سوف تصدمين عند معرفته.
اقتضبت ملامح سيفينش و قالت:ماذا جرى لك ياغيز؟لم اعهدك ضعيفا هكذا؟ما الموضوع؟
اقترب منها و مسك يديها وقال بصوت اجش:أمي لقد اكتشفت اليوم انه لدي ابن بالسادسة من عمره.
شهقت سيفينش و صرخت:مااذا!!!!! لكن كيف حصل ذالك؟ و من هي والدته؟
ياغيز:انا لم اكن اعرف بوجوده حتى البارحة،انها قصة معقدة و طويلة،لكن....ثم صمت ،لأن الدموع انهمرت من عينيه فمسحهما وواصل كلامه:انه مرض باللوكيميا.
شهقت سيفينش و دمعت عينيها،فهي الآن قد فهمت سبب بكائه و قالت:اما من امل لشفاءه بني؟
ياغيز:للأسف انه بالمرحلة الأخيرة و يتطلب علاجه نقل انسجة من احد تكون متطابقة لانسجته.
سيفينش:و هل وجدت ذالك الشخص؟
هز راسه نفيا:لا يا امي،لقد قمت انا ووالدته بالتحليل لكن للاسف انسجتنا غير متطابقة،بقي ان تقومي انت وسيلين اختي كآخر امل لدينا.
نظرت اليه و الدموع بعينيها وقالت بحزن:انا آسفة بني,اعلم انك تتعذب كثيرا،ساذهب غدا معك للقيام بالتحاليل،اما....سيلين فلن تستطيع ذالك؟
دهش ياغيز وقال:لكن امي انه ابن اخيها و رغم اختلافاتنا و نزاعاتنا ،انها ستفعل ذالك من اجل طفل بريء،هل سترفض؟ساتوسل اليها يا امي.
قاطعته سيفينش قائلة :لقد فهمتني خطأ،سيلين لن تنفعك،لانها حامل.
صعق ياغيز وقال بنبرة حزن:ماذا؟لم اكن اعلم.
سيفينش:كانت تريد اخبارك لكنكما تخاصمتنا آخر مرة.
ياغيز:انا مسرور لأجلها أمي.
سيفينش:ياغيز ،الن تحكي لي الأمر؟
ياغيز:سوف احكي لك،لكن ليس الآن، اريد النوم قليلا،حتى نذهب بالصباح الباكر،هل استطيع النوم بحضنك هذه الليلة؟
حضنته والدته و قالت:اكيد بني. ثم غفا بحضنها حتى الصباح.
افاق ياغيز مفزوعا،كانت امه توقظه فقالت:ياغيز لا تخف ،انها أنا، هيا استحم و لنذهب الى المستشفى.
نهض ياغيز مسرعا ،استحم و توجه منطلقا الى المستشفى.
اما هازان فقد افاقت على صوت ابنها الضعيف وهو يتحدث مع والدته جانيت،فتحت عينيها لتجد عينين زمرديتين حزينتين ينظران اليها بغرابة،كانت اول مرة تسمع صوته الملاءكي.ابتسمت و دنت منه و قبلت وجنتيه و أشارت الى البيدج المعلق بمءزرتها لتوضح له بأنها دكتورة.ابتسم لها ففطر قلبها ولم تتحمل تلك الابتسامة فخرجت مسرعة نحو الباب حيث اصطدمت بالدكتور ياسين الذي اوقفها قائلا :مهلا هازان لماذا تبكين؟
لم تستطع هازان اجابته، فكل ما كانت محتاجة اليه هو صدر حنون يضمها،ليخفف تلك الآلام الكبيرة التي اخترقت قلبها و روحها،ارتمت بحضنه وعانقته بشدة وهي تبكي و تبكي،لعل ألمها يزول.
وصل ياغيز ووالدته التي قامت بالتحليل،ثم طلبت منه رؤية حفيدها،فوافق على الا تظهر شيء،دخلا قسم الأطفال و لمح هازان تعانق ياسين بالبهو وهي تبكي،توقف قليلا و قال:اللعنة عليك

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن