19💫

1K 27 1
                                    


أفاقت هازان و هي تشعر بسعادة عارمة فقد حققت انتقامها وواجهت ذالك المتغطرس أخيرا و جعلته يتالم و يحس بتأنيب الضمير هذا ان كان لديه ضمير،هكذا فكرت وهي تلبس فستانها الصيفي القصير و تضع حذاء كعب عالي،لم يكن هذا هو لباسها اثناء الدوام بل كانت تكتفي دائما بالبنطال و القميص و لا تهتم بشكلها كثيرا.لكن هذا اليوم هو مميز لها فهي لن تعمل هناك و لهذا وضعت مكياجا خفيفا و اخذت حقيبة يدها و مفتاح سيارتها لتوجه الى المستشفى و أخيرا ستنال حريتها،ستستقيل و تذهب الى ازمير من اجل بدا حياة أفضل .وصلت الى المستشفى و الجميع مبهور بجمالها،فهي لأول مرة تظهر جمالها،اوقفها الدكتور ياسين وقد شهق من منظرها
و قال:تبدين فاتنة هذا الصباح.
ابتسمت هازان له و هي تقول:أجل احس بالسعادة اليوم،سعادة مفرطة.
الدكتو ياسين:و هل لي ان اعرف السبب.
ضحكت هازان وقالت و هي تمشي بالرواق:الحرية،انا استنشق عطر الحرية،و ما اجمله من عطر.
وقفت فجاة و تجمدت ضحكتها عندما رات ياغيز واقفا يتفرج على ما كانت تفعله،استجمعت قواها و اقتربت منه و هي تقول:أتيت من اجل تقديم استقالتي كما اتفقنا.
رمقها بنظرة نارية و قال:الى مكتبي.
تبعته الى مكتبه و جلس ثم اشار لها بالجلوس و قال:يبدو هذا اليوم مميز بالنسبة لك لارى السعادة تغمر وجهك.
اجابته بمكر:اجل و اخيرا تصالحت مع نفسي و اصبحت هازان أخرى بلا قيود الماضي
ارخى جسده على كرسيه المتحرك وقال مستهزءا:يعني انت بعد تلك اليلة القديمة تغيرت و البارحة سترجعين كما كنت،انا لا افهم كيف سترجعين و كيف كنت سابقا؟ربما كنت اكثر قساوة و أنانية على ما انت عليه اليوم.
هازان بغضب:كنت نقية و لدي احلام وطموحات ككل فتاة.
نظر اليها بتدقيق و قال:هل افهم من كلامك انك ستحاولين الزواج و انجاب الأطفال لانه حلم كل فتاة.
ارتبكت من كلامه لانها فعلا لا تفكر بهاته الأمور، لكنها تحدته وقالت:اجل اذا وقعت بالحب ساتزوج و انجب اطفالا و ليس طفلا واحدا.
اجابها ياغيز بضيق:و طفلك الأول هل نسيته؟الن يفكرك الانجاب بطفلك الذي بعته.
جمد الدم بعروقها،فهي كلما حاولت نسيان الموضوع ذكرها بجريمتها،فقالت بغضب:الطفل ليس منك،و هذا ليس شانك،انه كان طفلي ،ابيعه،اخنقه،لا شان لك.
ثم وقفت و اخرجت ورقة وقالت:تفضل هذه هي استقالتي.
اخذ منها الورقة و قراها جيدا وقال:لن اقبلها.
شهقت وقالت:ماذا؟لقد وعدتني البارحة بان تقبلها.
ياغيز:و عدتك بان اقبلها وساقبلها لكن لم اقل لك متى.
هازان:هذا اسمه احتيال
ياغيز بجدية:آنسة هازان المستشفى تمر بظروف صعبة و انا انقذتها من الافلاس بصعوبة و انا لن اغامر بتغيير الطاقم الطبي الآن.
هازان:لكن وعدتني اذا اردت ان اسامحك فاقبلها.
نظر اليها بغضب وقال:الامور الشخصية لا ادمجها مع الامور العملية و انت ملزمة بعقد معنا يلزمك التقيد به و الا تدفعين غرامة مالية،بقي سنة لينتهي عقدك معنا انستي.
هازان بغضب:لن اسامحك ابدا.
ياغيز بغضب:لقد قبضت مليون ليرة مقابل تعبك تلك الليلة لم تكوني بريءة أبدا كما تدعين وتوهمين به نفسك،فنحن الاثنين اخطانا تلك الليلة و الاهم من ذالك ان ذالك الخطأ طالنا وحدنا و لم يطل غيرنا.
اغرورقت عيناها بالدموع و قالت:ستندم اوكد لك ستندم لانك لم تقبل استقالتي و تتركني ابتعد من هنا،لاننا مثل الكبريت والنار و سنحترق عاجلا ام آجلا و عندها لن ينفع الندم.ثم خرجت مسرعة تارك اياه بحيرة وهو يحاول ان يفهم من هو الكبريت و من هو النار

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن