3💫

1.1K 25 1
                                    


بينما الجميع يتحدث كعادة كل اجتماع شردت هازان بماضيها المؤلم، كانت فتاة تعيش بحي فقير جدا،كانت امها فضيلة تخدم بالبيوت لاعالتها هي و اخوها كنان الذي كان يتعاطى للمخدرات و يضرب امه من اجل اخذ المال منها و عندما تتدخل هازان للدفاع عن امها يضربها هي الاخرى.كان يغيب احيانا ثم يرجع عندما يحتاج الى النقود.اما والدها فلم تعرفه ،اخبرتها امها انه توفي إثر حادث عمل بمنشآت أحد الشركات الكبرى،و لم يعطوه أي تعويض،فكم مرة حاولت امها طلب حقها منهم لكن صاحب الشركة كان رجلا قاسي جدا،كانت امها داءما تحكي لها عن مأساتها ومعاناتها فلولا ذالك الحادث اللعين لما اضطرت للعمل بالبيوت و لما تشرد اخوها واصبح متسكعا و مدمن مخدرات.
انتبهت هازان عندما سمعت الدكتور ياسين يهمس باسمها بصوته الرقيق وهو يقول:دكتورة هازان،انه دورنا لمناقشة امور و مشاكل جناحنا الطبي .
تنحنت و قالت:حسنا معذرة لقد شردت قليلا.
اجابها صوت ساخر:هل تشردين أيضا أثناء عملك يا آنسة؟
جفلت هازان لانه كان يوجه لها الكلام لأول مرة،بقيت تحدق فيه كالبلهاء لتحقق هل تعرف عليها؟هل تذكرها؟لكن يبدو لا،لم يتذكرها فصوته كان كالعادة قاسيا و متعجرفا،استجمعت نفسها وردت عليه بجفاء:آسفة مرة اخرى،لن يتكرر ذالك.
نيل:دكتورة هازن و دكتور سنان انتما المسؤولان عن قسم طب الأطفال، لقد درست ملفكما و تبين انكما من أكفأ الأطباء. صمتت قليلا و نظرت نحو زوجها و تنهدت و تابعت القول:انا شخصيا مهتمة بهذا القسم ،و لهذا اريد حل كل المشاكل المتعلقة به.فاذا كانت هناك مشاكل اكتبوها بتقرير وضعوه بمكتبي بالإدارة.
كانت هازان تتاملها و من خلال معرفتها بآلام الناس،فقد كانت متأكدة من ان هذه السيدة الجميلة تعيسة بحياتها،ابتسمت في سرها باستهزاء و قالت:طبعا من تتزوج ذالك الندل فلن تكون سعيدة معه،خسارة،فهي تبدو سيدة جميلة وخلوقة،و قد ضيعت حياتها مع رجل قاسي لا يعرف الرحمة مثله.
انتهى الاجتماع و بدا الجميع بالخروج، و بينما هازان تخرج بين تلك الحشود،سمعت صوتا من ورائها يقول:انسة هازان،دقيقة من فضلك.
كان صوته أشبه بصوت الجلاد،لقد انتهى امرها،لقد تذكرها بالتأكيد، تنفست نفسا عميقا و استدارت لتواجه تلك العيون الزجاجية و قالت:نعم تفضل سيدي.
ياغيز:هل التقينا من قبل؟
صعقت و احست بان الدم قد جمد بعروقها وقالت:لا لا أظن.
ياغيز:من أي جامعة تخرجت.
هازان:اظن ان كل شيء واضح بملفي،تخرجت من جامعة ميرامار .
بدا يدقق بملامحها  جيدا و كانه يريد ان يتذكر أين رآها، فقالت:اذا كنت تريد ان تعرف اذا كنت قد رايتني بالجامعة قبلا، فاحب ان اذكرك بانك تكبرني كثيرا لتكون من دفعتي.
قطب حاجبيه وقال:و كيف عرفتي انني اكبرك؟فانا لست عجوزا.
هازان:لم اقل انك عجوز و لكنك ظاهر بانك تكبرني باعوام لدرجة من المستحيل ان اكون من دفعتك.
ضحك تلك الضحكة التي لم تنساها و لن تنساها،تلك الضحكة كانت هي رد فعله عندما يريد اضعاف فريسته و انهاء النقاش مع خصومه.ا
اقترب منها وقال:أولا عندما سالتك عن جامعتك،فلم تكن غايتي لاعرف ان كنت من دفعتك،فاعلم جيدا ان فرق السن لن يسمح بذالك.ثانيا انا تكهنت انني ربما رايتك باحد الجامعات لانني كنت ادرس بها و ليس ادرس بها.
اتسعت عييناها من فرط دهشتها فهي لم تتصور ابدا ان ذالك المتعالي المغرور كان استاذا جامعيا،كان يبدو فتى طاءشا يحب اللهو مع الفتيات .استدركت نفسها
وقالت:آسفة سيدي لم اتصور انك كنت استاذا بالجامعة.
نظر اليها بغضب و قال:لماذا؟الست مناسبا لذالك المنصب؟
هازان بتلعثم:لا لم اقصد لكنني لم اراك بجامعتي .
اجابها ببرود:لانني كنت ادرس بجامعة كوتش الخاصة ،علاوة على ذالك،انا درست الهندسة المعمارية و ليس الطب.
ابتلعت ريقها وقالت:اذا فمن المستحيل اننا قد التقينا من قبل،فالهندسة و الطب فرعان مختلفان و بعيدان جدا.
اقترب منها اكثر وقال:اجل بعيدان لدرجة انني مازلت متاكد من أنني رأيت هذه النظرات من قبل و حدسي لا يخونني.حسنا يمكنك الذهاب آنسة شامكران و لا تنسي ما امرتك به زوجتي.
خرجت هازان وهي تحس بأن السماء فوقها والأرض تحتها،سيتذكرها بالتأكيد، لكنها ستنكر مهما حاول معها،نعم ستنكر و تنسى كما انكرت دائما تلك الليلة و نسيتها

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن