55💫

1.2K 27 3
                                    


أشعل ضوء المصباح الخافت الذي كان على المنضدة،ليتفاجا بوجود هازان نائمة بسريره،لقد ظن انها عادت الى منزلها،فهذا ما يفسر اختفائها منذ رجوعهم من المقبرة.
تنهد و اطفا الضوء،ثم حضنها نام هو الآخر.
هل الصباح وبدات هازان تشم رائحة ذكورية جعلتها تنهض بسرعة للحمام لتتقيا،الشيء الذي ايقظ ياغيز فهرول مسرعا الى الحمام ليجدها تستفرغ،حاول غسل وجههى الا انها قالت:ابتعد عني،فراءحتك كريهة.
صعق ياغيز وقال:ماذا؟مالذي تهذين به الآن؟ هل انت جادة؟
و بدا يشم جسمه و قال:انا لا اشم شيئا كريها.ثم عقد ساعديه على صدره العاري وقال:مالذي اتى بك الى غرفتي؟
اجابته وهي تضع يدها على انفها كي لا تستنشق رائحته و قالت:لم اكن اعلم بانها غرفتك،طلبت من امك غرفة لاستريح و الخامة رافقتني الى هنا.
دقق بملامحها وقال:انت شاحبة جدا،هل انت مريضة.
سالت الدموع من على عينيها وقالت:و هل ما حل بي من فاجعة تترك الواحد من دون ان يمرض؟
تقدم نحوها والدموع بمقلتيه وقال:انها فاجعتنا وليست فاجعتك ثم ضمها بقوة لصدره لكنها بدات تتحرك للابتعاد عنه،لكنه شد على قبضته ليتشاطرا حزنهما فاستفرغت على صدره،مما جعله يبتعد بسرعة وهو يصرخ:مالذي فعلته حمقاء؟
هازان و محرجة؛:آسفة لقد حاولت الابتعاد و انت شددت على قبضتك.
ياغيز وهو ممتعظ :اللعنة.
هرولت هازان الى الحمام فبدات بغسل وجهها وتبعها هو الاخر وهو يتافف و ينزع بنطاله ليستحم.
صرخت و هي تغسل وجهها :انتظر لاخرج.
ياغيز بغضب:انه حمامي،ثم ان القيء شيء مقزز،انصحك بزيارة الطبيب لان هذا غير طبيعي بالمرة ثم بدا يستحم غير آبه بوجودها.
اشاحت بوجهها عنه وخرجت،و اغلقت الباب وراءهاو هي تقول في نفسها:معه حق أنا مريضة و احس بالضعف،فربما الحزن من انهكني و جعلني ضعيفة.
جلست على طرف السرير،خرج ياغيز بعد دقائق وهو يلف منشفة على وسطه،كان شعره مبللا و قطرات الماء تتسرب من جبينه على وجهه.
كانت هازان تتامله من دون خجل،اما هو استغرب وجودها بغرفته ووتحديقها به من دون خجل اقترب من خزانة ملابسه وقال:لماذا لم تنزلي الى الصالون،و لماذا تحدقين بي هكذا؟فليس وقت اغراءك أبدا. ثم نزع منشفته ليرتدي ملابسه.
شهقت هازان وبقيت متسمرة تنظر اليه،لاحظ تصرفها الغير الطبيعي ارتدى بسرعة و تقدم نحوها ومسكها من ذراعها و قال:لماذا تحدقين بي هكذا؟الا تخجلين مني؟
لم تجبه فهي ايضا لم تجد مبررا لتصرفها و قالت:و انت لما لم تخجل عندما نزعت المنشفة.
ياغيز:آلله آلله هذه غرفتي و نزعت المنشفة لانني اريد ارتداء ملابسي لان هناك يوم طويل ينتظرني .حسنا مالذي تريدينه؟
هازان:اريدك ان تقبل استقالتي،لانني لن استطيع العمل بالمستشفى الذي مات فيه إبني.
تنهد وقال:هل سترحلين من اسطنبول؟
هازان:أجل سأستاجر بيت و اذهب من هنا،اريد البدا من جديد.
قال ياغيز بتهكم:اجل البدا من جديد مع حبيب جديد ام قديم؟
هازان:مالذي تقصده؟
ياغيز: لا اقصد شيءا لان حياتك لا تهمني البتة.اعتبري استقالتك مقبولة.
هازان بصوت مرتجف:اذا ساغادر بعد انتهاء اسبوع وفاة روني.
ياغيز:هازان هل تعلمين لماذا لحد الان لم اسامحك على إخفاء وجود روني عني.
اخفضت عينيها وقالت:اعلم،لان ذالك تسبب في تاخر حالته.
امتلات عيناه بالدموع وقال:ذالك سبب،لكن السبب الرئيسي، هو انني لن استطيع ان اصبح ابا من جديد،بعكسك انت،فمتى شئت يمكنك ان تصبحي اما.
قال ذالك وخرج من الغرفة تاركا اياها بحيرة

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن