10💫

1K 30 2
                                    


بقيت هازان تبكي طول الليل و هي تقول:انا لست أما جيدة،انا لا استحق أن أكون أما .حتى غفت ،كانت طول الليل ترى كوابيس و هي تلد،تلك الأوجاع الفظيعة و الحسرة لانها ضيعت سنة كاملة من الجهد و التعب بالدراسة لتلد بيوم الامتحان،كان شعورها آنذاك يجمع بين الغضب و الكره و خيبة الأمل، كانت صغيرة ووحيدة و لم يكن بجانبها ولا أحد من اجل ان ينصحها او يقف بجانبها،كانت يائسة لدرجة قامت بأبشع جريمة تقوم بها الأم اتجاه ابنها.صرخت فجاة و نهضت من الفراش لتجد ان الصباح قد هل من جديد ولا تعرف ما يحمله لها من مفاجأت.
طردت ذالك الماضي البائس من راسها و استحمت وارتدت ثيابها و كالعادة وضعت قناع اللامبلاة و السعدة المزيفة على شفاهها ثم ركبت سيارتها وانطلقت الى المستشفى.
دخلت قسم الأطفال ووجدت بتول التي قالت لها:تبدين بخير.
هازان:أجل انني بخير و اظن انه سيكون يوما رائعا، فانا أشعر ذالك.
عبست بتول واقتربت منها و هي تنظر يمينا وشمالا و همست باذنها:ذالك القاسي هنا.
اجفلت هازان وهي تحاول الا تصدق ما فهمته منها وقال:اتقصدين...
بتول:اجل،لهذا الى العمل قبل ان يقبضنا متلبسين.
كانت هازان تشتغل طول اليوم وهي على اعصابها،لأن بقي حديثهما بالمنتصف البارح وهو لن يهدأ حتى يعرف تكملة القصة.
انهت عملها بسلام و استغربت انه لم يرسل بطلبها و لم تقابله.
مر اسبوع كان ياغيز يأتي الى المستشفى كل صباح يمكث ساعتين بالادارة ثم يذهب الى شركته و اعماله ،كان متعب للغاية،اما هازان فقد كانت تحبس نفسها بقسم الأطفال طيلة الساعتين ،حتى يذهب.علمت من بتول انه ياتي لان زوجته سافرت الى لندن لهذا هو مضطر ليحل مكانها.
كان ياغيز بعد اخر محادثه مع هازان مصرا بل زاد اصرار على معرفة ماضيها و سر اختفاء ابنها، و لهذا وكل مهمة البحث عن اي معلومات حول سر اختفاء ابنها لاردال.كما انه حدد له مدة اسبوع كحد اقصى.و لهذا كان لايزال بمكتبه و لم يغادره لان اردال قد اتصل به ليعلمه انه توصل اخيرا الى سر اختفاء ابنها.
دق الباب و دخل اردال وهو يقول:سيدي هذا الملف يضم كل شيء يخص سر اختفاء ابن السيدة هازان شامكران.
مسك ياغيز الملف و قال له:و ماضيها قبل ان تبلغ السن 19.؟
اردال:لم اتوصل الى اية معلومات حول ذالك،و انا ركزت على الابن أولا.
ياغيز:حسنا يمكنك الذهاب الآن و واصل البحث عن حياتها و ماضيها و هل كانت على علاقة بي من قريب او بعيد بأي موضوع.
اردال:حسنا سيدي.ثم خرج.
مسك ياغيز الملف و فتحه ليرى صورة طفل رضيع ملفوف بخرقة زرقاء و مكتوب باعلى الصورة:زكس شامكران.
بقي ساعة وهو يقرأ تلك الاوراق الاربعة و يعيد قراءتها ،لقد كان فعلا مصدوما مما قرأه.فقرر مجابهتها بحقيقتها الدنيئة، ركب سيارته و توجه الى منزلها.
كانت هازان تستمع الى موسيقى بتهوفن كعادتها و ترتشف قهوتها الكبوتشينو عندما رن جرس الباب.تاففت كعادتها لانها تحب العزلة و لا تحب المتطفلين.
فتحت الباب لتجده امامها،كان يبدو غاضبا للغاية،دخل دون استئذان، فغضبت وصرخت بوجهه:كيف تدخل الى منزلي من دون ان أذن لك.
رمقها بغضب و رمى الملف على وجهها وقال:اتيت لاتناقش معك حول جريمتك بحق طفلك

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن