قررت نيل ضرب عصفورين بحجر واحد،فقد نفذ الب خطته و الان يجب ان تنفذ خطتها الثانية الا وهي التخلص من الجنين بدون ان تنتبه هازان،فهي ستضع الدواء بكاس العصير حتى يقترب روني ان يموت.لتنشغل بموت ابنها.
انتظرت حتى مرت ساعة و طلبت من السكريتيرة بان تطلب من هازان موافاتها الى مكتبها.كان هناك كاسين قد اعدتهما واحد وضعت به الدواء و الكاس الآخر كان فارغا، وطبعا لون الكؤوس كان اخضر ليحجب رؤية الدواء،وضعت قنينة العصير بجانبهما و اعتدلت في جلستها و هي تقول:اهلا بك هازان في جحيمي،انت لا تعرفين مع من تعبثين و لن اتنازل عن ياغيز ابدا.
استغربت هازان لما طلبت منها نيل الذهاب الى مكتبها،فهي كانت تنتظر مواجهتها باقرب فرصة و ها قد حانت الآن. .كان الطبيب جد متفائل و مسرور لايجاد متبرع
فقال:لقد جاء بالوقت المناسب،لان جسم روني لن يتحمل مدة اطول.
كانت جانيت هي أيضا فرحة وتكاد لا تصدق ان ابنها روني سينجو،تعانقت هي و هازان كثيرا بعدما زف لها ياغيز الخبر.كانت سيفينش هي ايضا مسرورة و الحقيقة الجميع كان مسرورا ماعاد تلك الحرباء.
دقت هازان الباب و دخلت لتجد نيل جالسة على مكتبها،ابتسمت ابتسامتها الصفراء وقالت:ادخلي هازان و اجلسي من فضلك.
جلست هازان وهي مرتبكة.
فاردفت نيل قائلة :هازان،انظري اي امراة بمكاني سترفض قطعا ان يقيم زوجها علاقة جنسية مع امراة اخرى،لكن لقد اخبرني ياغيز ان الدافع هو حياة روني و افهمني بالا انظر الى تلك المسالة كانها خيانة لي. و لانني احبه و اسعد لسعادته،فانا لا احقد عليك ابدا،لانني انا أيضا احببت روني قبل ان اعلم انه ابن زوجي و قد تعاطفت معك قبل ان اعرف انك و ياغيز لكما ابن مشترك،صدمت بالبداية،لكن ذالك كان بالماضي البعيد و لا حرج عليكما،لهذا اردت ان اقول لك انني سابقى صديقتك مهما حدث.
هازان محرجة:اعلم ان الوضع محرج،لكن كما قال لك السيد ياغيز كل ما فعلناه كان من اجل روني فقط،و الحمد لله،لم يكن هناك حمل و سينقذ روني غدا.
نيل:اجل فغدا سيكون يوما سعيدا بالتأكيد لكما انتما الوالدين و طبعا انا ايضا لانني ساعتبر روني مثل ابني.
ابتسمت هازان وقالت:اكيد هو مثل ابنك.
نهضت نيل وهي تتجه الى المنضدة و تفرغ العصير بالكاسين.فاخذت واحدا لها وقدمت الكاس الاخر لهازان وقالت:اذا لنحتفل بانقاذ حياة روني.
هازان:لنؤجل الاحتفال غدا بعد العملية
نيل :لا ارجوك،سنحتفل فقط انا وانت الآن و غدا و بعد اجتياز العملية على خير سنحتفل بالمستشفى.
ابتسمت هازان واخذت منها كاس العصير ثم رفعت نيل كاسها وقالت :في صحة حياة روني و شربته دفعة واحدة.
ففعلت مثلها هازان ورفعت كاسها و هي تقول:في صحة ابني الذي سيعيش حياة طبيعية وطويلة ان شاء الله،ثم قربت كاسها من فمها لتشربه ،لكن بتول دخلت بسرعة و هي تصرخ:هازان،اسرعي انه روني
وقفت هازان والذعر بعينيها،فالقت الكاس أرضا و قالت:مابه روني؟هيا قولي
اقتربت بتول و الدموع بعينيها:اسرعي هازان اسرعي.
خرجت هازان من الغرفة تركض كالمجنونة لتجد جانيت واقعة بالأرض وهي تشهق بالبكاء،و سيفينش و ياغيز متعانقين و هما يبكيان،اتجهت نحو غرفة العناية لتجد جسم روني تحت الغطاء الابيض لا يظهر شيءا منه.شهقت و صرخت وهي تضرب الزجاج بيديها:روني لا لا لا روني لا تذهب لا تتركني روني ارجع لقد وجدنا المتبرع،دخلت الى الغرفة و نزعت عنه الغطاء و بدات تقبله وتهزه بعنف وهي تقول:انهض ارجوك،انهض،لا لن تموت لا.دخل ياسين وهو متاثر و مسكها من خلفها و ادارها نحوه وهو يقول:هازان تقبلي الأمر، لقد مات روني.
صرخت:لا لا تقل هذا!سننقذه غدا،لقد وجدنا المتبرع.
ضمها ياسين الى صدره بقوة وهو يقول:اهدني حبيبتي انه بمكان جميل افضل من هنا،تقبلي الأمر
كانت تصرخ وتقول:لا لا لن أتقبل الامر،ففقدت وعيها ليحملها ياسين ويدخلها احد الغرف.
اما ياغيز فكان بحضن امه لما رأى هازان تصرخ وتزيح الغطاء عن وجه ابنها ،كان يريد ان يعانقها ليتقاسما حزنهما لكن ياسين سبقه مما زاد حقده عليهما و زاد من غيظه،لانه تذكر انها السبب في تاخر حالة روني فلو كان يعلم بوجوده لما تاخرت حالته،فهو لن يسامحها ابدا لانها جعلته يحس بالم فقدان الأبن الذي كان احساسا مؤلما لا يمكن احتماله
