27💫

1K 27 1
                                    


نظرت اليه هازان بنظرة مبهمة وقالت:لا أفهم؟ مالذي تعنيه؟
اجابها بصوت صارم:لانه ابنك .
تسارعت نبضات هازان وهي تنظر الى ياغيز،و شهقت،وهي تقول:انت تمزح.ثم نظرت الى المراة التي كانت بجانب نيل،ففهمت انها أجنبية لانها باعت ابنها لعائلة المانية،تضاربت الأفكار براسها ونظرت الى ذاك الجسد الهزيل الذي يقاوم المرض،و بدات تدقق بملامحه،الشقراء،هو يشبه امه الشقراء،لا يمكن ان يكون ابنها،لا يمكن،ابنها يعيش سعيدا مع اسرته،ابنها لا يمكن ان يكون مريضا و يحتضر،لا لا يمكن ان تتعذب و تموت مرتين،مرة  يوم استغنت عنه وباعته و مرة عندما يحتضر و يموت.ضحكت وقالت بشكل هستيري:انه ليس ابني،هو لا يشبهني،انظر انه يشبه امه ،انه أشقر كامه.انظر،في تلك اللحظة فتح الصبي عيناه الزمرديتان التان كانتا نفس عيناي ياغيز،شهقت هازان مرة اخرى وقالت:هو ابني،الآن عرفت انه ابني ثم هوت على الأرض فاقدة وعيها بالكامل.
افاقت هازان لتجد نيل بجانبها ،حاولت النهوض لكنها اوقفتها وهي تقول:هازان،يجب ان تكوني قوية من اجله،كما هي قوية امه الأخرى.
هازان:انا لا املك الحق حتى بمناداته ابني،ليس لدي ذالك الحق.انا ام سيئة، سيئة.
احتظنتها نيل وقالت:لا تقولي ذالك،ابوه هو الملام على ذالك ،هو من باعه.
انتفضت هازان من مكانها،فياغيز لم يخبر نيل بكذبتها عليها،لم يرد ان يصدمها لتعرف ان هازان هي التي باعت ابنها ولادخل لابوه بالامر لانه لا علم له بوجوده.كم احترمت شهامته،لكن ماذا ستفعل ان عرف انه ابنه؟و هل عرف ذالك ام لا؟ثم كيف وجد ابنها؟و ماهي نسبة علاج ابنها و بأي مرحلة وصل مرضه؟كانت هذه الأسئلة تدور بمخيلتها و تحتاج الى انسان واحد للإجابة عنها.
نظرت نحو نيل وقالت:كيف توصلتم الى ابني؟
نيل:انه ياغيز هو من بحث حتى وجده،اراد ان يفاجاك بابنك ،لكن وجده مريضا كما ترين.
هازان:اين اسرته،لما والدته فقط معه؟
نيل:لقد توفي زوجها منذ سنتين و هي كما ترين لا تنجب لهذا اشترته،كانا اغنياء،لكن تعرض زوجها للافلاس الذي تسبب بموته بسبب الصدمة والحزن.فعاشت بالبؤس و الفقر ،لهذا لم تستطع معالجة روني بالوقت الصحيح فتسبب ذالك بتاخر حالته.
هازان:ماذا تعنين؟
نيل و الدموع بعينيها:انه يحتضر.
صرخت هازان وقالت:لا لا لن يموت ليس بعدما اجتمعت به.
دخل ياغيز بتلك اللحظة ومعه دكتور و قال:انسة هازان الدكتور رفعت سيشرح لك الوضع،لقد اتى خصيصا من أنقرة.
الطبيب:ابنك يمر بمرحله النهاءية من مرضه،يعني حتى الاشعة لا تصلح لعلاجه،يمكننا ان نقول انه قد وصل الى المرحلة الثالثة من المرض و انت دكتورة و تعلمين ان هذه المرحلة سيكون علاج المريض صعبا و لا يمكننا اتقاذه الا بالقيام بعملية زرع الانسجه النخاعية لمخ العظام التي توافقه.
بلعت هازان ريقها وقالت:اذا سابدا بالتحليل حالا.
الطبيب:اجل بما انك امه البيولوجية فمن المحتمل ان تكون انسجتك متطابقة له و إذا لم تكن سننضطر لناخذ من اقاربك او والده
ابتلعت هازان ريقها و قالت:انا لا اقارب لدي والدي و اخي الوحيد متوفون.
الطبيب:ووالد الطفل؟
ارتبكت هازان وقالت:لا اعرف اين هو بالضبط.لنبدا بي
الطبيب:اتمنى ان تتطابق انسجتكما فعلا لانه ليس لديه وقت كثير لننتظر ظهور متبرع.
نهضت هازان مسرعة الى قسم التحليلات و اخذو منها عينة على ان تظهر النتيجة بعد ساعة.
دقت باب غرفة ابنها ووجدت تلك المراة هناك،لم تكن هازان تتقن اللغة الالمانية و لا تلك المرأة تتقن التركية،لكنهما تعانقتا وهما يبكيان لان الامهما مشتركة.دنت هازان من ابنها وقالت :ارجوك سامحني بني،سامحني لاني كنت انا سيئة، لاني رفضتك وأبعدتك عني،لا اريد ان اتعاقب بحرمانك مرة اخرى،صدقني قاومت و قاومت لانساك،لكنني لم انساك.احست فجاة بيد تربت على كتفها و صوت مالوف يقول لها:لقد قلت لك انه ربما لا يكون سعيدا حيث يعيش،ربما هو محتاج إليك، أرأيت كم هو ضعيف و مريض لدرجة انه يحتاجك انت امه البيلوجية لانقاذه من الموت،حتى وإن هربت و تخليت عنه،فالقدر جمعكما لكن بشكل محزن.مؤسف عليه لانه لايزال صغيرا وهو يحتاج لدعمك وقوتك و لحنانك،فارجو الا تبخلي عليه.
اجابته من دون ان تنظر اليه:شكرا لانك جمعتني به.
خرج بصمت بعد ربع ساعة ،دخلت بتلك الاثناء بتول وهي تلهث و تقول:هازان ان الطبيب يستدعيك ،لقد ظهرت التحاليل.
مسحت هازان دموعها و هرولت مسرعة الى مكتب الطبيب دخلت دون استئذان فوجدت الجميع هناك:ياغيز ،نيل،والدة روني و الطبيب.
كانت واقفة تقرأ وجوههم لتفسرها لكنها لم تستطع،اقتربت من الطبيب و قالت:هل هي متطابقة؟
الطبيب باسى:للأسف لن تستطيعي التبرع له فانسجتكما غير متطابقة،الحل ان تخبري والده ليقوم هو ايضا بالفحص ،فهو الفرصة الاخيرة التي أمامنا.
صعقت هازان لما سمعته و نظرت الى ياغيز الذي كان يبدو متاثرا و حزينا.استجمعت قواها وقالت:هل يمكنكم تركي انا والسيد ياغيز على انفراد من فضلكم؟

لم انساك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن