Part 19

1.9K 205 27
                                    


اختفت ظلمة الليل

وبدأت ثنائي الطيور بالغناء على غصن الشجرة ، بينما تهمس اوراق الأشجار باحتكاكها سوياً ، عبر الرياح الجارية ، كانت هناك ضيفة عابسة الوجهه ، تراقب السماء بتنهيدة مستاءة

يومان قد مروا بلمح البصر

لم يكن هناك شيئا خاص قد حدث ، سوى الهدوء بالقصر واختفاء الدوق الأكبر ، ومراهق فاقد الشغف يلازمها طيلة الوقت

تثاوبت ليانا حتى تجمعت بعض الدموع بعينيها ، رمشت بنعاس قليلا قبل ان تشعر بالرياح الباردة تزداد برودة ، اغلقت النافذة وفركت جسدها بيديها بهدوء بينما تمشي ببطء

استلقت على الأريكة الوسيعة كما تفعل عادة ، وحملت بعض الجرائد التي جلبتها إليها الخادمة ، متجاهلة كلياً ليمان ، الواقف كالحائط برداءه الاسود

" ها ؟ ، أميرة الزهور ! "

مضغت ليانا بصعوبة ابتسامة متكلفه ، خشية ان تنهار ملامحها الشامخة طيلة الايام الهادئة أمام ليمان ، الذي لم يفارق ولو للحظة جانبها

هي بالفعل قد عايشتها بخوف ، من ان يظهر شخصاً ما ويقتلها ، كما كان على الأميرة فعله لدفع ثمن قول الحقائق الى الدوق الأكبر

لكن على ما يبدو ، خوفها تلك تلاشى شيئا فشيئا ، ولم يبقى شيء سوى التأكد من الأميرة ، ان كانت بالفعل وقعت بالخدعة التي ساعدتها السيدة العجوز به

او ان الأمر احتاج لبعض الوقت قبل تحركها

على الرغم من انها تمنت بشدة ظهور الساحرة ، مستخدمة بعض الحيل او التعاويذ ، ولكي تظهر أمامها فجأة ، كالسراب ، كما تعلمت من سلسلة القصص الذي يرويها اصدقائها

الا ان الأمر لم يتحقق

هذا ما حصل ، شعرت باليأس

لم يكن هناك شيء ، ان كانت موجودة ، وعلمت بكل ما مرت به ، وحتى ساعدتها كما تقول ، إذا لما لم تأتي لالقاء حديث لائق ؟!

كان البقاء بأمل ضئيل يرهقها

حاولت بشدة طوال الأيام الماضية تهدئت قلبها المضطرب ، وحين شعرت بالقلق من ان تبقى وحيدة ، بحثت عن الدوق الأكبر

الذي اختفى من القصر بعد رجوع ليمان لحراستها فوراً

انتهى بها الأمر بخياطة بعض الملابس ، حيث لم يكن هناك شيئا لتلفت إليه ، تحت نظرات ليمان المعتادة ، لم تنزعج او تطلب منه الخروج ، على العكس تماماً

أصبحت سيدة الجنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن