Part 65

459 48 27
                                    

تأهبت بدفاعي عن الجارة السافلة ، واقفة ضد الدوق خشية الانقضاض عليها كالمجنون منذ بداية خطوه ناحيتها ، فصلت بينهم بوجهه متوسل إليه بينما امسكه جيداً ، أكاد اقسم ان أنفاسه الهائجة وصدره الذي يرتفع بوتيرة متسارعة توترني

فما يحمل تعابيره من شرارة حارقة قد تودي إليها بالهلاك

لا أريد أن أراها !

" اسكتيها والا قطعت لسانها السليط "

هسهس بنبرة مليئة بالحدة وهو يحرقها بعينيه للحظات قبل ان يشيح وجهه بحنق

لم يعجبني اساساً تسلط لسانها

زفرت أنفاسي بضيق ثم نظرت إليها ببرودة شديدة فور افلاتي للدوق

" نعتذر على الإزعاج بإصدار الضجة قبل قليل "

" إذا انتهيتي من النباح ، هل تودين إجراء محادثة لطيفة بشأن جارتك ؟"

اردفت بنبرة هادئة قدر الإمكان بينما ابتسامتي الباهتة ترتفع ببطء ، عقدت يداي حينما أظهرت تعبيراً متعجرف وهي تطالعني بتفحص

كلانا

" الآن أرى جيداً ، لا تبدون مثل جامعي الديون ، أين يكن لا أريد أن يتم ازعاجي في الصباح في التفاهة المجاورة ،  لذا ارحلوا ! "

هزت يدها لابعاد ذبابة مزعجة تحوم فوق انفها وهي تظهر انيابها بشراسة ، ما ازعجني ان وجهها أظهر تعبيراً غير لطيف البتة كما لو انني لم ارفق بكلامي معها

بحق خالق الارض

الا ترى انني رحيمة كفاية ؟

" ياه ، انتي ! "

توسعت عيناي صدماً حينما همست بشيء لم اسمعه ، بدى انها تشتمني للحظة ، وتراجعت إلى باب منزلها دون مبالاة بصراخها الأخير

" نصيحة صغيرة حتى لا تزعجوا جيران الحي ، الفتاة التي تعيش هنا لم نراها منذ اكثر من شهر ونحن لا نعلم عنها شيئا هذا الأمر انتهى "

خطت إلى عتبة الباب وتوقفت المرأة للحظة وهي تلف براسها إلينا

ترمي حديثها بانزعاج شديد

ثم دون أن تنتظر ، دخلت واقفلت الباب بقوة

رمشت عدد مرات متتالية ، مذهولة

" يبدو أن الوقاحة شيئا تختصون بها حقاً "

قلبت عيناي الي اران عندما سمعت هسهسته المغتاظة ويكبح اعصابه ، ثم الى الجار الأخر خلفه حيث كان يمسك سجارة باصبعه ويدخن به

أصبحت سيدة الجنون حيث تعيش القصص. اكتشف الآن