شيء من الندم
الفصل الثامن........
اقبل فوزي و هو متجهم و لما علم ان امينة عرفت كل شيء اصبحت مهمته اسهل و اخبرهم انه اقنع طبيبة زميلة له بمتابعة امر سعاد و التزامها لكنها تحفظت و ترددت لأنها قضية اغتصاب و رفضت التورط بهكذا قصة و بعد اقناعها وافقت ان تأتي اليها سعاد الى عيادتها الخاصة لكن المشكلة تكمن في كيفية خروج سعاد و بهكذا حال من البيت و بأي حجة و كيف يخفون امرها في هذه القرية الصغيرة التي سرعان ما يشاع فيها اي موقف او ريبة او خبر و لا تخفى فيها خافية.
بعد التدبير و الاتفاق اقتربت امينة من شعلان و قالت و هي ترتدي عبائتها وبارتباك: "سآخذ سعاد الى بيت الحاجة نجاة الان لتقرأعليها بعض سور القرآن و ترقيها.......... سمعت ان لتلك الحاجة بركات و كرامات بالشفاء من حالات الفزع و الخوف و بكلام الله فقط........ لن نتأخر طويلا"
تطلع شعلان بسعاد التي كانت خافضة بصرها و يدها الشاحبة متشبثة بيد جميلة الواقفة قربها و منتظرة ردة فعل شعلان على السماح لهم بالخروج من البيت دون ان يرتاب بأمرهم احدا و قال مسلما للأمر: "لا بأس اذهبا ان كان ذلك سيساعد سعاد على التعافي لكن بكلام الله فقط يا امينة لا تعرضي البنت لخزعبلات و خرافات النساء نحن اناس مؤمنين بالله لا نؤمن بالخرافات و اعمال الشيطان"
اومأت امينة و اشارت لجميلة لتخرج سعاد الى خارج البيت.
عندما خرجتا و سارتا لمسافة عن البيت سمعن رجل يدعوا الناس للتجمع قرب فيلا الشيخ علام و الدعوة موجهة لكل دور هذه المنطقة التي يقيم فيها شاهين ابن غانم و ذلك لأستماع خطاب الشيخ علام الموجه الى الاهالي و كان ذلك الرجل واقفا قرب بيت غانم و يعلن ذلك بصوت مرتفع و على من يتخلف بالحضور من الرجال مع عوائلهم سيتعرض لمسائلة ال مالك و يعتبر حليفا للمجرم شاهين و راضيا عن فعله المشين و يكون التجمع الساعة السادسة مساءا.قالت امينة و باستياء و حقد دفين و كأنها تحدث نفسها: "دعوة اجبارية لاستماع ترهات ......فعلة شاهين مشينة برأيهم......... ماذا يسمى اذن فعل ابنهم المصون بهذه الفتاة المسكينة............. لكن عدالة الله لن تتركهم بحالهم انا واثقة"
في بيت الحاجة نجاة كانت سعاد جالسة و خافضة بصرها و هي تشعر بالنساء يتطلعن بها بريبة لمنظرها الشاحب و دموعها المترقرقة بعينيها و علامات الاكتئاب البادية على محياها, ربتت امينة على حجرها و قالت بحزم: "كوني قوية يا ابنتي و لا يهمك شيء ان الله سيقف الى جانبك لأنك مظلومة و انا معك للنهاية و سأفعل ما بوسعي للحفاظ على حياتك و سمعتك و لو كلفني الامر حياتي"
كانت سيارة فوزي بانتظارهما خلف بيت الحاجة نجاة كما كان الاتفاق و ذهبتا معه الى عيادة الطبيبة سميرة التي استقبلتهم بشيء من القلق و التحفظ كانت امرأة ثلاثينية ليست جميلة لكنها هادئة و رقيقة التعامل و كانت تهتم جدا لسمعتها في القرية و متخوفة من اي مشاكل لا تريد اي شائبة تجعلها عرضة للاشاعات و الاقاويل و لأنها تحترم فوزي و تكن له الاعتزاز وافقت على استقبال حالة سعاد و المساعدة و لو كانت تعلم ان لداغر ضلع في القضية لتهربت من استقبالها.
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...