الفصل السابع و الثلاثون............
صرخت رغما عنها: "اخرجوني من هنا سأموت .......... اريد ماء"
ثم فكرت للحظات ونهضت و ا قتربت من الباب قائلة برجاء: "تعالي ارجوك............... اريد ان اذهب الى الحمام"
انتظرت متاملة ان تسمعها و تستجيب لطلبها بذلك تستطيع ان تفك وثاقها و تسير قليلا و هي فرصة لتتعرف على الخارج ربما تعرف اين هي و بأي ارض.
تطلعت نحو الخزانة بخوف ثم تحت ارجلها و بقيت تتلفت خشية ان تقترب منها حشرة ما او جرذ بشع .......
راقبت الباب بلهفة حتى انفتح و ظهرت لها المرأة قائلة: "تعالي"
هي و برجاء: "الا تفكي وثاقي؟"
قالت بحدة: "قلت تعالي"
سارت بخطى بطيئة و نظرت الى المكان امامها....... بقيت تسير و تتطلع حولها....... مجرد رواق مظلم بارد طويل حتى النوافذ كانت صغيرة جدا و عالية اقرب للسقف بحيث لن تستطيع ان تتعرف على شيء....... قالت و هي تسير خلف المرأة و بصوت خافت: "اين نحن؟....... اريد ان اعرف فقط........ اخبريني شيئا ارجوك"
انتظرت منها جوابا دون جدوى كانت صامتة و كأنها لم تسمعها....... قالت بتوسل: "اشعر بالبرد........ و العطش....... انا جائعة"
التفتت اليها قائلة بجفاء: "كفى......... لا تتحدثي كثيرا ....هيا تعالي"
وقفتا عند باب مقرف جدا و فتحت المرأة وثاقها....... امسكت يديها ببطء و هي متألمة جدا حتى آثار الحبل كانت واضحة على معصميها و تحرقها.
دفعت الباب ببطء و اشمئزاز كان باب حديدي يملأوه الصدأ...... دخلت و عضت على شفتها و هي تتأمل الحمام الكريه ........كان املها ان تشرب الماء لكن الامر غير مشجع ابدا.......... جفلت عندما قالت المرأة بصوت مرتفع: "لا تتأخري........... هيا"
فتحت صنبور الماء الشبه مكسور و خرجت لها قطرات من الماء المتغير اللون و دمعت عينيها و هي عاجزة عن اي شيء .......... لماذا يحصل معها كل ذلك؟....... اي عذاب هذا؟
و امسكت بطنها بيدها البيضاء الشاحبة ان ستخسر طفلها حتما لو بقيت هنا ايام اخر.
انتظرت الماء حتى ظهر لها بصورة افضل و اخذته بكفيها و شربت بتلهف و نثرته على وجهها المبلل بدموعها و نظرت الى الحشرات التي تملأ المكان الذي بدى لها مهجورا و هزت رأسها رافضة تقبل الامر.
.................................................. ..............................
اغمضت عينيها و فتحتهما عدة مرات بصعوبة بالغة و هي تشعر بانهيار قواها و خدر ذراعيها الموثوقتان و قالت بصوت خافت طالبة المساعدة: "استحلفك بالله يا خالة........... تعالي.......... ساعديني افتحي يدي صدقيني لن احتمل بعد"
لا تعرف كم من الوقت مر عليها و هي حبيسة في هذا القبر.......... الساعات تمر و هي تتعذب بالبرد و بدون طعام و لا شراب و تخنقها رائحة المكان العفنة الرطبة حتى صوتها اصبح ضعيفا و طوال الوقت تنادي على المرأة دون جدوى.
.................................................. ................................ضربت المرأة على خدها قائلة: "افيقي يا فتاة ........ افيقي"
فتحت عينيها ببطء و تطلعت بالمرآة ثم اغمضت عينيها مجددا كالفاقدة لوعيها.......ابعدت المرأة شعرها المتناثر حول وجهها و عنقها و قالت بصوت مرتفع: "تناولي هذا الرغيف كي لا تموتي....... سأفك يديك حتى تأكلي"
قالت سعاد بتعب و بنبرة ضعيفة حتى ان رأسها كان يتدلى على كتفها ليس لها القوة لترفعه: "اريد ان اقابلهم......... اريد ان اقابل خاطفي......... اريد ان اكلمه"
المرأة و هي تمسك و جهها الشاحب: "ليس لك هذا....... الاوامر هكذا........ ستبقين هنا لفترة طويلة....... هيا لا تتظاهري بالاغماء انت قادرة على الحركة و تناول الطعام......... هيا"
سعاد و عبر شفاه جافة: "اريد ان اقابلهم يجب ان اخبرهم امرا ضروري امر خطير و مهم...... لو تأخرتي و لم تخبريهم ستندمين........ لن اكل الا عندما ارى احدهم......... اذهبي و اخبريهم...... اذهبي"
تطلعت المرأة بها بالتدريج و لأنها ترتدي الملابس الواسعة لم تشعر بحملها و هي لا تريد ان تخبرها لأنها خائفة جدا من العواقب و ربما لو اخبرتها سيتغير شيئا لكنها مترددة و خائفة.
قالت لها بضعف شديد: "انا مظلومة يا خالة و لم افعل شيئا حرام ان تعامليني هكذا....... انا متزوجة حديثا........ و...... اشك اني حامل........ ا يرضيك ان اموت و انا حامل؟"
تغيرت ملامح المرأة و نهضت مبتعدة: "سعاد و بسرعة: "اخبريهم انني اريد مقابلتهم فقط"
سمعت الباب يقفل و اسندت رأسها على الجدار و تمنت ان يحن قلب تلك المرأة و تستجيب لها.
مرت قرابة ثلاثة ساعات او اكثر و هي تقاوم و كل فترة تجد نفسها نائمة او غائبة عن الوعي ثم تفتح عينيها حتى سمعت الباب يفتح و تطلعت الى شبح المرأة و هي تدخل و تترك الباب مفتوحا خلفها.
اقتربت منها و ساعدتها على الاعتدال و اسندت ظهرها على الجدار و امسكت وجهها قائلة: "افيقي........... لقد اخبرتهم انك طالبة رؤيتهم و مصرة على ذلك ........ و قد اقبل السيد بنفسه"
و ابعدت خصلات شعرها التي تغطي وجهها مواصلة: "قلت افيقي و تكلمي معه لعله يرحمك"
تطلعت سعاد نحو الباب بصعوبة حتى انها لم تستطيع الرؤيا جيدا و شاهدت شبح رجل طويل القامة يدخل و تنفست بتلاحق و سرت قشعريرة الخوف بكل جسدها اخيرا ستقابل خاطفها....... ستعرف من هو و بأي مكان هي و لأي ذنب يحبسونها؟
ابتعدت المرأة بسرعة و وقفت عند الباب و ذلك الشخص يتقدم بخطى بطيئة جدا و هو يتوكأ على عكاز!
عباءة و عمة و يسند يده على عكاز؟! رفعت بصرها بالتدريج و انفاسها تتلاحق و تصبح مسموعة و ملامحها تتغير و شفاهها تتحرك ببطء لتنطق بهمس و بفزع و دموع : "داغر!"انتهى الفصل
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...