الفصل الخمسون ج2.....
قال لها الحارس بجفاف: "الا ترحلي يا فتاة هناك اوامر بمنعك من الاقتراب لو تقدمت خطوة واحدة سنرميك بالرصاص"
حاولت تجاهله و سارت بخطى سريعة للدخول الا انهم منعوها بالاسلحة الطويلة ........ قالت بصراخ: "لا يهمني كلامكم ايها المرتزقة........ اريد رؤية الحاجة الكبيرة........... اتركوني...... اتركوني"
امسكها احدهم بقوة حتى توقف عندما قال صوت من الداخل: "دعوها............ لتدخل"
سارت مسرعة و دخلت الى حديقة الفيلا ثم اقتربت من ذلك الرجل الذي رأته يوما ما و ادركت انه احد ابناء علام ........ تطلع بها من الاسفل الى الاعلى بتفحص ثم قال بهدوء: "ماذا تريدين يا فتاة؟"
دعكت راحتيها بارتباك و هي تتطلع بشكله المهيب و عينيه القاتمتين اللتان تشبهان عيني داغر الى حد ما و قالت بتردد: "انا.......... جئت من اجل........... اريد...... اريد مقابلة الشيخ علام "
لا تدري لما قالت ذلك مع انها تود مقابلة الحاجة فربما خشيت ان يطردها معتقدا انها جائت للخدمة في هذا المكان او لطلب المعونة اما اذا كانت طلبت الشيخ علام سيهتم للامر اكثر و يتوقع انها جائت لامر هام و يتركها تدخل.
ابتسم و هو ينظر اليها و باستخفاف: "الشيخ علام بنفسه؟....... لا ادري كأني رأيتك مسبقا...... وجهك مألوف لدي من انت يا بنت؟"
اجابت ببهوت: "انا ابنة الفلاح شعلان"
ضاقت عينيه و زم شفتيه ثم قال بنبرة خافتة و بتوتر: "اخت مجاهد؟........ ماذا تريدين؟........ ان كنت تريدين المال انا ساعطيك"
هي و بسرعة: "اريد مقابلة الشيخ فحسب"
اشار لها الى الداخل و هو ينزل بصره و يتأمل قوامها قائلا: : "ادخلي يا حلوة......... و ان قضيت امرك........ تعالي الي"
دخلت و هي تشعر بنظراته تخترقها و شعرت بالضيق.... شقيق داغر..... تعالي الي؟........ يا لكم من رجال فاسدين و تلهثون وراء رغباتكم رأيتني مستضعفة و ابنة فلاح يعمل تحت امرتكم و اخت الشاب الذي يزعجكم و يقلقكم على الدوام قلت في نفسك لأستغلها و آخذ منها ما اشتهي ....هذا دأبكم مع فتيات القرية ايها الفاسقين ........لستم الا اشباه رجال و لا تعرفون معنا الشرف و الغيرة و المرؤة يا معدومين الضمير.
عندما دخلت الصالة هالها كل ذلك العز و الترف و ارتبكت بشدة عندما رأت علام جالس على احدى الارائك كأنه احد السلاطين و احد رجاله واقفا خلفه يدلك له اكتافه و صبي جالس تحت رجليه يقوم بخدمته و اخر يقرأ له كتابا و حالما رآها قال بدهشة: "تعالي يا صبية ...... من انت؟"
و التفتوا اليها جميعا شحبت و ارتبكت و اقتربت ببطء و لم تعرف ان تنطق امامه بأي كلمة ........ رمقتها الخادمة التي كانت تحمل صحن الفواكه بنظرة ثاقبة ثم اسرعت و اختفت.
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...