الفصل الثامن والعشرون

253 13 0
                                    


الفصل الثامن و العشرون...............

ابعدت يديها عن الباب الضخم ببطء و ابعدت بصرها بحزن بثينة حبيسة!
لقد كشفت الحقيقة الذي طالما خبأها مجاهد لقد افتضح امر الزواج السري يا ويل مجاهد انها لمصيبة كبيرة على رأسهم........ سارت متراجعة بخطى بطيئة و قد تفاقم خوفها و قلقها على مجاهد الذي ظن انه قادرا على ال مالك....... كان يعيش في وهم كبير و هي كانت تدرك العاقبة جيدا لقد سقط بايديهم و سيقطعونه اربا حتى بثينة الساذجة ظنت انها قادرة على حمايته من بطش اهلها كانت خيالية لدرجة لم تدرك حجم الخطر المحدق بهما.
الفتاة الان معاقبة و تنال منهم جزء من الظلم الذي يصبوه على الناس طيلة حياتهم....... يا الله ان قلبها اليوم لم يحتمل حجم العذاب و حلقة البلاء اصبحت تضيق عليها اكثر حتى كادت ان تخنقها.

و هي تسير في طريق العودة و الدموع تترقرق بعينيها فزعت عندما سقط امامها طيرا من السماء و بقي يرفرف بسرعة حتى ازهق روحه و نظرت هنا و هناك بحزن و خوف اذ انها علامة على بدأ المجابهة بين القبيلتين اذ ستبدأ المعارك و انتهت الهدنة بينهما.
اسرعت خطاها عندما سمعت صوت الاطلاقات النارية من بعيد خشية الاصابة برصاصة طائشة.

قبل ان تدخل دارها قابلت عفاف التي كانت مقبلة اليهم و قالت لها بسرعة: "تعالي يا عفاف بسرعة لندخل ما الذي اتى بك في هذه الساعة؟"
عفاف و بشحوب: "ماذا عن مجاهد يا سعاد؟"

عندما جلست في غرفتهن فركت يديها بانفعال و قالت بدموع: "منذ اعتقل مجاهد و انا احترق بداخلي....... خشيت عليه...... لا ادري اشعر ان قلبي يخفق بشدة كلما تخيلت انه سيصاب بمكروه........ بغض النظر عن كل شيء فهو....... ابن عمي........... بصراحة مازلت اكن له مشاعر قوية فمجاهد حب طفولتي و شبابي و لا يمكن ان اوجه ذلك الشعور لغيره انا تركت عدنان من اجل"

قاطعتها سعاد و ببكاء: "مجاهد تزوج يا عفاف و قد كشف امره امام ال مالك و سيقتلونه لا محالة لان الزوجة هي ابنة علام"

لطمت عفاف على وجهها و قالت بدموع كثيفة: "تزوج!.............. يا ويلي لم اتوقع منه كل ذلك...... ظننت انه سيعود الي يوما ما.......... ماذا فعل مجاهد؟......... ماذا فعل؟"
سعاد و بانفعال: "عفاف........ افهمي ان اخي اليوم بخطر و ربما سيقتل شأنه شأن صديقه شاهين الذي قتل على ايديهم قبل فترة......... لا اود ان ابعث بقلبك الامل و اخبرك ان اخي يبادلك الحب او يفكر بالعودة اليك لكن فكري بعقلك جيدا....... من مجاهد؟........ و كيف هي افكاره؟....... و الى ماذا يرمي؟............. و لماذا ابنة علام كبير ال مالك بالذات؟........... فكري و لا تكوني غبية"
ابعدت عفاف يديها عن وجهها ببطء و تألقت عينيها الواسعتين ببريق متردد من الامل و قالت بضعف: "ماذا تقصدين؟...... مجاهد لم يتركني عبثا؟........ و ان الفتاة مجرد اداة انتقام؟........ لا تلعبي بي يا سعاد ارجوك"

في اليوم التالي كانت سعاد تعض باناملها و هي تراقب شعلان الذي يسير ذهابا و ايابا امامها و يضرب يده بيده الاخرى و يهمس كالمجنون: "ابني مجاهد....... سيقتلونه لا محالة........ سيقتلون ابني....... ماذا فعل مجاهد ليأخذوه هكذا.............. قلت له الجم لسانك..... قلت له اسكت يا مجاهد..... قلت له"
و التفتوا الى الباب جميعا عندما سمعوا طرقا قويا و اسرعت امينة و خلفها شعلان راكضا و تمنت هي ان معجزة حدثت ليطلقوا سراح مجاهد و يعيدوه اليهم.
لكن.......... كل الوجوه تسمرت و نهضت سعاد و هي تشعر بضعف قدميها.......
قال شعلان بصوت واهن و ضعيف: "اهلا....... اهلا بك يا شيخ علام"
تراجعوا عندما دخل ذلك العجوز الحاقد المخيف الهيئة بكل هيبته و قسوة عينيه و جبروته وامر رجاله ان ينتظروا خارجا عند الباب.
رمقهم بنظرة غضب هو يتطلع بشعلان باحتقار و قال بنبرة قوية: "ابنك الكلب سينال جزائه يا شعلان..... غدا ستسمع الحكم الذي صدر عليه من قبلنا و سنعلنه امام الملأ"
وضعت امينة يديها على صدرها و هزت رأسها باستنكار و خوف و امسكت جميلة بيد سعاد التي كانت تنظر بقهر و حرقة قلب الى علام.

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن