الفصل العاشر............
و اجهشت بالبكاء و عانقتها جميلة قائلة بأسف و همس: "ادرك شعورك....... اعلم بمعاناتك كل لحظة تمر صدقيني........... انا افهمك و مستاءة ربما اكثر منك"
هي و بانهيار: "ليتني قادرة على قتله.......... كم اشتهي ان اغرز سكينا بقلبه و امزقه بيدي........... ليتني قادرة لأخلص الناس من شره"بعد مرور اسبوع........ كان في بيتهم عمومتها علوان و ناصر و فخري فقد جائوا للزيارة كعادتهم كل فترة للتجمع في بيت احدهم و كانوا امثال شعلان فقراء ليس لهم الا الاهتمام بعوائلهم و ستر انفسهم من اغضاب ال مالك و كانت سعاد واقفة عند باب المطبخ تنصت اليهم عندما قال علوان بضجر: "هرج و مرج و ضوضاء في قصر الشيخ فخري شقيق الشيخ علام اذ الليلة حفل زفاف ابنه المصون سيقيمون الحفلة في مزرعة الفردوس لأتساع مساحتها و جمالها............. و ستكون هناك مأدبة عملاقة لفقراء و مساكين الارياف و الدعوة عامة"
قال ناصر باستهزاء: "يالكرمهم .......... لا ينامون حتى يطعموا العامة لا يهمهم سوى اسعاد المساكين"
قال فخري: "اللعنة عليهم هم و اولادهم و احفادهم.......... الان لنتكلم بالموضوع الاصلي الذي اجتمعنا من اجله............... انت تعلم يا شعلان اننا نريد بناتك.............. اولادنا يتقاتلون عليهن و يكادون يحترقون كلما سمعوا من الناس انهن مرغوبات من قبل الكثير من شباب القرية............. نحن اولى من الاغراب يا شعلان"
التفتت الى جميلة التي كانت منهمكة بتنظيف الاواني و كذلك امينة التي كانت مستغر قة بتنظيف الطيور و غسلها و قالت بهمس: "فتحوا ذلك الموضوع مجددا" و عادت و استرقت السمع عندما قال شعلان و بهدوء: "ذلك اكثر ما اتمناه لكن............ لا احب اجبارهن على الزواج"
قاطعه ناصر: "على الاقل اعطنا وعدا انك لا تعطيهن لغيرنا.............. كلمة وعد نلزمك بها"شعلان و بتردد: "حقيقة لا استطيع............ ربما"
علوان و بغضب و هو ينهض: "انت لا تريد ذلك.............. ربما كما سمعنا......... تفكر بتزويجهن من رجال اغنياء او من رفاق مجاهد......... يا شعلان انت تريد المقاطعة بذلك............. و اعلم جيدا انك لو لم تعطيني سعاد ليحيى فأنا بدوري لن اعطي عفاف لمجاهد............ مجاهد يريد عفاف و تكلم قبل ايام بهذا الموضوع امام يحيى"
ناصر و بصرامة: "و بما انك رفضت ابني عندما تقدم لخطبة سعاد مرتين فأنا اليوم اريد جميلة له"
خرجت امينة لتوظيب المائدة و قالت سعاد بهمس: "انهم جائوا لخطبتنا هذه المرة بصفة ر سمية و علنية.......... عمي ناصر يريدك لأبنه عدنان يا جميلة"
جميلة و باصرار: "لن اتزوج بحياتي سوى.......... فوزي"
التفتت اليه سعاد و بيقيت تتأملها........... جميلة و هي تترك ما بيدها: "كنت تسخرين مني سابقا لحبي لفوزي لكن ارأيت من هو ذلك الرجل و كيف وقف الى جانبنا بمحنتنا؟......... فوزي اثبت رجولته و شهامته و كتم امرنا و ساعدنا كثيرا يا سعاد......... انه ساعدنا بدون مقابل ادركت الان انني محقة عندما اجده مميزا و شهما و غيورا؟"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...