الفصل السادس عشر

290 13 0
                                    

الفصل السادس عشر...............

عندما دخلتا الحجرة كان مجاهد جالس قرب النافذة و شارد الذهن و عندما رآهما قال بتأمل: "اخبرني يحيى انكما كنتما في بيتهم.......... كيف حال عفاف؟.......... كيف وضعها؟"
جميلة و بانفعال: "مسكينة غير مستوعبة الصدمة حالها يرثى له......... ارحم الفتاة يا مجاهد لا اعرف ما الذي حصل لك ما المشكلة ان تزوجتها؟......... فتاة جميلة و صغيرة السن و مناسبة لك"

سحب نفسا من سيجارته عدة مرات و قال بتجهم: "هناك كثيرا من الامور و الاسباب تمنعني من الزواج من عفاف انتما لا تفهمان بماذا افكر............ انها ابنة الشيخ علام............. مازلت امامي خطوة حتى اصل الى مآربي............ كيف لتلك المخبولة ان تهد كل شيء انا اريد ان اتزوج بثينة ابنة علام.......... اخطط لذلك ومن السخافة ان الغي كل شيء بل و من المستحيل"
امتعضت سعاد و قالت غير مصدقة: "لا اكاد اصدق ما تقوله............ معقول انك تجري وراء مصالحك هكذا؟.......... يبدو ان الناس محقين انت تغيرت كثيرا يا مجاهد و تريد الانسلاخ من جلدك......... وكأنك تتمنى ان تكون من عائلة مالك بل و تحسد اولادهم على الترف و الرغد الذي يعيشونه متناسيا مبادئك و قيمك التي طالما قيدت نفسك بها"
جميلة و باستياء و استخفاف: "ابنة علام؟......... من انت حتى تنظر اليك و ترضى بك بثينة ابنة علام؟"
بقي محملقا بها ثم تصلدت ملامحه و ابتعد و خرج من الغرفة.
جلست سعاد على الكرسي امام المرآة و قالت بحزن و احباط: "اين ما التفت اجد هناك ما يضيق علي حياتي........... اجدها من مجاهد ام من.......... داغر الذي وصله الان بكل تأكيد خبر الحمل و ربما سأجده امامي بأي لحظة.......... ان موضوع يهز عرشه كهذا سوف يتدبر له جيدا"
قطبت جميلة جبينها و قالت بتوتر و خوف: "ظننت ان من المستحيل ان يعلم داغر بذلك الحمل لم اكن اتوقع ان يكون بكل هذا الحذر و الترقب............. انه داهية"

هي و بارتباك: "لا يهمني شعوره الان بقدر ما ان خائفة على اخي و ابي من تلك الصدمة والكارثة حتى حياتي لا قيمة لها بنظري.............. كل الذي يؤلمني ان اصاب بمكروه يحزن قلب امي و عائلتي........ ان الساعة التي جمعتني بداغر هذا عادت علينا بكل المشاكل و المصائب........... عندما افكر مليا اجد ان مجاهد هو السبب وراء كل ما يحصل لي لولا مؤامرته لحرق مزرعة عائلة علام الشخصية لما وصل داغر الى بيتنا و لما التقيته بحياتي"
ثم التفتت الى جميلة و قالت بنفور: "ارايت مجاهد كيف اصبح؟.......... طامع و جشع يريد الوصول بأي وسيلة الى الثراء و السمعة التي يتمتعون بها اولاد علام الثعبان و اخوانه البشعين................ كنت سابقا اعتقد انه يخطط لأمر مهم لكن اليوم بدأت ارتاب بأمره............. ماذا سيحل بعفاف المسكينة؟"

التفتتا معا الى النافذة حيث اضيئت الستارة بفعل مصابيح سيارات ما و تبادلتا النظرات عندا سمعتا جلبة الناس معلنين عن وصول علام الى هذا المكان.

جميلة و بامتقاع: "ما الذي اتى بهؤلاء الينا.......... يا الله.......... اتعتقدين انهم جائوا لابادتنا لسماع داغر خبرك؟"
وضعت سعاد يديها على صدرها و اضطربت نبضات قلبها فزعا.

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن