الفصل التاسع عشر

285 11 0
                                    

الفصل التاسع عشر..............

خفقت اهدابها و ابعد بصره ثم سار خطوات الى الامام و استدار اليها قائلا باستنكار و انفعال: "ماذا يريد منك بعد؟....... الى اي مدى ستستمر نذالته معك؟......... اخر فعلة له معك كانت مأساة لا احد يملك دما يجرؤ على ما فعله........... كنت اراك في طريق الهلاك و احقد عليه لم ارى بحياتي بقسوته انه لم يتوقف عن الحاق الضرر بك.......... كم تعرضت للموت بسببه..... مرة اعتداء و مرة انتحار و مرة محاولة اجهاض انه لعنة من الله و الان؟......... الان يقف بطريق مستقبلك و سترك و يحرمك من ان تتزوجي....... ماذا ستفعلين الان؟"
قالت بعينين دامعتين و انفاس مضطربة: "لا اعلم....... لا اعرف كيف ساتصرف..... انه يهددني بالحاق الضرر بكل من حولي و انا اعرفه قادر و متمكن و صادق بكل كلمة يقولها"
فوزي و بأصرار: "كلما يهمني الان ان انقذك من الحرج و الفضيحة امام الناس عندما يبان عليك الحمل هذا اكثر اهدافي من ذلك الزواج"

هي و بامتنان: "فوزي انت رجل رائع عندما ارى غيرتك و شهامتك اعجب على الفارق بينك و بين غيرك من الرجال.... لا تقارن بداغر وانا واثقة ان اي رجل يعلم ما حدث لي سيدير لي ظهره حتى ابن عمي يحيى لو كان علم الحقيقة لما فكر بطريقتك انا واثقة........ لا مكان للانانية بقلبك و لكونك هكذا لا اود ان استغلك و اضعك بموقف ربما ستندم عليه لاحقا........ افرض انني انجبت ذلك الطفل......... انه سيكون ابنك امام الناس و اسمه سيقرن باسمك........ انت مستعد لذلك؟..... سيرتاح ضميرك و انت تربي ابن داغر؟............ اتركني يا فوزي و دعني اواجه المشكلة بمفردي.......... اتركني انا ساترك المكان و اهرب"
هو و بغضب: "مستحيل........... لن اتركك لنتزوج و الان ان شئت"
.................................................. .................................
عندما دخلت غرفتها استغربت وجود مجاهد مستلقيا على السرير واضعا يديه خلف رأسه و محدقا بسقف الغرفة.
قالت ببرود: "الم تذهب الليلة الى عشك الزوجي؟"
لم يطرف له جفن و لم يلتفت اليها حتى و انما تجاهلها................ جلست امام المرآة و ازاحت الشال عن رأسها ليظهر شعرها الطويل و يغطي كتفها و قالت: "بثينة حسناء جدا و صغيرة السن ايضا......... حسنا فعلت بذلك الزواج فالفتاة حلوة و مترفة و اثار البذخ بادية على سيمائها.......... انت محظوظ"
قطب جبينه و نظر الى الناحية الاخرى دون تعليق...... داعبت خصلة شعرها و واصلت بحذر: "اما بالنسبة لعفاف فلا بأس عليها........ فمازالت بمقتبل العمر و جميلة ايضا حتى انني سمعت ان........ عدنان أ"
التفت بسرعة و بقي مركزا بها ثم اعتدل و قال بحدة: "ما به عدنان؟....... ماذا تعنين تكلمي ماذا عرفت؟"
خلعت الاقراط ببطء و قالت بهدوء شديد: "سمعت انه يفكر ان يطلب يدها....... ليس عدنان فقط كثيرا من اقاربنا يتطلعون الى ابنة عمي عفاف أ انت مستهين بها؟....... بالطبع كنت مستهين لكونك كنت حبيبها طيلة الوقت و لم تفكر هي بغيرك حتى لا تسمح لأحد بالاقتراب منها.............. لكن الان و بعد كل هذا الجفاء منك اتعتقد انها ستصمد طويلا؟"
نهض و سار في الغرفة ذهابا و ايابا بصمت راقبته عبر المرآة و قالت بمكر: "اظنها ستوافق على عدنان و تتزوج باسرع وقت حتى انها في المرة الاخيرة التي رأيتها كانت افضل بكثير من السابق و كأنها تخطت الازمة و لم تعد تعيرك الاهتمام"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن