الفصل السابع و العشرون ج2.................
و قبل ان يصعد سيارته امسكها احد رجاله بعنف و دفعها الى الباب قائلا: "لا تنادي سيدك باسمه يا فتاة"
تراجع جسدها و اختل توازنها ثم سقطت على الارض! التفت داغر بسرعة على اثر ذلك و تطلع بها و اتسعت عينيه و تغيرت ملامحه ثم خطى الى الرجل قائلا بهياج و فقدان صواب: "ايها الكلب"
وصفعة بقوة شديدة ادمى فمه حتى سال الدم على ذقنه و سادت لحظة من البهوت و الذهول على وجوه الجميع و اولهم سعاد.اعتدلت و امسكت بالباب و نهضت ببطء و هي تتطلع بداغر الي جال ببصره بوجوه رجاله و بدى بموقف محرج من ردة فعله التي لا تناسبه و لا تناسب صورته امام رجاله.
قال بجمود: "هيا اصعدوا"
قال احدهم بتردد و خوف: "لكن يا سيدي ماذا عن حرق المزرعة و تخريب البيت؟"جفلت و تراجعت عندما صرخ بمنتهى العصبية: "قلت اصعدوا"
تراكضوا امامه و صعدوا سيارتهم بسرعة....... عندما التفت اليها تراجعت و لاحظت اضطراب انفاسه ثم انزلت بصرها عندما ابتعد و صعد سيارته و عندما انصرفوا وضعت يديها على وجهها الساخن و قالت بهمس و كل اوصالها ترتجف: "الحمد لله.......... الحمد لله"
جلست في سريرها و هي تضع يديها على فمها و تهز جسدها بحركة رتيبة و تحاول ان تتمالك اعصابها و خوفها........ انه موقف رهيب....... ما حصل الليلة موقف شديد لقد اخافها تهديد داغر بحرق المزرعة و البيت اخافها بشدة....... و ذلك الموقف الاخير و كيف ضرب الرجل امامها بكل وحشية حتى هشم فمه....... اول مرة تراه هكذا..... غضبه مخيف لقد ارعب قلبها الضعيف صمته مخيف حتى هدوئه ينبأ بكارثة..... اصبحت تخشاه اكثر من اي مشاعر اخرى اتجاهه.
و امسكت بطنها و اتسعت عينيها و عضت على شفتها عندما شعرت بألم مصحوب بنزول دم.
.................................................. .................................قالت جميلة باحراج: "لكن ماذا اقول ليحيى ان سألني ما سبب ذهابي الى الطبيبة؟"
سعاد و بالحاح: "اي شيء قولي له اي شيء.......... انا اتألم و لا بد لي من زيارة الطبيبة.......... انا متعبة يا جميلة و لا اريد ان الفت نظر رجال داغر الى اي شيء مريب تعالي معي ارجوك"
اومأت جميلة موافقة و كانت مترددة جدا لكنها مضطرة امام ألم اختها فهي لا تستطيع ان تتركها تعاني و تتعذب دون ان تمد لها يد العون و بالتاكيد ستتعرض لمسائلة زوجها و استغرابه.
قالت سميرة و هي تعود لتجلس امام مكتبها: "من الطبيعي ان يحدث معك هكذا عارض يا سعاد....... انت محطمة و عليك ان تتجنبي الانفعالات و الا ستخسرين نفسك"
سعاد و بسرعة: "ارجوك اكتبي لي العلاج بأسم جميلة"قطبت الطبيبة جبينها و كتبت العلاج و بدت هذه المرة متوترة جدا و متضايقة اكثر من اي مرة زارتها فيها.
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romansوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...