الفصل الخامس............
سارت ببطء و هي تتلفت مفزوعة من نباح الكلاب الذين اقتربوا على ما يبدو........... تعثرت و وقعت عدة مرات فهي لا تستطيع ان تسند جسدها بذلك الضعف ليتها تستطيع المواصلة في السير قبل حلول الصباح و الفضيحة امام اعين الملأ.
احتارت عندما وصلت الى مفترق الطريق اذ تفرع امامها شارعين و لا تعلم من هو الشارع المؤدي الى وجهتها.......... تهاوت و ارتمت على تل من الاتربة و الصخور و فقدت قدرتها على المواصلة و بدأت عينيها تفقدان الرؤية بوضوح ,ادركت انها غير قادرة على الوصول للبيت مهما حاولت و ستكون وصمة عار في جبين اهلها امام الناس و موضع سخرية لشعلان و مجاهد امام جبابرة ال مالك.
توسلت الى الله ان يساعدها و يجنبها الفضيحة فهي ليست مذنبة بل مظلومة و تعرضت لغدر ذلك المتسخ بذنوبه .
نهضت و سارت في شارع حسب حدسها و ان خذلها فتكون قد فعلت كل ما بيدها.مرت ساعة او اكثر و هي تتخبط في ظلام الليل و تتعثر بالاحراش و البرك و تتمسك بالاغصان لتساعد نفسها.
رويدا رويدا لاحت لها المزارع و تنفست الصعداء و كان صوت انفاسها مسموعا,يبدو ان الله استجاب لها حتى وصلت بهكذا ضعف و اعياء و تحت جنح الليل و الظلمة كانت متخفية من رؤية الناس.اختبأت خلف الشجيرات و هي تشاهد شعلان واقفا بمنتصف الطريق و يبدو منتظرا يذهب و يجيء و معه جيرانه من الرجال الغيارى و كأنهم قلقين لغيابها.
لم يعينها جسدها على السير فزحفت و اختبأت خلف بيتهم الصغير و تطلعت من جانب الجدار لترى شعلان يسير لمسافة و يتبعونه اصدقائه و قال له حسان: "ربما قرر مجاهد ان يبقيا في بيت احد معارفه لأمر ما ..... تريث يا رجل و لا تقلق عليهما ان مجاهد رجل و قادرا على حماية نفسه و اخته"اسندت ظهرها على الحائط و اغمضت عينيها بقوة و تلاحقت انفاسها ثم رفعت رأسها الى النافذة المغلقة و طرقت بيد ضعيفة عدةة مرات و طرقا خافتا جدا بالكاد يسمع و قالت بهمس: "اسمعي يا جميلة بالله عليك اسمعيني"
و اعادت الطرق و هي تفتح عينيها و تغمضهما من الاعياء حتى فتحت النافذة و تطلعت جميلة امامها قائلة باستغراب و قلق: "من هناك؟"
ثم اتسعت عينيها و اطلقت صرخة عندما وقع بصرها الى الاسفل لترى اختها بهكذا حال.
سعاد و بصوت خافت و خائف: "لا تجعلي احدا يعلم بوجودي ارجوك"اغلقت النافذة بسرعة و خرجت اليها قائلة و هي تحملها من ذراعيها و بصدمة و هلع: "يا الهي!............ يا الهي!....... تماسكي قليلا و ساعديني هيا........... اه.... رباه ماذا حل بك يا سعاد؟......... يجب ان اخذك الى الطبيب............ سعاد......... سعاد تكلمي يا حبيبتي"
هي و بصعوبة: "لا يجب ان يعلم احدا ادخليني الى البيت ارجوك...........اشعر انني سأفقد الوعي بأي لحظة............ افعلي ما اريد اتوسل اليك"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...