الفصل الثلاثون

267 17 0
                                    

الفصل الثلاثون...........

دخل مجاهد الى البيت بخطوات بطيئة و تشبثت يدي جميلة بعنقه و احاطته امينة قائلة بدموع: "لم اصدق انني سأراك مجددا يا ابني..... لماذا تفعل بنا ذلك"

اسرع اليه شعلان و قال بانفعال و غضب ممزوج بالفرحة: "غبي......... انت غبي يا مجاهد......... غبي"

اسرعت اليه سعاد و قبلت كتفه قائلة بابتسامة: "الحمد لله على سلامتك يا اخي"

كان وجه مجاهد متجهما جدا وعينيه شاردتين و لم ينطق بكلمة و هم هكذا حوله يعانقونه و يرحبون بعودته بل كان صارما وحاد النظرات..... حاله متعب و ذقنه طويل بعض الشيء و هندامه متسخة و وبشرته شاحبة و كل ذلك امر طبيعي لتعرضه للحبس المجحف من قبل ال مالك لكن حالته النفسية كانت سيئة للغاية و شروده مقلق.

قالت امينة بسرعة: "جاجهز لك وجبة طعام لا بد انك جائع الان يا بني"

جميلة و باهتمام و لطف: "وانا ساجهز لك الحمام انت بحاجة لذلك"

اومأ ببطء ثم اتجه الى الحجرة و دخل تاركا الباب مفتوحا خلفه و سمعته سعاد يقول: "تعالي يا سعاد"

سارت اليه مسرعة و عندما دخلت وجدته مستديرا الى الناحية الاخرى فاقتربت و قالت بنبرة لطف: "نعم يا مجاهد؟"

التفت اليها بسرعة و تلقت منه صفعة مؤلمة جدا اخلت توازنها و اسقطتها ارضا.

شهقت و امسكت وجهها و تطلعت به بعينين دامعتين قائلة بصدمة: "لماذا؟.... ما بك يا مجاهد؟"

امسك شعرها بعنف و جذبها اليه بقسوة و كان وجهه متقدا و عينيه تكادان تخرجان من مكانهما من شدة غضبه و قال و هو يصرعلى اسنانه: "ماذا كنت تفعلين عند داغر الكلب؟"

اتسعت عينيها و ابتلعت ريقها و شعرت بجفاف حلقها و هي تقول متألمة من قسوة يده على شعرها: "مجاهد... ارجوك... انك تؤلمني"

هزها بقوة و هو يقول بغيظ و التهاب: "ما الذي بينك و بين داغر يا سعاد؟.......... ماذا تفعل اختي بمزرعة داغر؟"

هزت رأسها قائلة ببكاء و تلعثم: "لا شيء........... لا.......... شيء"

امسك و جهها بقوة و كاد يهشم فكها و هو يقول بصوت مكتوم: "اعترفي تكلمي و الا قتلتك الان بيدي........ لماذا ذهبت اليه؟"

هي و بدموع منهمرة و ضعف: "ذهبت لأطلب منه ان يعفو عنك"

اشتدت عينيه حمرة و غضبا و قال بانفعال: "لماذا فعلت ذلك لماذا ذهبت اليه؟....... حياتي ارخص بكثير من ان تتعرض اختي شرفي و عرضي لنظرات داغر الكلب.......... اي مقابل اخذه منك يا سعاد يا اختي ....... يا اخت مجاهد........... ليطلقوني لأعيش بهوان وذلة و عار"

وضعت يدها على فمها و استغرقت بالبكاء......... امسك وجهها بكلتا يديه و قالت بسرعة و تلعثم: "لا...... لم يحصل اي شيء........ فقط رجوته ان يؤثر على قرار الشيخ علام....... ارادو قتلك يا مجاهد و"
قال مقاطعا و بصراخ: "و اعتقني داغر بسرعة متأثرا بكلامك و طائعا......... لماذا يا ترى؟........ ماذا تملكين على داغر حتى ينفذ رغبتك؟.......... ا تعجبينه؟"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن