الفصل السابع والعشرون ج1

250 16 0
                                    


الفصل السابع و العشرون ج1...............

بهتوا جميعا و تطلع مجاهد الى السيارات بالخارج المعباة بالرجال المسلحين و قال بعيون حادة و ثاقبة: "لا داعي لكل هذه الجلبة ....... اساليب غبية......... اذهبوا و انا قادم......... لنرى ماذا هناك"
بقوا واقفين بالخارج و ذهب معهم بخطى حازمة و غاضبة.

عاد شعلان و تهاوى على الكرسي و وضع يده على صدره و تنفس بصعوبة و قال بضعف: "امينة......... الدواء بسرعة"

اسرعت هي و امها لمساعدته و كان معتل الصحة و سار معهما الى السرير و هو يقول بانفاس متقطعة: "ماذا يريدون من ابني؟....... اخشى ان يؤذونه كما فعلوا مع ابن غانم........ الله على الظالم...... الله على الظالم ابن علام"

هزت رأسها و انسابت دموعها و هي ترد الغطاء على جسده المنهك و قالت بهمس: "لا تفعل هذا بنفسك يا ابي..... ان...... ان مجاهد معتاد على اساليبهم و بعون الله سيعود قبل طلوع الصباح"
خرجت من حجرته بخطى متخاذلة و جلست في الصالة و هي تشعر بالمحاصرة و الخوف........... انه يضيق الحياة عليها و على اهلها.

قضت ما تبقى من الليل تفكر بمصير مجاهد الان و في المستقبل عندما يعلموا بتورطه مع بثينه......... لماذا القوا القبض عليه و هو اساسا يعمل عندهم و ملقين على عاتقه بعض امورهم و شؤونهم؟..... ترى اي تهمة لفقوها لذلك المسكين الان؟

في اليوم التالي اخبرتها امينة ان شعلان لم يستطيع الذهاب الى عمله بسبب توعكه و انه قلق بشأن مجاهد الذي لم يعرف عنه شيئا لحد الان.

مرت ساعات اليوم طويلة و حزينة و هم منتظرين و مترقبين سماع خبر عن مجاهد و عودته اليهم بأي لحظة لكن يبدو انهم سينتظرون طويلا.

ماذا تراه يفعل داغر بهذا؟......... ايظنها سوف تستسلم له تحت الضغط الذي يسلطه على اهلها؟
ليبقى ذلك حلمه هي لن تمنحه ذلك الامل مهما فعل و استبد بظلمه حتى يسئم و يتراجع.

لقد خيب ظنها بعد ان توقعت انه تغير و كان صادقا معها..... استمال قلبها بكلماته الرقيقة و نظراته المحبة............. انه ذئب كما وصفته والدتها داغر مستحيل ان يعرف الرحمة و الانسانية و لسوء حظها انها تحمل ابنه ليتها تخلصت منه على يد النساء القاسيات اللواتي بعثهن سابقا.
.................................................. .................................................. ...................

طرق باب دارهم بقوة و كل طرقة ترهبهم لكونهم ادركوا من الطارق بفعل الضجة التي حدثت بالشارع حيث الكل ينبأ بقدوم داغر شخصيا.

بقيت هي في الحجرة و سمعته يقول بنبرة احتقار: "ايها العجوز لماذا تهمل عملك؟......... لم ارك طوال يومين؟"

قطبت جبينها و زمت شفتيها و هي تستمع الى اجوبة شعلان السلبية جدا امامه حيث قال بنبرة تملق كعادته: " يا سيدي انا منهك القوى و لا قدرة لي على العمل منذ غاب ابني مجاهد و انا طريح الفراش.......... حسنا الان سارتدي ملابس العمل و اخرج لو كنت اعلم انك ستأتي بنفسك ما بقيت هنا....... انا اسف"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن