الفصل الثامن و الاربعون...........
بعد مرور يومين داهمها المخاض بشكل اكيد و قد تعبت كثيرا من شدة الالم دون جدوى و خشيت عليها الطبيبة اذ رأتها بحالة سيئة و اختفت الدماء من وجهها حتى قالت بقلق: " ابعثوا للسيد داغر.....و فورا"
مسحت امينة العرق من على وجه سعاد و عنقها و قالت بتشجيع: "لا تخافي ان شاء الله ييسر لك وتلدين طفل كالقمر فقط تحملي انها اوجاع مؤقتة و بعدها ستأخذين طفلك بحضنك"
كانت تحاول كتم الالم و رغبتها بالصراخ و بدت منهارة و لا قوة بها تساعدها فجسدها منهك ولم يعينها و سميرة تتطلع بها بحيرة و كأنها قلقة من ولادتها هنا و مترددة لان الولادة متعسرة على ما يبدو"
شعرت كأن الموت يداهمها و خشيت على حياتها و على مصير طفلها من بعدها ان حدث لها مكروه.
قالت عبر دموع و انفاس لاهثة و هي متشبثة بيد امينة: "اشعر بانقباض صدري يا خالتي و كأني سأموت و اترك طفلي"
ربتت امينة على كتفها و قالت بمواساة: "لن يحدث لك اي شيء لا تتشائمي كل شيء سيسير على ما يرام....... كلها ساعات و بحلول الظلام ستكونين اما لاجمل طفل على وجه الارض فقط اغمضي عينيك و تخيلي نفسك تأخذين ولدك بيديك و تحتضنينه. سيولد ذلك دافعا لديك حتى تتحملي الالم يا ابنتي.......... لما الفزع و اليأس"
بعد قليلا دخلت نرجس و هي تفرك يديها و تبدو بغاية القلق على سعاد التي تتدهور بمرور الوقت و قالت باهتمام: "السيد داغر وصل انه عند الباب و يريد ان يدخل"
اومأت سميرة قائلة: "ليدخل بسرعة"
دخل و القى التحية و عندما التقت عينيه بعيني سعاد ابعد بصره بسرعة وقال: "ما الامر يا دكتورة؟....... الا ترين ان الوقت مبكرا على الولادة؟"
بهتت وجوه الجميع عندما ظهرت من خلفه الحاجة الكبيرة و كان ذلك بمثابة ضربة قاصمة لسعاد اذ انه حضر مع والدته فهذا يعني الكثير.......... انها خائفة من حضورهما هذا.
اتجهت الى سعاد و تطلعت بها باهتمام ثم قربت يدها وربتت على شعرها قائلة بصوتها الدافيء: "كوني قوية يا ابنتي هذه لحظات حاسمة استجمعي قواك و ساعدي الطبيبة...... هيا"
نظرت سعاد الى داغر الذي استغربت حاله الجديد فبدى متصلدا اتجاهها و ظهر لها بهيئة قاسية جدا حتى انه لم يقترب منها و كأن ايام غيابه قد غيرت بداخله الكثير.
قالت سميرة بامعان: "سعاد على وشك ولادة........ الولادة متعسرة و سعاد منهكة جسديا و بما ان الولادة مبكرة فأنا لا احبذ ان تنجب هنا"
قال بجفاف و توبيخ: "نعم ولادة متعسرة؟........ و ما موقعك انت هنا؟........ انت الطبيبة المشرفة على حملها من البداية و لحد الان و انا كلفتك ان تعتني بها على اتم وجه......... ما الذي حصل حتى اراها هكذا؟"
سميرة و بسرعة: "الذي حصل ان الفتاة محطمة و منهارة على الصعيد النفسي."
قطب جبينه و واصلت سميرة: " انا اسفة يا سيد داغر سعاد لا يجب ان تلد هنا يجب نقلها الى المستشفى فهناك كادر طبي كامل و معدات و كل ما يلزم حتى الطفل يكون بحاجة الى عناية خاصة "
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...