الفصل الخامس عشر

298 14 0
                                    

الفصل الخامس عشر..............

في اليوم التالي اشتعلت السماء حمرة و حدث الصدام بين القبيلتين مجددا و اختبأ الناس في بيوتهم خشية الاصابة و كان الوجوم مخيم في بيت شعلان اذ ان مجاهد هناك و منطقة الحدود اخطر منطقة و كانت سعاد قلقة و مشغولة البال و كأنها تتنبأ بسماع خبر سيء عن مجاهد بأي لحظة.

طرق الباب بقوة و اسرع شعلان و خلفه امينة و كانا مرعوبين جدا........... عندما فتح شعلان الباب رأى والدة شاهين و فوجئ بها....... كانت حاقدة جدا و مستشيطة غضبا.......... قالت امينة بسرعة: "تفضلي يا ام شاهين ما خطبك؟"

المرأة و بنبرة غيظ: "ليت مجاهد يموت الليلة............. انا ادعو عليه بكل طاقتي"

شهقت امينة و وضعت يديها على صدرها و قال شعلان بغضب: "لماذا........ لماذا يا حاجة؟"

هي و بوجع: "لقد حرض ابني على مقاومة ال مالك و التصدي لهم و بالاخر انخرط في العمل عندهم ....... انه وغد...... وغد........ ابنكم يعمل عند ال مالك و كل الناس متآلبة عليكم........لطالما اثار مجاهد الفتنة و اثار روح العداء لدى شبابنا المندفعين و حرض و دعى الى التمرد و النتيجة انه الان مقرب و امين لدى ال مالك يحمي حدودهم و يدافع عن اسياده بروحه و دمه"

امينة و بانفعال: "لماذا جئت لاحراق قلوبنا في هذا الوقت الخطير........... مجاهد لم يجبر احدا على مواجهة ال مالك .............. كما انه يعمل الان لحماية تلك الاراضي التي نحن نمكث عليها و نرتزق منها"

قام شعلان بتهدئة تلك العجوز الجريحة الفؤاد لفقدان ابنها الشاب و اقنعها ان ماحصل لشاهين قضاء الله و قدره و عليها ان تكون مؤمنة و ابنها مظلوم و سيعوضه الله جنة الخلد.

اعلنوا بعض الرجال في الخارج ان صدام و تشابك حدث في منطقة الحددود و اغاروا رجال قبيلة بنو حجير على الحراس هناك.......... لطمت امينة وجهها و احنى شعلان رأسه بتخاذل مسلما لذلك الوضع ما دام ابنه اراد ذلك بكل ما لديه.
كما ان مجاهد ليس بطفل او مراهق قاصرا انه لم يستبعد الموت و لا يهابه و اذا شاء الله و قتل هناك للاسف سيعتبر مرتزق حقير بنظر الاهالي...... لا احد يشك انه يخطط لشيء ما سوى الحصول على اجر مرتفع و ليتقرب من ال مالك.

لكن سعاد تعلم جيدا ان مجاهد يحيك مؤامرة خطيرة و تشك بقدرته على انجاحها هو و رفاقه الذين لا يعتبرون شيئا امام ثقل القبيلتين و تاريخهما الطويل.

كانت امينة تتطلع من النافذة و تبكي كلما سمعت اشتداد المواجهة ......... حتى وجه الفجر هدأ القتال بالتدريج و كانت العوائل منتظرة الاخبار عما حل باولادهم هناك و امينة تلقي باللوم على شعلان لأنه لم يمنع مجاهد من المخاطرة و تتهمه انه مساند له.

جاء رجلا مبعوثا من المنطقة المستهدفة و طمئن الناس بأن اولادهم بخير و انهم افشلوا محاولة الاعداء بالدخول و اردوا رجالهم قتلى.
.................................................. ................................
قال شعلان بانفعال و غضب: "ماذا تظن انكم فاعلون عندما قتلتم رجال بنو حجير يا مجاهد؟........... انها بداية سفك الدماء.......... لقد قتلتموهم و هذا يعني ان الاحقاد ازدادت و التخطيط للاخذ بالثار تصاعد.......... ا سعيد و فخورا بما حدث ايها الاحمق؟"
مجاهد و هو يحتسي الشاي ببطء و تفكير: "المهم اننا اثبتنا قدرتنا على عدم السماح لاولئك الرجال بالدخول....... لو دخلوا لحدثت معارك دامية و لم يسقط ضحيتها سوى العوام من الناس اما رجال ال مالك فهم بالحفظ و الأمن محاطين بقوات حراسة"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن