الفصل الثالث........
و دفعه الى الناس حتى اختل توازنه و سقط ارضا لتقول هي رغما عنها: "لا تفعل ذلك بأبي بالله عليك الا تراه ضعيفا و كبير السن؟"
التفت اليها بصمت و راقبها و هي تساعد والدها على النهوض قائلة: "هيا يا ابي لنخرج من هنا............. كان اتكالنا على اناس قد خيبوا الظن"
و رمقت علام بنظرة ازدراء............. وضع داغر يديه خلف ظهره و بقي ينظر اليهم و هم يخرجون من الفيلا بصمت.
الكل وبخ سعاد على ما اسمعته لعلام و على صدامها مع داغر حتى هي لامت نفسها لما فعلته لكن كان ذلك رغما عنها اذ رأت والدها يهان و يذل دون ذنب و على يد شاب متهور لا ضمير له متفاخر بعضلاته و مقامه.
مرت الساعات حتى عاد مجاهد و وقف امام البيت المحترق و زم شفتيه عندما علم بما فعله داغر و قال بانفعال و صوت مرتفع: "سأذهب الليلة مع رفاقي الى فيلا علام و اشهدوا ايها الناس اننا لو اختفينا فقد غدروا بنا و قتلونا........... وان صحت ادعائاتهم بالاكتفاء بتقديم النصيحة و الاعتذار فذلك ايضا لايخلو من اضمار شيئا لنا................ لا انا و لا رفاقي لنا يد بحرق مزبلة ال مالك........... لكن ماذا نفعل ان كان السيد المبجل اتهمنا زورا"
ضرب شعلان على جبهته عدة مرات للتجاوز الذي يبدر من مجاهد امام الملأ على علام و اولاده......... كل كلامه سينقل مع التحوير الى مسامعهم.
دهشوا جميعا عندما عاد مجاهد و رفاقه من عند ال مالك و لم يتعدوا عليهم وكان مجاهد صامتا و شارد الذهن ثم اراد ان يجلس لوحده فترة.
بعد بضعة ايام عادوا من بيوت عمومتهم الى بيتهم بعد ان رمموا ما اصابه و قال مجاهد و هم مجتمعين حول طعام العشاء المتواضع جدا: "ما عرضوه علي ادهشني............ ارادوا مني انا و رفاقي حماية حدودهم الفاصلة عن قبيلة بني حجير............ اذ قال داغر انه وجد بنا شباب اقوياء و قد اعجبه ذلك و اطمئن ان تقوى عزيمة قبيلتهم بوجود امثالنا لحماية حدودهم............. اتراه ملعوب يا ابي؟"
شعلان و بسرعة: "انه تقرب ايجابي لكن تكمن فيه خطورة و تعريض حياتكم للخطر............ لا اود ان يقتل ابني الوحيد........... عليك الاعتذار بلطف و احترام لهم............... حماية حدودهم ليس بالامر الهين انت تعلم قوة و صلادة العدو........... حتى ان ال مالك بكل ثقلهم و غلاظة رجالهم لم يتمكنوا منهم............. ان هدف قبيلة بني حجير الخوض في اراضي ال مالك و الاستيلاء عليها و منطقة الحدود من اخطر المناطق يا مجاهد"
مجاهد و بتفكير: "سأوافق"
صمتوا جميعا و فكرت سعاد ترى اي كلام اسمعه داغر له حتى انحاز اليه و نسي كل الاحقاد بينهم؟............. و كذلك ما الذي غير رأي داغر هذا حتى انقلب فجأة و اصبح لينا و معجبا بمجاهد و رفاقه المتمردون بنظره؟
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romantizmوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...