الفصل الثانى والثلاثون

241 15 0
                                    

الفصل الثاني و الثلاثون....................

رفعت بصرها و قالت بجفاف: "مهما اعترفت لي بمشاعرك ذلك لن يغير شيئا يا داغر.............. اشكرك على موقفك الاخير و اتمنى ان لا نلتقي بعد اليوم"
و سارت لتبتعد لكنه قال برجاء: " لا اقدر.......... انا اريد لقائك"

التفتت و قالت بعيون ثاقبة: "تتزوجني؟"

كانت متعمدة ان تقول له ذلك لتعرف مدى صدقه فهو اليوم يتكلم بلسان العاشق الولهان الغير قادر على الابتعاد عنها ابدا..... قال لها اطلبي ما تشائين فسأنفذه و لو كان عسيرا......... ها هي الان تطلب منه ان يتزوجها لترى ما ردة فعله........... أ سيتقبل ذلك يا ترى؟

راقبت وجهه و تأثير كلامها عليه....... تغيرت ملامحه و سرى بريق غامض بعينيه و قد ضاقتا و هو يتأملها ثم انزل بصره ببطء و تراجع خطوة ثم استدار بقوة ليعود الى حيث جواده و صعد بشراسة و انطلق به عائدا بسرعة فائقة حتى دون ان يتطلع بها او يقول شيئا بل عاد حتى انه لم يواصل الطريق الى بيت عمه, تبعوه رجاله مسرعين و هم يتلفتون اليها ليعرفوا ما به سيدهم جن جنونه هكذا و ذهب كالهارب!

قطبت جبينها و زمت شفتيها و تمالكت انفعالاتها......... ها هو داغر ابن علام عاد لصوابه و طبيعته....... الغضب.......... لمحت الغضب بعينيه و كأنه استكثر على لسانها ان ينطق بهذه الكلمة....... الزواج....... كم ذلك بعيدا عن افكاره حتى يستغرب و يصدم هكذا؟

كأنه لم يطرأ فكرة كهذه على عقله و قلبه يوما و لا حتى بخياله........ ما اصعبك يا داغر و ما اقساك.

ما قصدك بذلك الحب و العشق الذي تتكلم عنه بكل جدية و براءة؟........ أ تريدني عشيقه فقط يا داغر؟.......... يا لأنانيتك وجبروتك.......... لا تتشرف ان تتخذني زوجة امام الملأ......... ذلك يحرجك و يغضبك و يخنقك اذن انت لا تحبني ابدا........... انت كاذب يا داغر........ تريد استغلالي و امتلاكي بما يغضب الله و تبقى انت على صورتك و هيبتك امام قبيلتك و اقاربك و تبقى عند حسن ظن علام كبير ال مالك لتبقى بنظره الافضل و الاقوى و الاشرس لتبقى تحصل على كل الامتيازات من قبله و لا تود ان تزعزع ثقته بك......... فعلا انت ابن علام يا داغر و لا يمكن ان تتغير........... و يا ويلي ان عرفت انني مازلت احمل بابنك اي عقوبة و اي مصير سألاقيه على يديك ايها المحب العاشق؟

عادت و الدموع تملأ عينيها و تحرق وجهها دموع الندم...... دموع الاحباط دموع العار و الخيبة دموع الخوف و الضياع دموع الضعف........... كانت واثقة بداخلها ان داغر لا يريدها زوجة و لا يفكر بذلك و يستبعده لكن لا تدري ماذا اصابها عندما واجهها بتلك النظرة و بذلك الموقف المحرج,كأنه وجه لها طعنة في الصميم و قتل اي امل وليد بداخلها قتل اي حلم باعماقها يحاول ان يرى النور بصعوبة.

و انت يا سعاد سئلت نفسك يوما ان حدثت معجزة و وافق داغر ان يتزوجك...... تقبلين ان تكوني زوجة داغر؟........ ذلك الرجل الظالم المجرم الذي كرهته الناس و صاحت الغوث منه و من ظلمه ؟...... الغليظ القلب الشرس الذي يقتل و يظلم و يغتصب ..... تريدين ان تكونين جزء منه و ان تنجبي ولدا يحمل دمه و صفاته و قسوته و طباعه؟........ تريدين ذلك يا سعاد و كأن الحب اعماك و جمد ضميرك و وجدانك؟........ ام انك تريدين درأ الفضيحة و الخلاص من الزواج من فوزي الذي لا تطيقين معاشرته و لديك مشاعر الاخوة اتجاهه؟........ اي مبررات بعد يا سعاد؟

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن