الفصل العشرون............
اقترب قائلا: "يا سعاد اتيت لاخبرك انني اريد ان" و توقف عن الكلام عندما جذبت المسدس من حزامه و وضعته بصدره........... ساد صمت و ابتعد الى الوراء و تراجع ثم ضاقت عينيه و قال بجمود: "ما زلت مصرة على قتلي.......... ان حقدك هذا يؤلمني.......... انت جادة بذلك؟........ هيا اقتليني........... انا امامك اطلقي النار ونفذي رغبتك"
ضغطت اصابعها بارتجاف وبطء على الزناد و هو يراقب يدها بتجهم حتى اغمض عينيه عندما ضغطت على اسنانها و ضغطت على الزناد بقوة.بهتت ملامحها و اتسعت عينيها تدريجيا و هي تتطلع به ثم كررت المحاولة و فتح عينيه ببطء و ابتسم.
ارتجفت يدها و شعرت بالارتباك عندما تناول المسدس من يدها و اعاده الى مكانه قائلا بابتسامة تخفي غيظ و غضبا: "يا لك من جريئة........ كنت متوقع ذلك منك........... لا تستهيني بي يا ابنة شعلان لست احمقا حتى اسلم رقبتي لفتاة شهرت السكين علي حتى اتي اليها بسلاح مأجج بالرصاص............................ لو ترددت لحظة لو اعدلت عن الامر لتغيرت الكثير من الامور"
قالت بحزن و دموع: "تعذبت بسببك كثيرا .......تحطمت و خسرت كل شيء لماذا تلاحقني؟......... ماذا تريد مني بعد؟... الطفل و تخلصت منه و لم يعد بيني و بينك شيء يخيفك و يهددك......... دعني بسلام"قال باستغراب و دهشة: "كم تحامين على نفسك........ استغرب اصرارك الا تستسلمي ابدا؟"
قالت بانفاس متقطعة و تعب: "لست برخيصة و ليس لي الا كرامتي اتيت لأكثر البيوت عزة و كرامة و شرف يا داغر....... انه بيت شعلان .....بامكانك ان تجد ما تبحث عنه مع نساء كثيرات ليس لي ان امنحك ذلك"
ابعد بصره بتجهم و مرر يده على لحيته الخفيفة ثم تطلع بها و قال كأنه يحدث نفسه: "احترت معك كثيرا......... يالعائلة شعلان تلك" و خرج بهدوء صافقا الباب خلفه و بدى بغاية الانزعاج و الغضب لأنها حاولت قتله و كأنه احبط كثيرا و خذل امام نفسه.
مررت يديها على وجهها و شعرها المبلل فرغم برودة الطقس كانت ساخنة و لم تشعر بشيء سوى ذلك الرجل الذي كان امامها..... يالها من مغفلة عندما توقعت ان داغر بهذا الغباء ليترك سلاحه بيدها و يسلم امامها.
ارتمت على السرير و شعرت بالارتياح لأنه ذهب دون ان يلمسها ابتسمت و الدموع بعينيها و ضحكت و لا تدري ان كانت تبكي ام تضحك؟....... يالها من غبية....... كادت ان تقتله... الحمد لله.... الحمد لله ان السلاح فارغا....... كادت ان تقتله........ اخفت وجهها و اجهشت بالبكاء.عادا والديها في ساعة متاخرة من الليل و ادركت ان شعلان قد توعك هناك بسبب مضايقة عمومتها له قبل ذهابه و هناك ايضا......
سخنت امينة شرابا و ناولته الدواء اذ ارتفع ضغط دمه حسب تشخيص فوزي حيث مرا عليه قبل وصولهما الى البيت.
بعد ان ذهب الى النوم سارت سعاد بالبيت بغير هدف و كانت تعطس بين الحين و الاخر حتى سمعت والدتها تقول لها و هي تعمل على آلة الخياطة في الصالة: "تناولي شراب الاعشاب الذي اعددته لابيك اعتقد انه سيفيدك فهذا مضر بوضعك......... الشتاء على الابواب عليك ان تنتبهي لصحتك فوضعك خاص"
قالت ذلك باقتضاب اذ ان موضوع الحمل يؤذيها و يقبض صدرها و هذا من حقها فأي حملا هذا بدون مصير و طفلا بدون ابا و امر سري عن كل الناس....... هي تستطيع ان تدرأ الفتنة و تجنب والدها و اخوها الصدمة و العار اذا تزوجت فوزي............ لكن........... كيف لا تستطيع........ بغض النظر عن مشاعرها و عدم رغبتها به فهي تخشى عليه من الموت او الاساءة الجسدية او المهنية فداغر ماكر و سيعتبر زواجها من فوزي تحديا له بعد ان بقي يلاحقها و اعلمها برغبته الملحة بها.......... كما انها لا تتقبل فوزي و لطالما اعتبرته ملكا لجميلة.
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...