الفصل التاسع والثلاثون

238 13 0
                                    

الفصل التاسع و الثلاثون..............

و خطى اليها و هي خائفة من ردة فعله و التصقت بالجدار عندما اقترب......... امسك ذراعيها ثم جذبها اليه و تحركت اهدابها ببطء عندما بدأ يفتح وثاق معصميها و بهكذا وضع كأنه يعانقها او يحتضنها و اغمضت عينيها و هي تغمر وجهها بصدره........ يا الله كيف تحولت كل تلك الكراهية بقلبها الى عشق.......... انها تحب داغر الى درجة اصبحت تتمنى لحظة اقتراب مثل هذه حتى تغمرها رائحته و يذوب قلبها بعطر انفاسه!

ابتعد عنها و رمقها بنظرة غامضة و هي تحرك ذراعيها بصعوبة و تتأوه من شدة الالم.... امسكت معصمها و فركته ببطء شديد ثم رفعت بصرها اليه قائلة بتوسل: "لا تتركني هنا انا متعبة جدا ارجوك ليومين و انا اشعر بالبرد و الخوف من تلك الجرذان....أ... اشعر بالعطش و الجوع.... ستخرجني من هنا صحيح؟...... ستعيدني الى بيتي؟"

قطب جبينه و هو يتطلع بها ثم انزل بصره على جسدها و قرب يده بحذر حتى لمس بطنها و كأنه يشك بالامر و يريد ان يتأكد.......... عندما وضع كفه على بطنها قالت و هي تبعد خصلاتها و تضع يدها المضطربة فوق يده لتضغطها بقوة: "صدقتني الان؟......... لا يمكن ان اكذب عليك بأمر كهذا"

تجهم و سحب يده بسرعة ثم تناول عكازه المسندة على الجدار و ابتعد دون ان ينطق بكلمة و اتجه الى الباب....... قالت بقلق و رجاء: "داغر........ لا تقتل اخي......... اخي مجرد مجنون احمق تغاظى عنه للمرة الاخيرة و لا تقتله"

وضعت يدها على صدرها عندما اغلق الباب بقوة خلفه و قالت ببكاء: "لا تتركني"

نزلت على الارض و تطلعت حولها ببطء و وضعت يدها على فمها و ادركت انها ارتكبت خطأ فادح و استعجلت باخباره بالحقيقة .......بسبب خوفها من العذاب الذي ينتظرها اعترفت واوقعت نفسها في التهلكة ..... ما مصيرها الان يا ترى؟....... بماذا يفكر داغر بعد ان علم بالحقيقة كاملة؟...... ربما سيقتلها بسرعة؟ او يفكر بأن يجري لها عملية اجهاض؟.........لكن ذلك سيكون ظلما كبيرا وكفرا لن تسمح له بذلك ستحمي طفلها منه و ستقاوم من اجله.

دعكت معصميها الحمراوين و تطلعت الى اثار الخدوش عليهما بسبب خشونة الحبل و قسوته .....و بقيت تفكر بمجاهد و مصيره أتراه قتله؟........ و فوزي؟.......... اخفت وجهها و اجهشت بالبكاء كانت تعلم ان لفعلة مجاهد عواقب وخيمة لقد ضاقت ذرعا من مجاهد و تهوره ما كان عليها ان تسمعه و تخضع له انه مجنون............. مجاهد مجنون.

ابعدت يديها بسرعة عندما سمعت الباب يفتح و نظرت الى المرأة التي دخلت و بيدها قارورة ماء و قدمتها لها قائلة و هي تتطلع اليها بتركيز و تفحص: "اشربي"

هزت رأسها رافضة و قالت باصرار: "لا....... اريد ان اخرج من هنا....... لن اشرب و لن اتناول اي شيء حتى تخرجوني"

المرأة و بحزم و نبرة آمرة: "اشربي انها اوامر السيد .......... اشربي و الا سأخرج من هنا و اتركك الى يوم غد تتضورين جوعا و عطشا...... لا تكابري من اجل...... طفلك"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن