الفصل الخامس والثلاثون

269 14 0
                                    

الفصل الخامس و الثلاثون...................

هز رأسه متسائلا عما تريد قوله.......... قالت و هي تفرك يديها: "اعلم انك رجل صالح و مستقيم و لديك مخافة الله و هدفك رضاه....... ان كنت......... ان كنت طالبا الاجر من الله من هذا الزواج لتسترني و تدرء العار و الفضيحة عن اهلي........... ف......فأتم جميلك و معروفك............ و لا تلمسني"

قطب جبينه و قال بشيء من الغضب و الانتفاض: "ماذا تقولين؟"

خفضت بصرها و هي تشعر بالخجل من موقفها منه و من مواجهته بتلك الكلمات القاسية........ رفعت بصرها اليه و قالت ببهوت: "ليس لشيء سوى لما امر به من ظروف نفسية عصيبة بعد الحادثة التي تعرضت لها......... سامحني ارجوك.......... غير قادرة على تقبل الامر....... المشكلة ليست بك بالعكس انت رائع يا فوزي...... المشكلة بي انا"

تطلع بها باستياء و فتح ربطة عنقه بصعوبة و ابتعد عدة خطوات ثم جلس ببطء على الكرسي و قال بتوتر: "قد يكون دافعي و هدفي الاهم و الاساسي من هذا الزواج هو سترك و انقاذك من كل ممن حولك ابتداء بأهلك ثم من اقاربك وبعدها من الناس حولك و اخيرا من ال مالك........ لكنه ليس هدفي الوحيد........ ما تزوجتك حتى اعاملك كأخت لي........... يا سعاد انا انسان واعي و متحضر و لم انظر اليك على انك مجرد فتاة قد انتهكت و خسرت كل شيء بالعكس انت مظلومة و لا ذنب لك بكل ما حصل و ذاك الجاني اليوم راقدا في السرير يصارع الموت و يدفع ثمن ظلمه و جبروته و مستحيل ان يعود كما كان او حتى يبقى لفترة طويلة........ داغر يحتضر و هذه ايامه الاخيرة ذلك جزائه من الله.............. من الاجدر بك ان تسعدي و تفتحي صفحة جديدة بحياتك.... انا احبك يا سعاد حتى......... حتى انني كنت معجبا بك قبل الحادثة بكثير و بعد الذي حصل لك استئت.... غضبت... سخطت لكن قررت ان اقف الى جانبك كنت خطوة بخطوة معك و شهدت على كل معاناتك و احببتك عندما تقربت منك اكثر و عرفتك اكثر ......... انا اليوم مقدرا و متفهما لكل ما تمرين به و سامنحك و قتا كافيا حتى تستعيدي ثقتك بنفسك و بي و بكل من حولك لكن بعد ذلك سارفض و بشدة تمنعك..... فليس هذا جزائي و لا استحقاقي..... و لا تكوني انانية معي اكثر يا سعاد"
هزت رأسها و قالت بسرعة و تبرير: "لا بالتأكيد هذا ليس جزائك..... لست انانية..... انا....... انا مستعدة ان افعل اي شيء يرضيك...... ساخدمك و البي كل طلباتك كما تحب و"

قال مقاطعا: "بشرط ان لا تلمسني............. المشكلة بي يا سعاد......... انت تنفرين مني و هذا واضح"

نهضت قائلة ببهوت و حرج: "فوزي ارجوك........... فوزي"

خرج من الغرفة و بدى متضايقا جدا......... عضت على شفتها و ابعدت بصرها و سحبت نفسا عميقا ........ هذا من حقه لا تلومه ابدا مازال يعطي دون مقابل...... لكنها غير قادرة على العطاء ذلك هم جديد يضاف الى همومها و مشكلة جديدة لم تكن تحسب لها حساب اتت لتكلل مشاكلها.

جالت ببصرها بالغرفة الصغيرة و تطلعت بالسرير ذا الاغطية البيضاء و هزت رأسها رافضة كل شيء كأن الجدران بدأت تضيق بها و تكاد تعتصر اضلاعها و ودت ان تصرخ باعلى صوتها........ ذلك الصوت المكتوم تلك المشاعر الحقيقة و الرفض الصريح اما يأتي يوما لتظهره للملأ؟........ الى متى و حتى متى تبقى خائفة من كل شيء و كاتمة و مصادرة حقها بالحياة و بالسعادة و بالحرية؟

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن