الفصل الثانى والاربعون

269 18 0
                                    

الفصل الثاني و الاربعون.............

سارت سعاد بخطى بطيئة و انفعالات بداخلها تشتتها و تضعف عزيمتها و عندما وصلت الى حيث ذلك المكان الذي يعتاد ان يجلس به ابتلعت ريقها
و بهتت ملامحها عندما رأت جانب وجهه و هو جالس على الاريكة و يدخن بهدوء....... تحركت اهدابها ببطء و قالت بنبرة ناعمة: "داغر"

التفت اليها بسرعة و عندما التقت عينيهما تغيرت ملامحه و بهتت تعابيره و بقي يتأمل شكلها وكأنه في لحظة فراغ.......... ثم قطب جبينه و ابعد بصره و تناول اشيائه و وضعها في جيبه و هم بالانصراف بسرعة كأنه يتهرب منها و بدى مستعيدا صحته و مستغنيا عن العكاز و ذلك العنفوان و الغرور قد عاوده.

قالت بسرعة: "لا تذهب ارجوك........ اريد ان اتكلم معك"

كأنه لم يسمعها اذ اتجه الى الباب...... اسرعت و اعترضت طريقه و وضعت يديها على الباب لتمنعه من الذهاب....... انزل بصره و نظر الى جسدها ثم تأمل وجهها بتجهم و قال بجفاف: "ابتعدي يا سعاد...... ليس لك التكلم معي الا اذا اردت انا ذلك.......... و انا لا اريد....... لا اريد رؤية وجهك ذلك يضايقني"

ثم وضع يده على كتفها ليبعدها لكنها لم تتحرك و قالت بتأمل: "لك حق بفعل كل ذلك............ ما فعلته كان خطأ كبير بحقك و حتى الاعتذار لن يكفي لتنسى الامر......... اعلم انك كرهتني انا لا الومك"
ابعد بصره و و ضع يديه بجيوب بنطاله و كان مستخفا و غير آبه بها و غير راغبا بسماعها....... قالت باصرار: " لكن لم اكن مخيرة يا داغر فعلتها رغما عني...... مجاهد علم بلقائي بك في مزرعة الفردوس و جن جنونه حتى انه ضربني و اتهمني....... ارتاب بأمري و لعب به الشك ظن انني اكن لك مشاعر ما....... وضعني بامتحان صعب عندما طلب مني ان اثبت له ان لا شيء بيني و بينك و لا بقلبي عاطفة اتجاهك و ذلك بأن اساعده في قتلك............ مجاهد لم يحتمل فكرة ان تكون اخته على علاقة برجل و خاصة عندما تكون انت ........و انت جربت ذلك الشعور عندما علمت بوجود علاقة بين مجاهد و اختك بالتأكيد انت"

قاطعها قائلا بنبرة قاسية و نظرة غرور و ترفع بعينيه: "لا تقاريني بيني و بين مجاهد....... لا وجه للمقارنة"

تحركت اهدابها و قالت بصوت خافت: " و لا انا..... بأختك...... انت محق"

تأملها بتجهم و شعرت به قاسيا جدا بنظراته بدى لها كما رأته اول مرة بملامحه الحادة و عينيه الثاقبتي النظرات و غلاظته المعتادة.

ثم كتف يديه خلف ظهره و قال بتحديق: "و ما الذي يجعله يشك ان لك مشاعر اتجاهي؟"

اجابت باضطراب: "بسبب اعتراضي و رفضي مساعدته لألحاق الضرر بك قاومته و اعترضت و عشت من اصعب اللحظات و انا اتعرض لتهديده......... هددني بأن يحاربني و يقتلني....... خشيت منه ليس على نفسي بل لأني حامل خشيت على الطفل و خشيت من الفضيحة و العار الذي سيلحق بأهلي امام اقاربنا و امام الناس حولنا......... صدقني كنت مجبرة و مضطرة"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن